سعادة الموضة

02-07-2006

سعادة الموضة

من الأشياء التي تحرك عالم الموضة للرجال هو الرغبة لتقليد، على الأقل في مجال الملابس، أبطال الستينات والسبعينات من القرن الماضي. بنطلونات الجينز الضيقة و«التي شيرتات» القديمة تذكرنا بجوي رامون. بينما تذكرنا البلوفرات الصوفية ذات السوستة الأمامية بجيمس بوند، والجاكيتات الجلدية بستيف ماكوين.
ولذا لا نتعجب كثيرا عندما نلاحظ ان القمصان ذات الاكمام القصيرة لا تحظى بالاحترام، فعلى العكس من الملابس التي ترتبط بالشخصيات المرغوبة، فإن القمصان ذات الاكمام القصيرة ترتبط في ذهن الناس، في الولايات المتحدة، بعلماء الصواريخ والمدرسين. ولكن مثلما عادت النظارات الى عالم موضة الرجال، فإن القمصان القصيرة الأكمام بدأت هي الأخرى تجد طريقها الى عالم الموضة ايضا. فقد بدأ عدد من المصممين الشباب وأصحاب الخبرة، مثل مارك جاكوب وتوم براون وسكون ستربيرغ وألكسندر ماكوين ومايكل باستيان باعتبار هذا الطراز من القمصان جزءا لا يتجزأ من ملابس الصيف الحالي. إلا انه ليس من السهل انتشارها. ويوضح مايكل ماكو، مدير أزياء الرجال في محلات «ساكس» الأميركية قائلا «يمكنك ان تكون عصريا ولكن ليس أنيقا. غير انه يتكهن بأن القمصان ذات الأكمام القصيرة ستصبح موضة في الصيف القادم. وأضاف «هذه هي البداية. أعتقد بعودة هذه القمصان الكلاسيكية الى عالم أزياء الرجال».

وإذا كان العاملون في عالم ازياء الرجال يختلفون حول هذا الطراز من القمصان، فإن الرجال أنفسهم لا يختلفون: «قصيرة الأكمام؟ لا. تبدو مثل طالب في المدرسة»، كان ذلك وصف برالي غيدنز، الذي يعمل في قسم المبيعات في شركة للعقاقير الطبية في مانهاتن. وشعر غيدان بالصدمة عندما علم ان شركة «توماس بينك» البريطانية للقمصان الرجالية، تطرح قمصانا بأكمام قصيرة. واضاف «لن يأخذك أي شخص بجدية. هل تعتقد انك اذا ما ارتديت قميصا بأكمام قصيرة خلال اجتماع للبيع انك ستحصل على تعاقد؟».

ويوجد أيضا العامل الاقتصادي، فتكلفة القمصان قصيرة الأكمام نفس تكلفة القمصان الطويلة الأكمام تقريبا. ويتوقع الرجال ان تكون اقل كلفة من القمصان الطويلة الأكمام. ولكن الموضة تخلق سعادة دائمة عندما يكون فيها شيء من المتعة على حساب الإقناع. ففي الصيف الماضي أطلق ستيفن كلاين إعلانا لـ «دبليو» مع براد بيت كأب من جنوب الولايات المتحدة يرتدي قميصا بأكمام قصيرة وهو مثقل بزوجة تشعر بالسأم وأربعة اشخاص ذوي شعر ناعم مبيض. وكما أظهر بيت بأناقة فان هذه الموضة تكون على أفضل نحو عندما تجري موازنتها بمظهر أنيق وخياطة تجارية.

وقال شتيرنبيرغ، الذي يشتمل خطه الإنتاجي على قمصان وأربطة عنق أصبحت مفضلة لدى الأشخاص الذين يتطلعون الى الأناقة «لا يمكنك ان تكون لديك بطن منتفخة، لأن ذلك سيجعلك شبيها بشخصية كوميدية، وانه يتعين عليك أن تكون على درجة من اللياقة».

ويحاول المصممون ايضا إضفاء جاذبية معينة على القميص. ففي الماضي كانت الأكمام، أي النسخ المقصرة من الأكمام الطويلة، كبيرة وفضفاضة. وهذا يجعل حتى من أولئك الذين لديهم عضلات مفتولة يبدون نحيفين. وجعل شتيرنبيرغ، شأن مصممين آخرين، الذراع انيقة والجسد لائقا، «ولم تكن القصة تستحق مزيدا من الإطراء فقط، وأنا أيضا منحت الصورة الظلية استقامتها». وأشار شتيرنبيرغ الى أنه على الرغم من كون القطعة قميصا صيفيا فإنها تبدو في غاية الأناقة ومتوافقة مع البنطلون.

وبالنسبة للرجال الذين يحبون ان يبدوا شبابا ومحترفين، تعتبر الموضة وسيلة لارتداء أزياء نابضة بالحيوية عندما يرتدون قميصا بسيطا. وقال دانيل ايستس، المصمم في نيويورك «انها اقل جدية اذا لم تكن في بيئة عمل تتطلب الجدية. أفكر بالانجيليين المورمونيين بقمصانهم البيضاء القصيرة الأكمام. فهناك شيء جذاب لديهم».

وبكلمات اخرى، كما قال ماكو «يتعين ارتداء الزي مع القدر السليم من المفارقة»، وذلك يعني ربطة عنق مدرسية قديمة، وبنطلونا انيقا، وبالطبع نظارات سوداء سميكة. وإذا اردت الإكسسوار المثالي فأنت محظوظ: عليك أن تتوجه الى «برادا» حيث تجد ما يجعلك أكثر لناقة.

 

المصدر: الشرق الأوسط

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...