حول مؤتمر«إيكتا»واستثماره الأمثل في الواقع السوري

06-04-2008

حول مؤتمر«إيكتا»واستثماره الأمثل في الواقع السوري

إن المؤتمرات العلمية تتميز عن المؤتمرات الأخرى بكونها نبعا و منجما يتم من خلالها عرض و نقاش آخر ما توصلت إليها الفرق البحثية من إنجازات على الصعيدين الأكاديمي و الصناعي .
من هذا المنطلق فيجب علينا النظر إلى هذه المؤتمرات على أنها مصدرا مميزا للمعلومات ينهل و يستفيد منها من شاء و هي ملتقى يضم خيرة الخبراء فمن شاء النقاش و الاستفسار و بناء العلاقات فهذا هو خير مكان .
الاستنتاج المباشر لهذه الرؤية تكمن في ان الاستفادة من هذه المؤتمرات تقع على عاتق أصحاب الحاجة العلمية بشكل أكبر بكثير من المحاضرين أو المنظمين لهذه المؤتمرات . خير دليل على ذلك دراسة أوروبية أظهرت أن الأوراق البحثية تتحول إلى تطبيقات و متجات صناعية وفق النسب التالية : 10% خلال عام واحد بعد عرضها ,  25% بعد ثلاثة أعوام, لتستقر على 40%  بعد خمس سنوات . هذه الدراسة هي خير دليل على ان المؤتمرات العلمية هي المصدر الرئيسي لاستشفاف المستقبل العلمي و الصناعي و ذلك في كافة المجالات العلمية .
إن تحقيق الإستفادة المثلى من المؤتمرات العلمية يشترط معرفة حاجات و إمكانيات المستفيد مسبقا و كذلك ألى التخطيط الدقيق لآلية الاستفادة العلمية .
س: ما هي المحاور التي يمكن الاستفادة منها , خلال مؤتمر إيكتا , بالنسبة للواقع السوري ؟
ج: بدون أدنى شك فإن كل محاور إيكتا مهمة بالنسبة إلينا في سوريا بدرجات متفاوتة و أولويات مختلفة و مجالات متعددة :
- المجال الأكاديمي

- المجال الصناعي

- المجال الخدماتي
 لفهم هذه الرؤية علينا أولا أن نعرف بوضوح مجال و مفهوم مجتمع المعلومات.
إن مجتمع المعلومات قائم على ركيزة أكاديمية و صناعية تتصل بعلو م الاتصالات و المعلوماتية  و على ركيزة خدماتية تهدف إلى استثمار الركيزة الأكاديمية – الصناعية بهدف تطوير خدمات تسهل و تسرع عمل الأفراد في حياتهم المهنية و الشخصية .
فعلى سبيل المثال , الصيرفة الالكترونية تقوم على تنظيم المعلومات المصرفية  و ربطها باستخدام شبكات الاتصالات و حمايتها وفق قواعد امن المعلوماتو استثمارها أخيرا لتقديم الخدمات المصرفية بسرعة أكبر و وثوقية كبرى .
القطاعات الأخرى التي باتت المكونات الأساسية لمجتمع المعلومات يمكن رؤيتها بالالية ذاتها : الحكومة الالكترونية,الصحة الالكترونية ,التجارة الالكترونية ,التعليم عن بعد .....
ان نظرنا الى مؤتمر ايكتا من خلال جلسات العمل التي يطرحها فأ ننا نجد أن كل جلسة عمل يمكن الاستفادة منها وفق مجالها الاكاديمي- الصناعي أو الخدماتي .
فجامعات القطر الحكومية و الخاصة بإمكانها الاستفادة من خلال المواضيع الأكاديمية المقدمة  لأنها تعطي فكرة واضحة للمواضيع و الاهتمامات الأكاديمية الازمة لفرق البحث الحاضرة في المؤتمر , و كذلك فبإمكان هذه الجامعات بناء علاقات تبادل علمي مع  الأكادميين المتواجدين في المؤتمر .
القطاع الصناعي (العام و الخاص ) عليه استثمار الأوراق  المقدمة من  قبل الصناعيين مما يختصر عليهم الجهد و الزمن و يجنبهم الوقوع في المطبات التي عرقلت الآخرين .كذلك يمكنهم الاستفادة من خلال النقاشات الجانبية و ذلك بالحصول على استشارات و نصائح قيمة فيما يتعلق بمشاركتهم الصناعية .
القطاع الخدماتي كذلك عليه الاستفادة من التجارب و الأفكار القديمة من أجل طرح الحلول و الخدمات التي نحن بحاجة إليها في سوريا و التي باتت أساسية في كل الدول المتقدمة و تشكل حجر الأساس في مجتمع  المعلومات (علينا أن نتذكر أن 60% من إقتصاد الدول المتطورة قائم على القطاع الخدماتي ) .

 

مجالات يطرحها مؤتمر إيكتا – وقفة تأمل :

1- مجتمع المعلومات و الحفاظ على الإرث الثقافي و الآثار :
   يطرح مؤتمر إيكتا و لأول مرة موضوع جوهري بالنسبة لسوريا , البلد العريق على  كافة المستويات و منها الثقافية و التاريخية و ما يتعلق بالآثار .
السؤال الجوهري : كيف ذلك ؟
لننظر أولا إلى الإرث الكبير الذي تملكه سوريا في مجال الآثار و لنتسائل أين بإمكان أي منا أن بحصل على  المعلومات اللازمة خارج المكتبات المتخصصة ؟ كيف نبحث و نربط بين المعلومات المتعلقة بالإرث الحضاري السوري ؟هل بالإمكان زيارة المرافق الأثرية بشكل افتراضي حيث الزائر متواجد  في أي بقعة من العالم ؟
هذا المحور الجوهري بامتياز بالنسبة لسورية لم ينل للأسف الجهد اللازم لتطويره ولبناء علاقات تعاون علمي و بحثي مع الدول التي نتقاسم معها تاريخا مشتركا كاليونان و تونس بقعة ضوء نراها من خلال فريق عمل يتضمن أخصائيين في هندسة الحواسب (وزارة السياحة) والذي يحاول الحفاظ على الإرث  التاريخي السوري و خاصة مدينة دمشق القديمة.
خلال مؤتمر أيكتا 2006 انضمت باحثة فرنسية لهاذا الفريق وحصلت على موافقة للعمل في سورية لمدة عام وهي تهدف بذلك لإقامة علاقات تعاون علمي بين فريق العمل السوري والجامعات التخصصية الفرنسية .
يشارك هذا الفريق زملاء قدموا من اليونان و هم صاحبوا باع طويل في مجال  نظم معلومات و استخدامها في تخزين ومعالجة المعلومات المرتبطة بالإرث الحضاري و الثقافي .
كلما أمل بأن ينتج عن جلسة العمل في هذا المجال خطط لتطوير هذا المحور وتوسيعه  ولبناء علاقات تعاون علمي مع الدول الشريكة بهدف الاستثمار الأمثل و الحفاظ على الإرث الثقافي و الحضاري و التاريخي في سورية العريقة .

2- الصحة الإلكترونية والهندسة الطبية :                                                                  

يشكل قطاع الصحة أحد أهم المحاور التي تعالج في إطار مجتمع المعلومات. خير دليل على ذلك هو تنظيم المعلومات الصحية و ربطها بواسطة الشبكة العنكبوتية و استخدام هذا البناء في إطار البطاقات الصحية لكل المواطنين في الدول المتقدمة .
مثال آخر يتعلق باستخدام المعلومات الطبية و معالجتها (الصور و الاشارات الطبية ) وذلك لمد يد العون للأطباء من أجل قرار صائب لا تراه العين المجردة أو الاجهزة التقليدية . منذ أعوام قليلة مضت أجريت عملية جراحية لمريض في مدينة ستراسبورغ – فرنسا حيث كانت الأيدي الطبية تجري العملية في مدينة نيويورك الأمريكية .
يعالج مؤتمر إيكتا عدة محاور ترتبط بمجال الصحة الإلكترونية و هي كالآتي :
    - معالجة الصور الطبية                                                                                               

- الطب عن بعد و أهميته في الدول النامية       

- الهندسة الطبية و تطبيقاتها.  

الهدف من محور معالجة الصور الطبية هو حتما تشجيع الفرق البحثية في سوريا للاهتمام بهذا المحور و لتطوير صناعة برمجية في سوريا ترفد هذا القطاع بأياد سورية و خلق فرص عمل من الشباب السوري الواعد.
أما مجال الطب عن بعد فنحن بسوريا بأمس الحاجة إليه و ذلك لـتأمين الخدمات الطبية لكل قرية و مدينة سورية و ذلك لمعالجة الصعوبة الكبيرة التي تكمن في تمركز الخدمات الطبية في المدن الكبيرة .
أما محور الهندسة الطبية فهو يهدف إلى إعطاء أمثلة واقعية لما يتم تطويره في دول العالم المتقدم و التي هي بمتناول الأيدي السورية إن عزمت .

 

أ.د. باسل سليمان
رئيس مجلس أمناء شبكة العلماء والتقنيين والمبتكرين السوريين في المغترب (نوستيا).
رئيس مؤتمر ايكتا

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...