علماء يقتربون من محاكاة الانفجار الكوني العظيم

07-04-2012

علماء يقتربون من محاكاة الانفجار الكوني العظيم

اقترب العلماء أكثر من أي وقت مضى امس الاول من ظروف تحاكي الى حد كبير تلك التي أعقبت الانفجار العظيم الذي نشأ عنه الكون، وذلك بعد أن ضاعف الباحثون في المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية (سيرن) من سرعة تجارب إحداث تصادم بين جسيمات دون ذرية بسرعات فائقة لم يشهدها العالم من قبل.تقني ينظر الى التصادم خلال تجربة محاكاة الانفجار العظيم في غرفة القيادة في المنظمة الاوروبية للابحاث النووية (سيرن) قرب جنيف (رويترز)
وتعالت صيحات الاستحسان من خبراء الفيزياء في الوحدات البحثية للتحكم مع ظهور إشارات على شاشاتهم تنبئ عن نشوء جسيمات جديدة من تصادم ملايين البروتونات عبر مصادم الهيدرونات الكبير في المختبر الأوروبي لفيزياء الجسيمات الواقع في منطقة الحدود السويسرية الفرنسية المشتركة قرب جنيف وعلى عمق مئة متر تحت الأرض.
ومصادم الهيدرونات الكبير هو مجمع ضخم من المغناطيسات الدائرية العملاقة والأجهزة الالكترونية المعقدة والحاسبات وتكلف إنشاؤه عشرة مليارات دولار ويصل عمره الافتراضي الى 20 عاماً.
وقال عالم الفيزياء الالماني اوليفر بوخمولر أحد كبار المسؤولين عن هذه التجارب «إنها بداية عظيمة ضمن تجارب عام 2012. إنه يبشر بأن يكون عاماً مثيراً في فيزياء الجسيمات».
وتتضمن أضخم تجربة علمية في العالم إحداث تصادم بين حزمتي جسيمات من البروتونات تسيران في اتجاهين متقابلين وفي مسار بيضاوي داخل نفق طول محيطه 27 كيلومتراً في مصادم الهيدرونات الكبير وبكم طاقة هائل وسرعات تقترب من سرعة الضوء لمحاكاة الظروف التي أعقبت الانفجار العظيم الذي نشأ عنه الكون قبل 13,7 مليار عام.
ويركز العلماء في تجاربهم المستفيضة هذه على التعرف على كيفية نشوء المادة وما اذا كان هناك وجود لما يُعرف نظرياً باسم بوزون هيغز وهو جسيم افتراضي، قال عالم الفيزياء الاسكتلندي بيتر هيغز قبل ثلاثة عقود من الزمن إنه يساعد على التحام المكونات الأولية للمادة ويعطيها تماسكها وكتلتها.
وتندفع البروتونات في مصادم الهيدرونات بسرعات تصل الى 8 تيراالكترون فولت اي بزيادة نسبتها 15 في المئة عن الطاقة المستخدمة خلال العام الماضي كله وهو ما من شأنه أن يتمخض عن إضافة بيانات تزيد بواقع عشر مرات عن تلك المستقاة من الأبحاث التي جرت في العامين السابقين.
والالكترون فولت هي وحدة لقياس الطاقة وتعادل كمية طاقة الحركة التي يكتسبها الكترون وحيد حركته حرة عند تسريعه بواسطة جهد كهربائي ساكن قيمته واحد فولت في الفراغ.
وقد باءت بالفشل جميع المحاولات السابقة لفك شفرة جسيم بوزون الذي يعتقد أنه أسهم في تكون النجوم والكواكب والمجرات من مخلفات المواد المنشطرة من الانفجارات ومن ثم نشأة الحياة على كوكب الأرض وربما في عوالم اخرى مجهولة.

المصدر: رويترز

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...