سورية وفكرة "الكارت الصيني"

18-06-2008

سورية وفكرة "الكارت الصيني"

الجمل: نشرت صحيفة أورشليم بوست الإسرائيلية تحليلاً من إعداد كاليف بن ديفيد حمل عنوان «في الحرب الباردة مع إيران، هل بالإمكان أن تصبح سوريا كارت إسرائيل الصيني؟».
* مقاربة النموذج: ماذا تحمل فكرة المحلل الإسرائيلي؟
يتميز كل صراع أي كان داخلي أو إقليمي أو دولي بوجود وضعين الأول هو "الوضع الجزئي للصراع" والذي يتضمن المعطيات المتعلقة بالأداء السلوكي الميداني لأطراف الصراع إزاء بعضها البعض، والثاني هو "الوضع الكلي للصراع" الذي يتضمن المعطيات المتعلقة بمحصلة اتجاه الصراع.
القراءة التفسيرية لعنوان التحليل توضح بشكل مباشر المقاربة التاريخية السلوكية السياسية التي تصدى لها مجلس الأمن القومي الأمريكي لإدارة الصراع الأمريكي – السوفيتي خلال فترة الحرب الباردة بالتركيز على استخدام الصين كعامل مساعد لأمريكا في إضعاف الاتحاد السوفيتي بالاستناد إلى استغلال فرصة الخلاف الصيني – السوفيتي.
يسعى المحلل الإسرائيلي لإعادة إنتاج النموذج المتعلق باستخدام الكارت الصيني في إدارة الصراع ضد إيران بحيث يلعب ما أطلق عليه المحلل الإسرائيلي تسمية "الكارت السوري" دوراً في إضعاف إيران تماماً على غرار نموذج "الكارت الصيني" خلال فترة الحرب الباردة.
* الخلفية الاستخبارية للتحليل:
يقول المحلل الإسرائيلي كاليف بن ديفيد بأن ثمة أخبار سعيدة جاءت على صفحات تخمين تقديرات الموقف الذي أعدته المخابرات الإسرائيلية ورفعته إلى  مجلس الوزراء الإسرائيلي يوم الأحد الماضي وتحديداً تخمين المؤسسة الأمنية الإسرائيلية القائل بأن الاحتمالات ضئيلة لأن تواجه إسرائيل هجوماً تشنه ضدها الدول المعادية لها خلال العام 2008م. واستعرض المحلل الإسرائيلي كاليف بن ديفيد النقاط الآتية:
• تدرك الدول المعادية لإسرائيل (سوريا وإيران) بأنه من غير المجدي شن حرب تقليدية ضد إسرائيل على الأقل في الوقت الحالي.
• تفضل الدول المعادية لإسرائيل استهدافها عن طريق استخدام الأطراف الحليفة كحزب الله وحركتي حماس والجهاد الإسلامي.
• إضافةً إلى استخدام الحلفاء فإن الدول المعادية لإسرائيل تلجأ في الوقت نفسه باتجاه توسيع قاعدة ترسانتها الصاروخية مع احتمالات إمكانية السعي لإضافة القدرات النووية اللازمة لتهديد وردع إسرائيل.
* تحليل سيناريو الوضع الكلي للصراع الشرق متوسطي:
يصف كاليف بن ديفيد بأن إسرائيل تمثل البلد الديمقراطي القوي عسكرياً والذي يدخل في صراع جيوبوليتيكي ضد بلدين متطرفين بحيث تدور المواجهة بينهما ضمن "صراعات بالوكالة" صغيرة، وفي الوقت نفسه يسعى الطرفان إلى دعم القدرات النووية بما يؤدي إلى إدخال الصراع ضمن حلقة حرب باردة أشبه بالحرب الباردة السابقة التي كانت تدور بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة.
إضافةً لذلك يرى بن ديفيد بأن ثمة تطوراً قد حدث ضمن ما يعرف بالصراع من أجل كسب العقول والقلوب بما أدى إلى حرب نفسية مذهبية بين الطرفين وقد أدى ذلك إلى تبلور صراع قيمي بين: القيم الغربية التي تعتمد الديمقراطية ممثلة بإسرائيل والقيم المتطرفة المعادية للديمقراطية وتتمثل في خصوم إسرائيل في المنطقة.
* سوريا وفكرة "الكارت الصيني" المفترض:
انتقل المحلل الإسرائيلي بن ديفيد قائلاً بأن الوضع الكلي للصراع ومجرياته الحالية يحتاج إلى مثال نموذجي جديد يتم وفقاً له وعبره النظر إلى الصراع العربي – الإسرائيلي، ثم بعد ذلك يمكن اشتقاق الافتراضات منه ويضيف بن ديفيد:
• أولاً، في الوقت الذي يتم فيه حل الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي وما يمكن أن يجلبه ذلك من هدوء في جبهات الضفة الغربية وقطاع غزة ويساعد إسرائيل في كسب العقول والقلوب في بلدان العالم العربي المعتدلة، فإن ذلك لن يؤثر كثيراً في حل العداوات بين البلدان والتي تدور بين الدول المتخاصمة.
• ثانياً، على المدى الذي يمكن بالنسبة إليه تحقق استخدام سوريا ضمن لعبة "الكرت الصيني" في صراع الحرب الباردة الإسرائيلية – الإيرانية.
ويعلق المحلل الإسرائيلي بن ديفيد قائلاً، لقد أدى دفع بكين بعيداً عن حليفتها الإيديولوجية الطبيعية موسكو إلى إرساء عمود استراتيجي داعم للسياسة الأمريكية خلال فترة الصراع مع الاتحاد السوفيتي السابق، ويرى بعض الخبراء الإسرائيليين والأمريكيين بأن "دمشق العلمانية" يمكن أخذها بعيداً عن "طهران الدينية".
* ماذا قال تخمين المخابرات الإسرائيلية حول فكرة الكرت الصيني:
أشار المحلل بن ديفيد إلى وجود متفائلين ومتشائمين إزاء فكرة الكرت الصيني، وعلى خلفية تباين مواقف الطرفين تطرق تقرير المخابرات الإسرائيلية –على حد تعبير بن ديفيد- قائلاً بأن قيادة المؤسسة العسكرية والاستخبارية الإسرائيلية أكدت في تقريرها الأخير بأن خيار والكرت الصيني ممكن وبحسب الاقتباس الذي أورده التحليل "تحت شروط محددة وإذا كانت هناك تطورات محددة" فإن الخيار الاستراتيجي –الكارت الصيني- سيبقى ممكناً.
ويرى بن ديفيد بأن فكرة استخدام استراتيجية الكارت الصيني ما زالت تسيطر على ذهن رئيس الوزراء أولمرت ويرى بن ديفيد بأنها تمثل السبب الرئيسي الذي دفع أولمرت إلى مخاطبة لجنة الشؤون الخارجية والدفاع التابعة للكنيست قائلاً باحتمالية استئناف المفاوضات مع السوريين، ويضيف بن ديفيد قائلاً بأن سعي الإسرائيليين وراء الكارت الصيني سيكلفهم ثمناً باهظاً أقله الانسحاب من الجولان.

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...