غراهام على «أم بي سي 4» أيضاً: يحتاج الرؤساء للراحة التي يقدمها الإيمان

15-12-2007

غراهام على «أم بي سي 4» أيضاً: يحتاج الرؤساء للراحة التي يقدمها الإيمان

بوش الابن جالس في المكتب البيضاوي يوقع أوراق تسلمه ادارة الولايات المتحدة الاميركية. مشهد أرشيفيّ يرافقه صوت المعلـّق «ان كان هناك من رئيس يدين بالفضل لـ«بيلي غراهام فهو الرئيس الحالي». ثم سأل: «ماذا كانبيلي غراهام في شبابه ليكون دون غراهام؟» فيجبه بوش نفسه «ما كنت لأصبح رئيساً». هذا جزء مقتطف من برنامج 20/20 الذي تقدمه شبكة أخبار أميركية رصينة هي «آي بي سي نيوز»، والذي عرض مؤخراً حلقة بعنوان (pastor to power) «قس الى السلطة: بيلي غراهام والرؤساء». استعرض فيها تشارلز غيبسون لأحداث غير مروية عن حياة هذا المبشر الإنجيلي الأصولي الأشهر في أميركا والعالم، وعلاقته بالرؤساء الأميركيين وإحدى عشرة ادارة منذ عهد ترومان الى بوش الابن، قدم خلالها «استشاراته» في كل الأمور «من الحرب الى وجود الجنة».
رغم الطابع التكريمي لغراهام (88 سنة) في البرنامج، خصوصاً أنه استضافه على طاولة مستديرة محاطاً بثلاثة رؤساء سابقين هم بوش الأب وكلينتون، وكارتر، ومقابلات مع ثلاث «سيدات أوّل» سابقات تحدثن عن علاقتهن الأسريـّة به، إضافة إلى شهادات مؤلـّفَي كتاب عنه، ومستشارَين «تاريخيين» للشبكة، الا أن الصحافي نجح في إلقاء الضوء على ظاهرة مهمة تحكم أميركا بشكل أو بآخر هي «أيديولوجيا الدين» أو ما يسمونه بـ«اليقظة الدينية»، وذلك عبر عرض لشخصية دينية مثيرة للجدل كـغراهام.
أريحية الرؤساء و«الكزدرة» في قارب بوش الأب الشهير، لم تمنع غيبسون من «تفخيخ» برنامجه بأسئلة ومعلومات وصور تقود بذكاء الى التساؤل والتأمل. فعندما كان يتحدث عن الحميمية التي جمعت غراهام بالرؤساء، كانت تظهر على الشاشة مشاهد لأهم الأحداث التي جرت في عهودهم: منها نيكسون وفضيحة «ووترغيت» التي سانده فيها، حيث اشير الى التسجيل الصوتي الشهير لغراهام يتحدث فيه مع نيكسون (90 دقيقة) ويظهر فيها لاسامية الأصوليين المسيحيين الحانقين على اليهود (اعتذر عنه لاحقاً)، ومجارياً لنيكسون في تأففه من نفوذهم. ومنها أيضا بوش الأب الذي «استدعاه عندما بدأت عملية عاصفة الصحراء وإرساله الشباب والشابات للحرب ومعرفته أن بعضهم سيلقى حتفه» لكن لماذا؟ يتساءل غيبسون، فيجيبه بوش الأب «يحتاج الرؤساء للراحة التي يقدمها الايمان». والبداية كانت من أكثر من 50 سنة «أي منذ أن طلبت والدة الرئيس دوروثي أول مرة من بيلي غراهام الشاب حينها إجراء دراسة دينية في منزلها» فليس من المستغرب بعدها إن «صلى كل من دوروثي بوش وبيلي غراهام مجدداً.. هذه المرة في البيت الأبيض يوم نصـّب ابنها رئيسا». وهذا يظهر مكانته في العائلة البوشيـّة حيث «كان له دور في جعل كل من الأب والابن رئيساً».
وفي ختام البرنامج يعلق غيبسون مخاطباً الرأي العام: ستتعجبون من قدرات غراهام في التقرب من الرؤساء على اختلاف الأطياف السياسية: فهو قضى الليلة الأخيرة من رئاسة ليندون جونسون في البيت الأبيض، وكان موجوداً خلال الليلة الأولى من رئاسة ريتشارد نيكسون، كما أمضى الأمسية الأخيرة في البيت الأبيض مع جورج اتش بوش، ومن ثم تواجد فجر اليوم الثاني في حفل تولية بيل كلينتون. لكن هل سيحكم التاريخ بالضرورة على ذلك بأنه أمر جيد؟.. سيخضع ذلك للنقاش».
عرضت الحلقة الأسبوع الفائت، وقناة mbc4 صاحبة هذا النوع من المبادرات هي التي نقلتها مترجمة إلى العربية، كما تفعل عادة، إضافة الى غيرها من البرامج الأميركية المشابهة. واللافت هنا أننا اقتنصنا إحدى «النوادر» واستمتعنا بإعلام أميركي موضوعي، أثار نقاطاً كثيراً ما تشغلنا، وغالباً ما يقدمها لنا اعلامنا بقوالب منحوتة بمؤثرات اللغز والرعب، ولغات يابسة مملحة ببقايا الغزل الأيديولوجي.

حسان عمر القالش

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...