دماء فوق إسفلت الميدان

07-01-2012

دماء فوق إسفلت الميدان

حوران ـ حمص ـ إدلب: هاذا المثلث السوري كما لو أنه مثلث برمودا، يدور بالوطن مهدداً وحدة كائناته ومياهه وترابه ، وسوريا تهوي في بئر زمنية بلا قرار، ولا أحد يستطيع إمساك وطن بكامل ثقله بعدما جُنّ ربعه سوى العلي القدير، ولهذا أمرنا رسولنا الحكيم أن نعلم أولادنا السباحة في زمن يبدو فيه القابض على وطنه كمن يمسك قلبه بيده لئلا يقع على إسفلت "الميدان".
حزنٌ على الرصيف، دمٌ على الإسفلت، ثأر وزفت وأشلاء بشر تبحث عن بعضها وسط الصراخ والعويل.. هابيل وقابيل ودمٌ ينادي قاسيون.. وسوريا غدت جحيم الشرفاء بعدما غادرها الخونة إلى جنان الأعداء وعواصمهم التي لن تعصمهم من غضبتنا، ينقلون لهم أسرار جيشنا ويكشفون نقاط ضعفنا ومكامن قتلنا.. وهاذي جموع الذئاب من أمامنا والضباع من خلفنا فأين المفر يا سيف الدولة سوى إلى السيف وشجاعة القلب.. فالسيف أصدق أنباءً من الكتب، ولا يفلّ حديد السواطير وطناجر العراعير سوى نار الرب التي وضعها بيد الجيش كما أعطاها لموسى من قبل.. ويا رئيس: ارتدي بدلتك العسكرية أو نبحث عمن يرتديها، فلم يعد هناك مجال للحوار إلا مع أنفسنا بعدما رفضه من كانوا أهلنا قبل أن يتحالفوا مع أعدائنا وتمطر غيومهم مصل دمائنا وأشلائنا فوق إسفلت الميدان.

الميدان: هناك تحت جسره الفاصل بين الجامع والجريدة والمدرسة وقسم الشرطة، كان يوجد بائع ترمس وشرطي وتلاميذ ينحتون مستقبلهم حاملين وطنهم وآمالهم على عاتقهم.. وكنت أتأمل وجوههم المزهرة مع برودة الصباح وأنا في طريقي إلى مكتبي بجريدة "تشرين" حيث ينتظرني أهاليهم حاملين مظالمهم وحكاويهم..
وكنت سعيداً بوقوفي في وجه مؤسسات الفساد وحماية مواطنيها من غوائلها، حتى جعلت من الحبر طريقاً للعدل، وصنعت سلطة أدبية في وجه سلطة قمعية، وكلما حملت مظلوماً على كتفي كان يزداد وزني حتى استحقيت اسمي بين الذين أحترمهم.. لقد كنا نواة الشعب، أنا والشرطي والتلاميذ وأهاليهم والذين استحققت اسمي بينهم، ثم فجأة جاء أشخاص لم يكونوا ضد الشرطي ولا مع المواطنين، سماسرة وأصحاب دكاكين وعاهرات وقوّادين، احتلوا جامع الميدان وزعموا "التمثيل" لكي يطالبوا "بالتدويل" مع الفاتورة، حيث قبضوا من حمد وحمدين طيز بفردتين وكلينتون وساركوزي وسعد الخبايا ثمن لحم إخوتهم المتناثر في عيون المشاهدين وبين ضلوعهم وأفئدتهم.. فأوّاه وآااه يا الله، انتشلنا أو أغرقنا دفعة واحدة دونما تعذيب، فقد طال امتحانك وقصر صبرنا..


دعوة: معاً لتطهير بيوت الله من المنافقين والمرجِّفين والمندّسين في إهاب الدين، فالرب ربنا، والرسول نبينا، والجوامع بيوتنا التي تأوي إليها أرواحنا وتستكين إليها نفوسنا، ولن نتركها لسلالة ابن ملجم وأبي لؤلؤة وسائر قتلة المسلمين.. سنملأ الجوامع بالمؤمنين ونسوِّرها بالتطهيريين لتحريرها من المتثوِّرين المتسوِّرين، قتلة عثمان وسارية ابن بدرالدين.. حيِّ على الفلاح، حيِّ على خير العمل، الله أكبر الله أكبر على طلائع الوهابيين الذين حرفوا الدين وأفسدوا المسلمين واستدعوا جحافل العثمانيين بعد عقود من السنين مرت على مشانقهم التي علّقوا عليها نخبة أبائنا وأجدادنا الميامين..

نبيل صالح

التعليقات

في تعليق المدعو د نزار والذي يتبناه عدد لا بأس به من الجماهير المستغضبة , فهم يختزلون الشعب المكون من عدة أقليات ويلغونها, ويكون ممثل الشعب هم طائفة ,وجماعة واحدة ضمن الطائفة وهي الجماعات التكفيرية السلفية والمعروفة الأهداف والغايات والمنطق الذي يحكمها ,ومن يتابع الأحداث يكتشف ذلك ,حيث لم تخرج الجماهير المستغضبة والتي تحولت إلى مجموعات مسلحة إلا من بعض الجوامع والمساجد واستغلالها لخلق الفتنة وخلق المناخ المناسب لعمليات الإرهاب والقتل , ولأن الشعب السوري بكافة أطيافه وطوائفه وأقلياته قد رفض أن تمثله هكذا جماعات والذي يرفض الفساد والتخلف ويرفض كل من ينهب ثروات البلاد , ويرفض القتل والإرهاب , قد وقع ضحية هذه الجماعات التكفيرية المسلحة والتي تبالغ في اختلاق فتاوى تجيز القتل من غير رحمة حتى على أبناء جلدته, فمن لم يكن معهم فهو ملحد وكافر ويستباح دمه وماله وعرضه ويجب قتله ,وما يحصل من جرائم سمعنا بها ورأيناها ما هي إلا دليل على ذلك , ولا يوجد حل لهذه الجماعات سوى محاربتها والقضاء عليها واجتزازها من الجسد السوري , واني أتسائل لماذا لم يحصل ذلك إلى الآن !!!!!!!!!! فهل لهذه الجماعات قوة كبيرة وضاربة في المثلثات المتعددة حارستا الزبداني المعضمية , درعا جاسم الصنمين ,حمص تلكلخ الرستن , حماة ادلب جبل الزاوية , دير الزور البوكمال عامودا , وهل يمكن أن تتفاقم المثلثات لتصبح مربعات ومسدسات ومكعبات , لأنه إلى الآن مازالت تعيث في الأرض فساداً وتزداد عددا وعتادا واجراماً. أم أن الحل الأمني لم يستطع أن يسيطر عليها ؟؟؟؟؟؟؟؟الظروف غامضة إلى الآن !!!! وما هي الحسابات القائمة حالياً لذلك ؟ صلاة استحضار لجنود الله سبحانه وتعالى ليخلصونا من الشر المتوالد عندنا ؟ على الأرض هناك أناس أبرياء يُخطفون ويُنكل بهم ويمثل بجثثهم ,حرمات مستباحة ,اغتصاب ,قتل وتدمير ,سطو إجرام بكل الأنواع متحديا ً الرب والملائكة والرسل وحتى المسؤلين عن امننا من رأس الهرم إلى قاعدته . على الأرض هناك فاسدون يستغلون أي شيء لمصلحتهم الشخصية ولتحقيق أطماعهم ومكاسبهم ولو على حساب الوطن والمواطن . وعزاء شعبنا ومطلبه هو بالقضاء على المجرمين و الجماعات التكفيرية بأي طريقة ومهما كانت الظروف. والقضاء على من يقومون بالفساد بكافة أشكاله, ومحاربتهم ومحاسبتهم قضائياً والتشهير بهم عبر المنابر الإعلامية وعدم الحياء منهم . فكلنا مهددون وليس فقط الأستاذ نبيل , وكل الوطن مهدد فماذا ننتظر !!!!! كفانا موتا ً بطيئا ً بسبب الفساد المعلن والمتفشي والمتغلغل- في وطننا - مفاخراً و دون خجل أو وجل !!!!! وكفانا موتاً سريعاً بسبب الجماعات المسلحة والتكفيريين والموجودة بسبب توفر التربة الخصبة لها (الفسااااااااد ) !!!!!! فإما نكون أو لا نكون . عاشت سوريا وعاش الشرفاء والوطنيين , والرحمة على الأبرياء... السابقون واللاحقون ... والأحياء الأموات ....

مرورا من فوق ما كتبه د.نزار ، و تجاوزا لأثار حطام الاصطدام ... لا استطيع ان اطلب المزيد من الصبر من طالبي الحل العسكري الحاسم ...فالذي يضرب بالعصي في حمص ليس كمن يعدها في دمشق و ان بانت بوادر بعض الضربات هنا او هناك . و لكن بفرض ان تم الحسم العسكري اليوم و الذي من المؤكد أنه سيكون عنيفا جدا ، نظرا لاستحكام عصابات الخصم ، و سينتج عنه دم كثير ، هل ستنتهي المشكلة ، اعتقد انها ستتكرر مرة أخرى بعد عدة اعوام و سيواجه ابناؤنا الازمة من جديد و قد تكون اشرس بكثير ، لذلك لا بد من التحضير أكثر فهذه ليست معركة تحرير حمص ، بل معركة تحرير العقول من سطوة الجهل و البترول . المرة الوحيدة التي اعجبني فيها صدام حسين ، هو يوم قام بغزو الكويت مشتتا حكامها يمينا و شمالا في أم المعارك ، ثم غيرت رأيي به مرة اخرى لانه لم يكمل بالمسيرة حتى مضيق هرمز لينهي نواة و نبع الازمات الجاهلية في حياتنا اليوم و غدا و اكتشفت انه يتكتك ليس الا . لطالما هناك شماخات و مشايخ و نفط و مال ، سنبقى معرضين لتكرار هذه الأزمة جيلا بعد جيل ، فإذا المعركة بدأت و انتهت بالحسم العسكري في حمص و غيرها ....ستكون النتيجة تأجيل الى يوم آخر ، اما اذا كان ذلك هو البداية الصغيرة لحرب قومية " و ليس بالضرورة عسكرية" لهز عروش الجهل ..لا هوادة فيها ...فهذه هي الضمانة الوحيدة . و بالمناسبة حتى لا يظن احد ان هذا الكلام لتثبيت اركان النظام ...أؤكد لكم ان تلك المعركة فاشلة ان لم تبدأ قبل كل شيء بمسؤولي الجهل و الفساد في بلادنا ، الذين تحالفوا علنا او سرا مع مشايخ النفط ، و بالتالي هزيمتهم ستفتح المجال امام الاجيال الجديدة المؤهلة و المستعدة للخوض في هكذا مشروع أممي ...نعم أممي ...سنشكر عليه لاحقا من كل سكان الارض .

وكأنّني أقرأ ملامح الصّدمة على وجوه الأعراب في اجتماعهم... طبعاً ما عدا العلج ابن ال***** حمد ،لأنّه كان الأداة الأبرز في تكريس هذا الواقع الأسود. وهنا نعود إلى ذات الفكرة المهمّة ،وهي أنّ أحد أهمّ الفوائد من هذه اللّجنة مهما كان تقريرها هو تخريب الصّورة الشّيطانية التي تمّ رسمها في مخيلة سكّان الكرة الأرضية عن سوريا. سوف نقوم بتلقينهم بالتّدريج بأنّ الوضع في سوريا مختلف تماماً عمّا زرعته قنوات الضّلال والتّضليل في رؤوسهم. نعم هناك عصابات الإخوان المجرمة المسلّحة ،ينفّذون أوامر الاستخبارات الأمريكيّة ،وهناك شياطين القاعدة ينفّذون أوامر إبليس على الأرض. وهناك جموعٌ غفيرةٌ من البشر تساق إلى المظاهرات بقوّة الإرهاب ،والتّهديد بالقتل والحرق والتّمثيل ،ويفرض عليها الإضراب وتُقطع عنهم الكهرباء (لأنّ نور الإسلام يكفيهم) ،وتسرق رواتبهم ،ومازوت شتائهم ،و خبز أفرانهم (للشباب) ،وحتّى زيت زيتونهم المعصور حديثاً يسرقوه بحجة دعم الثّورة ،والأنكى من هذا كلّه محاولاتهم (دحش) حبّ "الثورة" (دحشاً) في قلوب العباد. و لكن هناك أيضاً ملايين الغاضبين من أفعال العصابات الإجراميّة ،والّذين تحولوا غريزيّاً إلى مؤيدين للدّولة السّورية ،والّتي مهما بلغ استبدادها وتجبّرها وقسوتها لن "يرقى" إلى "نورانيّة ثورتهم" المباركة من جميع "أنبياء" واشنطن في العالم ،والّذين ما فتئوا يبشّرون بالعهد "الإسّلامي" الجديد.

من خلال اطلاعي على التعليقات والآراء في الموقع وجدت نبضات تحليلية جديدة أهمها ما جاء على لسان صاحب الجمل الكريم ولسان صيادنا الجبلي الاشم ، والتي تقول ان الأزمة السورية قد وصلت - بما معناه - الى مفترق طرق ، وان مفهوم الانتصار على المعارضة المسلحة انحدر من صدمة الضربة القاضية الى كدمات الفوز بالنقاط .. وهنا اقول : هذا تقدير شفاف ، بغض النظر في المقارنة بين امكانيات تملكها السلطة لكنها مقيدة وفي انحسار بفعل ظروفهاالموضوعية ، وامكانيات تملكها المعارضة لكنها غير مقيدة وفي تنام بفعل ظروفها الموضوعية أيضاً . كلنا يعرف ان مرونة الفعل خارج نطاق الدولة ، ما تتصف به المعارضة ، يجنبها النقد الكافي للجمها ، سيما وان لها من الانصار في وجه سورية على المستوى الدولي من الذين لهم باع طويل في البناء والهدم على طريقتهم ولمصالحهم ،والتآمر سرا وعلانية ضد من لم يواكب مسيرتهم في منطقتنا العربية . في مقابل ما تتعرض له سورية من نقد وتهديد وتفريغ متسلسل لجوهرية سياسة وطنية وقومية دابت على بنائها منذ وجودها كدولة . امام هذا المشهد اريد ان استذكر مواقف تاريخية، اعتبرها ابداعية ، صدرت بمعان مختلفه ، هدفت الى إيصال رسائل تاريخية أيضاً ... منها : - رسالة الحسين بن علي . - رسالة يوسف العظمة. - قيام سورية ومصر بحرب ١٩٧٣ضد اسرائيل. نماذج من الرسائل المبدئية . - رسالة شكري القوتلي. عندما تنازل عن رئاسة سورية لجمال عبد الناصر في سبيل قيام الجمهورية العربية المتحدة . - رسالة جمال عبد الناصر ، عندما قدم استقالته اثر حرب ١٩٦٧،ورفض الشعب المصري لها -رسالة حافظ الاسد عندما اشرك جيش سورية الوطني في حرب تحرير الكويت على هامش عمليات الجيش الاميركي ضد الجيش العراقي .- - رسالة حافظ الاسد عبر دخول الجيش السوري الى لبنان. نماذج للرسائل السياسية التي أملتها الظروف الذاتية والموضوعية في حينه. على مستوى العدو الاسرائيلي : من خلال المتابعة وجدت ان احد المفكرين الإسرائيليين ادرك ان صلاحية وجود اسرائيل كدولة قومية قد شارفت على الانتهاء ، فنادى المفكرين بقوله : نحتاج الى حشد الأدمغة اليهودية لإبداع الحل الناجع والمخلص لإسرائيل . فكان ان تفتق ذلك العقل اليهودي عن ضرورة تحول اسرائيل من دولة قومية الى دولة كل اليهود في العالم . واني ارى الان كل ما يجري في الوطن العربي مجيرا بالنتائج لصالح تظهير الدولة اليهودية . نحتاج الى حشد العقول وشحذ الهمم . انهم يريدون لسورية ان تبقى شبه دولة الى أمد بعيد ، نظرا لاتفاق الجميع على تجنب الحرب على اي دولة في المنطقة ، بسبب ما ستلحقه من أضرار بمصالح الاصلاء وعروض الوكلاء . فلا يهمهم ماذا سيحدث لنا ... للعرب؟!  

كل عام وراعي هذه الواحة مع جميع روادها الأكارم بألف خير وسوريتنا الحبيبة معافاة منتصرة بإذن الله و قوة و همة الشعب السوري العظيم . أحبائي : أخشى من دخول متصفح جديد لموقعنا الحبيب ، وقراءته لردودكم الغالية على تعليق ( د. نزار ) فعندها سيشعر أن هذا الموقع مليء بالمهاترات ولن يلمس السوية الفكرية والثقافية العالية لمعظم الرواد ( كما هي واضحة منذ سنوات ويبدو أنها تجلت مع بداية الأزمة ) ثم أنني لم أجد في تعليقه مايزيد على مقولات الكثيرين ممن يظهرون على فضائيات روتانا وغيرها ، و أظنكم تشاطرونني الرأي بأن لدينا ما هو أهم بكثير من الرد عليهم و النزول إلى مستواهم الضحل . عذراً أستاذ نبيل ولكنني أتمنى عليك عدم نشر تعليقات بهذا المستوى حتى لا يتحول منبرك الكريم عن أهدافه السامية.

جميعنا تابع إرهاصات جامعة الأعراب وردود الأفعال ،وهنا أودّ الحديث عن أمرين فقط: كنت قد شبّهت في وقتٍ مبكّر هذه اللّجان بحصان طروادة ،وأنّ مهمّتها هي التّفجير من الدّاخل ،ولا زلت على موقفي ،ولن نعطيها صكّ البراءة حتى يخرجوا من ديارنا. كما شبّهت هذه اللّجنة بلجنة التّحقيق باغتيال الحريري ،وهنا أركّز على نقطة غايةٍ في الأهمّية. لمن يذكر فإن الضّغط الدّولي الشّديد على سوريا لم يك بسبب اتّهام سوريا باغتيال السّمسار السّعودي رفيق الحريري ،و إنّما بسبب "عدم التّعاون" مع لجنة التّحقيق ،والتّهديد بالفصل السّابع بسبب عدم التّعاون ،بحيث تمّ التّغافل عن جوهر اللّجنة ،والتّركيز الشّديد على عدم التّعاون . وبالتّالي فإنّ هذه العبارة "عدم التّعاون" هي كلمة السّر لتمرير الضّغوط الشّديدة والاستسلام ،وهنا نلاحظ كيف أنّ الأمريكان بدؤوا بالتّنغيم على هذا الوتر على لسان الببغاء النّاطقة باسم وزارة الخارجيّة. كما نلاحظ كيف أنّ كلابهم قد سُعرت في الخارج وهي تعوي على لجنة الأعراب ،والسّبب طبعاً هو "انحرافها عن مسارها" وهذه كلمة حق ،لإنّه لم يك مطلوباً منها سوى المساعدة على اسقاط النّظام ،وليس توضيح الصّورة مطلقاً. وهنا لابدّ من التّركيز على المؤشّر الهام الّذي ظهر في اجتماع الأعراب ،وهو تحرر بعض العرب من سطوة الثّور القطري ،ومن ثم محاولة ترويضه ،على أمل أن يقوموا لاحقاً بذبحه كقرباناً لعودة الجّامعة لدورها الطّبيعي التّعاجزي. لا يزال "الحمساويّون" الإخونجيّون يصطادون في الماء العكر ،يصرّح البردويل:النّظام والشّعب في سوريا قدّما لحماس دعماً كبيراً،وكأنّما يتحدث عن طرفين متصارعين ،وهو يقف على الحياد بينهما!!!!عجباً والله. يقول هذا البردويل:"الثّورات" العربيّة هي تطوّر طبيعي للحالة الشّعبية العربيّة التي حُرمت من الحريّة وفرضت عليها إراداتٍ سياسيّةٍ واجتماعيّةٍ وثقافيّةٍ غير ارادتها، ما أدى إلى انتقام شعبي ذاتي من الحكام" انتهى كلامه. عن أيّ حريّةٍ يتكلّمون ؟؟هل تعلمون أنّ حماس تفرض الحجاب على طالبات المدارس في غزّة ؟ولطالما اشتكى الأهالي من تصرفاتها . لماذا لم تقبل حماس بإجراء الانتخابات النّيابية في موعدها؟؟؟ وبرّرت ذلك برفض فتح إجراء الانتخابات الرّئاسية ،وبالتّالي حصلت صفقة مكاسب بين الحركتين للحفاظ على الكراسي ؟؟لماذا؟ لأن كلا الطّرفين يعلم مدى انكشاف قناعه الزّائف. بالنّسبة لحزب العدالة والتّنمية التّركية ،فإنّه لا يزال على تعنّته واستكباره ورفضه للتّراجع ،لأنّه يعلم أنّها سقطةٌ ما بعدها وقوف ،وما لم يحدث ما يغيّر الواقع على الأرض أو الوضع الدّولي بين القوى العظمى أو الوضع الاقتصادي الدّاخلي فلن يحدث تغيير يذكر في موقفه. لديّ ثقةٌ كبيرةٌ بقدرة الأمن والجّيش على فرض الأمن واستعادة هيبة الدّولة ،ولكنّه بانتظار اختمار الرّأي العام السّوري جيداًوالدّعم الرّوسي لهكذا عمل بحيث يكون مترافقاً مع خطواتٍ اصلاحيّةٍ جبّارة مهما استكلبت الدّوائر الغربيّة علينا. الأخ نبوخذنصر :انتصارنا بحدّ ذاته هزٌّ للعروش والكروش ،وربّما يتمّ العمل حالياً تحت الطّاولة على إسقاط بعضها وفق "دومينو" خليجي ،حيث يكون أوّل حجرٍ مكتوبٍ عليه البحرين وآخر حجر هو السّعودية الّتي -إن حدث ذلك فلن - يعود اسمها كما هو الآن.

الأخ العزيز (مال الله) :بدايةً مرحبا بك في قافلتنا المظفّرة. أشكرك على التّعليق الهام ،ولكن أسوق هنا بعض التّصويبات ومن ثم تّعقيب. أنا قلت في أكثر من تعليقٍ منذ زاوية الشّغب المعنونة ب (هلوسات حمصيّة) أنّ عناصر المؤامرة غيّرت هدفها إلى اسقاط النّظام بالنّقاط بسبب استحالة الضّربة القاضية ،وليس العكس ،وهذا كان أحد أدلّتي على سقوط المؤامرة وتراجعها. أمّا فيما يخصّ المجرمون المسلّحون فلن نتنازل عن الضّربة القاضية ،لأنّ سواء ذلك خراب الوطن ،ولكنّنا الآن في وضع يمكن تسميته ب(ما بين الجّولات). وهذا الانحسار الّذي تتحدّث عنه أو (مابين الجّولات) ،هو تكتيكيّ بسبب الظّروف الموضوعيّة ،فإن كنّا عاجزين عن "ضبّ الزّعران" لدينا ،فكيف سنحارب الصّهاينة ؟؟؟وما هو هذا الدّور العروبيّ الذي ندّعيه؟؟؟؟ أنا معك في أنّ التّغيير الاستراتيجيّ الصّهيوني حادثٌ لجهة تبنّي الدّولة الدّينيّة "اليهوديّة" ،لأنّه لا مكان لدولةٍ صهيونيّةٍ في محيطٍ عربيّ ،والّذي يصرّون على تسميته "الشّرق الأوسط" زوراً ليشمل إيران وتركيّا الغير عربيّتين ,وبالتّالي يتمّ العمل على تكوين محيطٍ دينيّ يشمل دولاً "إسلاميّة سنيّة" و"إسلاميّة شيعيّة" وربّما "إسلاميّة درزية أو علويّة أوإسماعيليّة ...الخ) ،بحيث أنّ هذا "الشّرق الأوسط الجّديد " بلغاته وأديانه المتعدّدة سيحتوي بشكلٍ طبيعيّ دولةً يهوديّةً. من هنا جاءت الصّفقة المشؤومة في عهد وزيرة خارجيّة الولايات المتّحدة الأمريكيّة مادلين أولبرايت مع حركة حماس ،لتكون نواةً لكانتوناتٍ إسلاميّة (غزّة بدايةً.. ووصولاً إلى دول "الرّبيع العربيّ" المشؤوم) في مقابل دولةٍ يهوديّةٍ ،وهذه بالضّبط روح (الشّرق الأوسط الجّديد) ،الّتي كانت عرّابته المأفونة غونداليزا رايس . وهنا نلاحظ إصرارهم على تنفيذ هذا المشروع ،وإن كان يمرّ بسقطاتٍ من حين إلى آخر (فشل مؤامرة قتل الحريري وتأجيلها ومن ثم حرب 2006 في لبنان) ،وهذه الأزمة الحاليّة هي أشرس محاولاتهم ،والّتي سيكون فشلها الحتميّ الضّربة القاضية لهذا المشروع ،بسبب الأسباب الموضوعيّة المتعلّقة بصعود أحلاف وسقوط أحلاف أخرى والّتي تحدّثت عنها في تعليقاتٍ سابقة ،وهنا لا بدّ من التّنويه الهامّ على أنّ سقوط أيّ رأسٍ في مثلّث الممانعة (سوريا - إيران -حزب الله) كفيلٌ بتحقيق هذا المشروع. هذه فرصةٌ تاريخيّةٌ لنا - نحن العرب السّوريون - لكي نكسر القاعدة التّاريخيّة بأنّ الغرب هو من يملي علينا حكّامنا أو يزكّوهم على أبواب قصورهم الغربيّة ،ومن هنا يأتي تأييدنا لرئيسنا الشّاب الدّكتور بشّار الأسد ،الّذي قرر الإرتكاز على غالبيّة الشّعب في وقوفه في وجه الإرادات الغربيّة الّتي تحاول كسر إراداتنا ،وفرض تسوياتها،وصفقاتها ،و تنصيب كرازاياتها أو كركوزاتها(لا فرق)علينا. أكتب هذه الكلمات قبل ساعاتٍ عدّة من الخطاب المرتقب للسّيد الرّئيس ،والّذي أتوقّع أن يكون صادقاً شفافاً صريحاً مع الشّعب ،لأنّها الأسلحة الاستراتيجيّة الّتي ستحسم المعركة. كما لا أتوقع ارتدائه للزّي العسكريّ، حسبما تتوق الغالبيّة إلى ذلك ،ومردّ توقعي هو أنّ هذا الفعل هو ترفٌ زائدٌ مضرّ لا فائدة عمليّة منه، بل يستجلب هجمةً إعلاميّةً عالميّةً شرسة، تبدأ بالتّذكير بستالين ولا تنتهي عند صدّام حسين أو حتّى القذّافي وهو أبعد ما يكون عن المذكورين.

من حيث الشّكل ،لايزال الرّئيس يظهر بمظهر الحضاريّ ا،لمثقّف ،المّمسك بزمام الأمور ،مع نبرة تحدّ واضحة ،كما أنّ ملامح وجهه اكتسبت مزيداً من السّنون خلال بضعة أشهر. نأتي إلى الأهم وهو المضمون: 1) أبرز الخطوط العريضة هو الهجوم الغير مسبوق على المستعربين ،وعلى جامعة الأعراب ،ومنه الحديث عن نفاقهم ،وهم معنا بعواطفهم وضدّنا في أفعالهم ،وهنا أذكّر بالحادثة التّاريخيّة عندما سأل الحسين بن علي الشّاعر الفرزدق عن أهل الكوفة فأجابه ببلاغة شاعر (قلوبهم معك وسيوفهم عليك) وهذا هو حال الأعراب المستعربين ومن لفّ لفّهم من الحمساويّين ،والحبشيّين ،وغيرهم الكثير. وهذه هي المرّة الأولى الّتي يهاجمهم علانية ،في حين كان سابقاً يتمّ على شكل تسريبات من مقابلات أو ما شابه ،لكنّه يعلم بأنّ الشّعب لن يرضى بالمجاملات بعد الآن مهما كانت النّتائج. 2) يؤكّد على موضوع استقلال الإرادة ،والمعنويّات العالية ،والحرب النّفسيّة وهذا ما تحدّثنا فيه كثيراً ،وأنّ حربنا هي في الأساس حرب إرادات ،ومعنويّات ،ولن يستطيعوا كسرها. 3)أكّد أنّنا لا نريد سوى الحقيقة.وهذا ما تحدّثنا عنه هو في وقتٍ مبكّر ،وأنّنا في معركة الحقيقة في هذه اللحظة ،والتي يبدو من المؤشرات الأولى أننا كسبناها. 4)الإصرار على الإصلاح مهما استغرق من وقت ،حتّى لايكون نتيجة متعجّلة لواقع مؤقت.وهنا أعاد السّيد الرّئيس الخطوات الإصلاحيّة الّتي يحاولون طمسها والتّعمية عليها بادعاءات عدّة من مثل (غير كافية أو متأخّرة أو ...الخ) ،في حين يطبّلون ويزمّرون حين يعلن أمير مشيخةٍ هنا ،أو مليكٍ هناك ،عن أنّه بعد سنتين سيخطّط ربّما ليجري نوعاً ما من مشروع انتخابات !!!!!!!!!!. 5)التّركيز دائماً على أنّ الصّراع مع الأصيل وليس مع الوكيل. وبالتّالي كيلا يعطيهم حجماً أكثر ممّا يستحقّونه ،لا بل أعادهم إلى حجمهم الحقيقي حيث نسبقهم ب 1000 عام (القروسطيّة) ،وربّما أكثر ,كما أنّه درجت العادة أن يُردّ على أذنابهم بتصريحاتٍ لمسؤول وطني خبير بخبثهم كالسّفير يوسف الأحمد. 6)في حديثه عن الدّول العربيّة ،يقول أنّ ما يحدث بالسّر أصبح يحدث في العلن .وهذه كانت نقطة مهمّة في حواري مع المعلّم (أبو جهل) في زاوية شغب (التّطهيريّات لمعالجة آثار التّنسيقيّات) ولا جديدٌ في أفعالهم سوى أنّهم يجاهرون بها كفعل المجاهرة بالعهر. 7)أعجبني جداً قوله (لا جامعة ولا عربيّة) ،وهي بلاغةٌ سياسيٌة من النّوع الّذي أحب,وأيضاً حديثه عن أنّ الأموال لا يمكنها استيراد حضارة ،وهي ضربةٌ موجعةٌ في الصّميم لمحاولة الأعراب إظهار أنفسهم كشعوبٍ "حضاريّة" بواسطة استجلاب ما هبّ ودبّ من أصقاع العالم لبناء مضارب تناطح السّماء و للقيام باستعراضاتٍ رياضيّة مسرفةٍ ،أواستجلاب الأمريكيّ ليغزو بدلاً عنهم ،في زمنٍ فقدوا فيه قدرتهم على الفعل. 8)حديثه عن تزامن الاصلاح السّياسيّ مع ضرب الإرهاب ،هو تأكيدٌ على أنّه لا تراجع في طرق معالجة الأزمة ،لا بل الإصرار على تطويرها لتأخذ تأثيرها الواضح على الأرض. 9)الإرتكاز إلى دعم الغالبيّة الشّعبيّة ،وقد تحدّث عن ذلك في مواضع كثيرة وعينه على المسيرات المليونيّة الّتي خرجت إثر تعليق مشاركة سوريا في اجتماعات جامعة الأعراب ،وهذا هو الرصّيد الحقيقيّ في مواجهة الإرهاب والتّآمر العربيّ والمخطّطات الخارجيّة. 10)رغم أنّ الكثيرين كانوا يريدون حزماً أكثر في موضوع الفساد ،ولكنّ الرّئيس تحدث عن قوانين ومؤسّسات لأنّه يعلم أنّ الفساد أصبح "ثقافة" للأسف ،ولا يمكن مواجهته هكذا بعنتريّات لا تغني ولا تسمن من جوع ،و إنّما لا بدّ من العمل على كافّة المجالات (التّربوية والدّينيّة والمؤسّساتيّة و...الخ). 11)كما توقّعت التّصميم على ضرب المسلّحين ،وعدم التّهاون معهم ،ولكن يتمّ البحث عن أقلّ الأضرار الدّاخليّة والخارجيّة ،وأيضاً استنهاض همم الشّعب في مواجهتهم ،ودعم الجّيش والأمن في هذا العمل الوطنيّ الصعب. 12) تاكيده على استعادة من أخطأ,وهذا أمرٌ مهمّ ومطمئن لمن أحرق سفنه وحمل السّلاح مضللاً ومغرراً به ،وتجنّب ازدياد أعداد المجرمين ويأسهم من رحمة الدّولة . 13)كانت لفتةً كريمةً منه تقدير جهود المعلّمين ،ووصفهم بالجّيش الرّديف الّذي يقاوم المسلّحين ويحارب الجّهل في آن واحد ،وكانت المفاجأة بأنّ مدّعي "الثّورة" أحرقوا وخرّبوا ما يقارب الألف مدرسة (ربّما أكثر من مدارس دول الخليج قاطبةً) واستشهاد أكثر من ثلاثين مدرّس (رحمهم الله) ،وذلك في توضيحٍ قاسٍ لآثار ثورة الجّهلاء الطائفيّة البغيضة. 14) أيضاً أكّد أنّه لا يوجد رمادي في هذه الأزمة ،في إشارةٍ إلى أمثال المصابين بالمتلازمة (الحبشيّة) الّتي وصّفتُها في تعليقي المعنون ب (جنبلاطيّة ..حبشيّة ..أمراض مجتمعيّة) في زاوية الشّغب السّابقة(التّطهيريّات لمعالجة آثار التّنسيقيّات). 15)يلفتني استخدامه لمصطلح (إخوان الشّياطين) حيث سيتوقّف الكثيرون عند هذه التّسمية ،والكثير مّما تعنيه (تثبيت القانون رقم 40 القاضي بإعدام منتمي هذه الجّماعة الضّالة المضلّة الفاسقة ،ورفض أيّة وساطاتٍ مع أشباههم وخيالاتهم وحاملي مشاريعهم تحت تسمياتٍ مختلفة كمقاومين مثلاً ،والكثير مّما يحيط بهم من أضاليل ). 16)تأكيده بأنّه ليس السّوري من يبيع شرفه بالمال ،وهذا الكلام أتى من تقاريرٍ عن المحاولات المحمومة لشراء الذّمم بين السّياسييّن ،والمسؤولين وضبّاط الجّيش ،حتّى أنّهم يبحثون تحت المجهر عن أصغر موظّفٍ في أصغر دائرةٍ على حدود الوطن ،حيث لم يتمكّنوا لحدّ الآن سوى شراء من باع ضميره سلفاً وسابقاً لشيطان المال ،وهم الفاسدون أساساً ممّن لا شرف لهم ويعرضون أنفسهم دوماً في أسواق النّخاسة. 17)التّأكيد على العودة إلى العمّال والكادحون ,ربما هذه التّسمية لا تعجب الكثيرين لأنّها مفردات حزب البعث الذي استخدمها الانتهازيّون للتّسلق على اكتاف وظهور هؤلاء الشّرفاء ،وهذا هو الاتّجاه التّصحيحيّ للتخريب الممنهج الّذي قام به زعيم تنسيقيّة البنك الدّولي المفسد الاقتصادي الدّردري. 18) بعض أوجه السّياسة القادمة هي دفع الجّيل الشّاب الّذي حمل على عاتقه التّصدي الفعّال لهذه الهجمة الشّرسة بجهوده الضّخمة ،سواء على الأرض ،أم في الواقع الافتراضيّ (الإنترنت) ،في حين تكاسلت الغالبيّة العظمى من الهياكل العظميّة عن الفعل المجدي ، وهي أصلاً لم تك تملك لا الفكر، ولا العزيمة ،هذا إذا وضعنا حسن النيّة ولم يكونوا مشاركين بشكلٍ أو بآخر في الفساد ووضع العصيّ في العجلات. 18) أهم شيءٍ هو التّأكيد على النّصر ،وهذا ما أؤمن به بشكلٍ قطعي.

 

(الجمل): نعتذر عن تأخر نشر التعليقات الأخيرة بسبب انتقال الموقع إلى سيرفر أكبر من السابق .. ونرجو من الإخوة القراء إعلامنا بأي مشكلات قد تعترضهم في تصفح الموقع ليتم تلافيها..

يالله يا استاذ نبيل، هنيئاً لك بهؤلاء المعلقين و هنيئا لنا جميعاً هذا الشعب العظيم. كنت و لا زلت أفخر بهويتي السورية لكن الأن شعوري بالإنتماء لهذا البلد و لهذا الشعب العظيم يسكرني و يجعلني أحلق عالياً. يزيدني إصراراً و تحدياً لمواصلة النضال مع هذا القائد الرائع. الأخ صياد جبلي انتظر دائماً تعليقاتك، انها دائماً رؤية و بصيرة الصياد. و أشكرك على تحليلك للخطاب و كأنك تتكلم بلساننا. و أضم صوتي لصوتك، كأني أرى النصر قاب قوسين أو أدنى أصدق التحيات للجميع و المجد لسوريا العظيمة و المحبة لكم شعبنا الرائع

دعبلولي اموركن .... سيضرب بيد من حديد و بوكس من فولاذ ... والله يا عمي اللي وراه رئيس متل رئيسكن نيالو !!!!!! و سوريا بدها ...... حرية .

كنت اليوم بين الحشود في ساحة الأموييّن ،وفجأة أصبحت الجّموع كالسّيل الجّارف ،وأنا لأ أعلم ما حدث بسبب انشغالي بتصوير تمثال الجّندي السّوري الّذي نُصب حديثاً في طرف السّاحة ،والّذي أعجبني كثيراً،وعندما سألتُ عن الأمر قالوا إنّه الرّئيس الأسد . طبعاً لم أتمكّن من الاقتراب أكثر من خمسين متراً بسبب الأمواج المتلاطمة من الحشود ،ولكنّني تمكّنت من رؤيته ،ومن ثمّ الاستماع إليه ،وهنا لفتني أمرٌ غريب :سمعت وللمرّة الأولى نبرة صوتِ القائد العظيم حافظ الأسد . أكتب هذه الكلمات وعيني على المشاهد المروّعة للمجزرة الّتي قام بها الإرهابيّون في أحياء حمص المكلومة الصّامدة،والّتي ذهب ضحيّتها حتّى الآن 9 شهداء وصحفيّ فرنسيّ من القناة الفرنسيّة الرّابعة ،بالإضافة إلى 17 جريح من بينهم صحفيّ بلجيكي. أنتظر الآن ردود الفعل الفرنسيّة ،فهل سيتجرأ ساركوزي بالقول بأنّ المظاهرات سلميّة ؟؟ أو أنّ ابن اليهوديّة آلان جوبيه سيتجرّأ على الكذب وتشويه الصورة ؟؟ أتوقّع أن يستمرّوا في غيّهم ،ولكن سنرى كيف أنّ الصّحافة الفرنسيّة ستنقضّ عليهما. بصراحة لا يمكن توقّع مالذي سيحدث في العشرة أيام المقبلة ،وهي الفترة الفاصلة لحين تقديم التّقرير الأوّل (وربّما الأخير) للجنة المراقبين الأعراب . ولكن من المؤكّد أنّ الإرهابيّين فقدوا صبرهم ،وكشّروا عن أنيابهم مجدّداً،ولم تعد تعنيهم تقارير الجّامعة أو الرّأي العام، حيث سيكون هذا بداية نهايتهم. و قد أوصلهم إلى هذا تراجع الجّيش والأمن ،وترك المظاهرات تأخذ أبعادها وبالتّالي ليروا بأمّ أعينهم أنّهم لن يصلوا إلى نتيجةٍ ممّا يبغون ،لا بل أنّ أجزاءالحقيقة الّتي نقلها المراقبون الأعراب قد صدمت العالم. وأيضاً ليرى العالم الغربيّ الحقيقة بأمّ عينه ،ويدفع أيضاً بعض الدّم على يد الإرهابييّن الّذين دعمهم بالمال والسّلاح والإعلام .

أستاذ نبيل أسمح لي أن أوجه هذا النداء لسيادة رئيس الجمهورية: بإسم كل الديانات والشرائع نستحلفك حسم الموضوع. كلما تأخر الأمر زادت المأساة صعوبة . لن يتغير موقف مجلس الأمن منك ولن يتغير موقف حقوق الإنسان لن يتغير موقف أهل بعض المحافظات التي جن اهلها منك لن يتغير شئ فهم يحضرون لذبحنا جميعا من كل الطوائف فقط ذنبنا أننا نخاف على وطننا. لم يعودوا يخافون أو يستحون أو ينكرون . حتى الغرب الذي طالب لمدة طويلة بدخول وسائل الإعلام يقتل منهم بيد المجرمين فيصرخون أن الحكومة السورية يجب أن تحميهم من المسلحين الذين لا يعترفون بوجودهم. بالدين والشرع وحق الدفاع عن النفس شرع الله رد الباغي وهل هناك بغي أكثر من ذلك.في كل الدول منذ العصور الوسطى إلى اليوم لايفهم إلا صوت القوة وعندما تخرج مقاطعات عن الطاعة يتم إعادتها إلى جادة الصواب ولو بالقوة. . ماذا ننتظر أن يصلوا إلى غرف نومنا.في بعض الأماكن وصلوا بالفعل إلى غرف نوم الأبرياء. الجيش العربي السوري هو الوحيد القادر على الحسم فليحاصرهم لكي لا ينتقلوا إلى خارج جحورهم وليقضي عليهم بإذن الله الذي لا يرضى بالظلم. . الجراحة يادكتور عندما يقتضي الأمر.

نحن في حمص سالت دمائنا على الأسفلت ،هجرت عائلات ،قتل تنكيل اغتصاب .... وكل مايشتهيه د نزار . لعنكم الله ياطيور الظلام في حمص يستوي الطنبرجي مع الدكتور امثال د نزار وهم تخرجوا من مكان واحد علمهم السلفية علمهم القتل ...والشي الوحيد الذي لم يتعلموه الاخلاق لانهم استبدلوها بسنة العرعور!! سيدي الرئيس استخدم قبضتك الحديدية فان اشتقنا للعزيزة سورية سورية الآمنة  

الأخت العزيزة سوريّة:بدايةً أشكرك و أشكر كلّ من يتابعني ويتحمّل كثرة وطول تعليقاتي ،وربما أثقل فيها على البعض والله أعلم. والشّكر موصولٌ إلى صاحب الجّمل الأستاذ العزيز نبيل الصّالح الّذي منحنا- بكرمٍ جزيلٍ - مساحاتٍ واسعةً من هذا المنبر الهام لنعبّر فيه عن آرائنا. لقد نطقت أيّتها السّورية العزيزة بكلمة السّر الّتي هي سبب صمودنا وانتصارنا الوشيك وهي (الانتماء) . الانتماء بالنّسبة لنا نحن السّوريّون ..هي جذورنا الممتدّة لأكثر من عشرة آلاف عام في التّاريخ. الانتماء بالنّسبة للسّوريّين ..هو الحضارة الّتي أطلقنا شرارتها الأولى ومنحناها للبشريّة. الانتماء بالنّسبة للسّوريّين ..هو الكرامة الّتي تميّزت بها رؤوسنا السّورية العنيدة ،والّتي لا تعرف للهزيمة معنى. الانتماء بالنّسبة للسّوريّين ..هو الشّرف السّوري الّذي لن نبيعه بكلّ نفط وغاز وثروات الأرض جميعها. الانتماء بالنّسبة للسّوريّين ..هو العزيمة الصّلبة الّتي وقفت في جه قوى الطّغيان العالميّة . الانتماء بالنّسبة للسّوريّين ..هو تميّزنا عن أقوامٍ طارئةٍ بلا تاريخٍ أو حاضرٍ أو مستقبل. كما أنّ انتماءنا لسوريّتنا لا يتعارض مع ثقافتنا العروبيّة ،والّتي هي الإطار الأشمل الّذي يجمع الانتماءات المتعدّدة. هذه فرصةٌ نادرةٌ لنعلّم العالم كله أنّ العرب السّوريّين شعبٌ فريد ..وبالتّالي نفرض عليهم احترامنا بقوّة انتمائنا لسوريّتنا أولاً ولعروبتنا ثانياً.

نجدد اعتذارنا عن الانقطاعات حلال ال 48 ساعة الماضية من عملية نقل السيرفر  إلى آخر أكثر اتساعا وسرعة كي تكونوا أكثر راحة في تصفح الجمل وأهلا بكم جميعا من جديد.

لا أحد يشك.. ولايمكن أن يشك بصدق مشاعرك ..اتجاه بلدك سوريا .. واتجاه صاحب الجمل .. آمل أن يتسع صدرك لكي أرجوك الاختصار في تعليقاتك والتكثيف على طريقة صديقنا المشترك نبيل صالح .. ودمتَ صديقاً محباً..

صدقت أخي العزيز (قارئ سوري) فيما قلتَه عن صدق المشاعر ،وربما يأتي يوم نتحدّث فيه عن الأفعال أيضاً. ولكن اعذرني يا أخي فأنا أكتب (تحليل سياسي) وهذا يتطلّب بعض التّفاصيل والتّذكير بمواقف تاريخيّة وقراءة متمعّنة للمؤشّرات ،بمعنى آخر (تحليل) ،ولكن ربّما الحقّ معك في أنّ هذه الزّاوية ليست مختصّة بالتّحليل ،ولكنّني وجدت قبولاً جيّداً ،وحواراً مفيداً على متن هذه الصّفحة العزيزة ،وهذا ما شجّعني على المزيد. بالنّسبة لتحليلي لخطاب الأسد والّذي كان طويلاً فعلاً بسبب أنّ الخطاب كان مهمّاً ويحتوي الكثير من الأفكار،كما أنّني كتبت قراءتي هذه فور انتهاء الأسد من خطابه وأرسلتها في غضون 3 ساعات كما هو واضح من زمن إرسال التّعليق وقبل أن يظهر أيّ تحليلٍ مهمّ على الوسائط المتعدّدة،ولكنّ مخدّم (سيرفر) الجّمل خذلني ،وأخّر ظهور التّعليق فبدا وكأنّه مملّ ومكرّر لذا أرجو المعذرة. على كل حال إذا كان هذا رأي صاحب الجّمل والمعلّقين الأكارم فلابأس عندي ،ولكن كنت أعتقد أنّنا في هذه اللّحظات العصيبة بحاجة إلى التّحليل أكثر من البلاغة والّتي أعشقها أكثر. وسأبقى صديقاً محبّاً. (الجمل): الأخ الجبلي: لكل صياد أسلوبه، ولك كل المساحة التي تستطيع أن تقطعها ناقتك.. شكرا على الوجبات الدسمة التي تقدمها لقراء الجمل وإذا أردت نشرها كمقالات منفصلة فلابأس بذلك.

أخي العزيز : لقد أثريت أفكارنا .. دمت لنا صياداً للضوء.. مع تقديرنا نحن لصاحب الدار: نبيل صالح..

أما أنا فإنني لم أرتوي بعد من كتاباتك وصدقا عندما أصل لنهاية كل تعليق من تعليقاتك أتأفف بسبب طمعي بالمزيد منك ، كل التحيه لك أيها الصياد الرائع ولا يحرمنا من لآليء بحرك الواسع

أستاذي العزيز نبيل الصّالح:بداية أقدّر لك كرمك النّبيل وأشكرك. كنت قد تحدّثت سابقاً عن أسلوبك المميّز ،وقلمك الذّكي الّذي جذبني إلى هذه الزّاوية ،ولم ألمّح أبداً إلى اعتراضي على الأسلوب،ولكنّني كمعلّق أعتبر زاويتك وأفكارك هي موجّه لنا -نحن المعلّقين - لكي نخوض في دلالاتها وإسقاطها على الواقع مع التّدليل بالأحداث وسوق البراهين ،ولكلّ معلّق كامل الحريّة في أن يكتب الصّور والبلاغة أو التّحليل السّياسي أو حتى الشّعر والنّثر والسّجع ومختلف الأجناس الأدبيّة ،وهذا ما جعل هذه الزّاوية ثريّة إلى أبعد حد. ربّما تكون فكرة المقالات المنفصلة جيّدة كأن تكون هناك زاوية باسم (شغب القرّاء) ،ولكن ذلك لا يغيّر من الأمر كثيراً بالنّسبة لي لطالما وجدّت في هذا المنبر الإلكتروني الهام المساحة الكافية من الحرّية بحيث أستطيع من خلالها أن أعبّر عن رأيي،ولكنّنا تحت صفحة شغب نستظّل بظّلك ونضرب بسيف اسمك وهذا ما يضيف إلى مشاركاتنا الكثير من الأهميّة والمصداقيّة. مباركٌ لكم - فريق الجّمل - المخدّم الجدّيد ،وهو دليلٌ على أنّ قافلتنا تكبر يوماً بعد يوم.

لاتستغربوا أعزائي من فكر نزار وغيره ممن أغلق فكره وسلمه لأسياده الأصوليين إبتداء بسيده ****** إبن تيمية إلى ******* العرعور ولانقصد توجيه التهم جزافاً بل هي الحقيقة فهؤلاء أمثال نزار أغلقوا فكرهم ومراميه وأسلموه للطائفية والحقدوثقافة إلغاء الأخر ,ووالله لوكلن موضوعياً ل إنتقدبشكل موضوعي أما أن يسخر ثقافته (هذا إن كان يملكها)لكيل السباب والشتائم والكلام البذيء فهذا مايجعل الآخرين قارئي سطوره يمجّونه ويستقبحون منه ماقرأوه (نزار الحاقد )افرغ جام غضبك وحقدك في مياه آسنة أشرف لك ,أوأفرغها في قفا سيدك العرعور لأنك وسيدك العرعور والحاقدين سيلفظكم الوطن قريباًإلى غير عودة فإليك عني وعن كل سوري شريف يؤمن بسورية (للجميع )نقول خسئت وخسأ أسيادك وخسأأخوانك الشياطين مروراً بعرعورك الذي له من إسمه نصيب .

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...