جريمة بعد منتصف الليل

13-10-2009

جريمة بعد منتصف الليل

حضر موسى ليلا الى محل المدعو أحمد حورية الكائن في الدحاديل والمعد لبيع المواد الغذائية.

وكان مناوبا في المحل حينئذ محمد جمعة الذي يعمل كأمين مستودع ومحاسب في ذات الوقت لديه.‏

طلب موسى من المذكور تحميل أكياس السكر في سيارته . وأثناء ذلك سمع مخابرة هاتفية بين أمين المستودع وصاحب المحل،فهم منها وجود مبالغ مالية كبيرة داخل المحل، فنوى حينها الحصول عليها عن طريق السرقة.‏

وانتظر الى حين انتهاء أمين المستودع من تحميل أكياس السكر في سيارته، وعودته الى غرفته ليحاسبه،فغافله من الخلف وضربه بمطرقة حديدية على رأسه ثلاث ضربات فوقع مغميا عليه، ومن ثم أخذ مبلغ أربع وثمانين ألف ليرة سورية من درج المحل، ولاذ بعدها بالفرار.‏

بقي أمين المستودع فاقدا للوعي بالمشفى ثمانية عشر يوما، وتبين أن الاصابة قد خلفت لديه عجزا وظيفيا بنسبة 15٪ من كامل وظائف الجسم.‏

حيث بينت التقارير الطبية الممنوحة للمصاب إصابته بثلاثة جروح قاطعة على قمة الرأس والصدغين، كما تبين أيضا وجود كسر بالناحية الجدارية للرأس، ونزف حاد تحت الجافية، حيث صار يشكو من صداع دائم في قمة الرأس ودوار وإضطراب بالنطق..‏

وأفاد بعد عودة الوعي إليه، بأنه ليس متأكدا من الذي أقدم على ضربه من الخلف ولكن أحد الشهود، أفاد أمام السيد قاضي التحقيق، بأنه قد شاهد موسى واقفا أمام المحل عند منتصف الليل، وبناء على إعلام من رجال الأمن الجنائي، ألقي القبض على المدعو موسى في مقر إقامته بمحافظة دير الزور، حيث اعترف المقبوض عليه أمام قاضي التحقيق بأنه هو من ضرب أمين المستودع على رأسه بالمطرقة الحديدية من الخلف وبأن قصده من ذلك التمكن من سرقة المبلغ الموجود ضمن الدرج بالمحل.‏

غير أن المذكور عاد وأنكر اعترافه أمام السيد رئيس محكمة الجنايات، وبدل أقواله زاعما أنه قد ذهب عند الحادية عشرة مساء الى محل المدعو أحمد حورية المعد لبيع المواد الغذائية والذي يعمل فيه كمستخدم، وطلب من أمين المستودع والمحاسب لديه أن يقبض أجوره المتراكمة فتلاسنا، وقام الأخير بضربه على وجهه بيده ما أثار غضبه، فتناول مطرقة حديدية كانت على الأرض، وضربه فيها على رأسه ضربتين من الخلف ثم لاذ بالفرار،وقال:‏

«ان ضربي له كان بسبب ضربه لي، وليس بقصد السرقة» وطلب البراءة، كما التمس وكيله القانوني من هيئة المحكمة منحه الأسباب المخففة القانونية والتقديرية، والشفقة والرحمة.‏

المدعي الشخصي صاحب المحل ذكر أمام هيئة المحكمة بأنه في يوم الحادث أخبر بأن محله قد تعرض للسرقة وبأن السارق قد اعتدى على مستخدمه محمد جمعة بالضرب، فذهب الى المشفى ليراه بحالة غيبوبة استمرت لمدة /13/ يوما وأخبره بعد صحوته بأن موسى هو من اعتدى عليه بالضرب وسرق المحل..‏

وبناء عليه أصدرت محكمة الجنايات الأولى بدمشق القرار رقم /55/ في الدعوى اساس 196 لعام /2009 المتضمن بالاتفاق:‏

تجريم المتهم موسى تولد /1989/ بجناية الشروع التام بالقتل القصد تمهيدا وتنفيذا لجناية السلب ومعاقبته بالاعدام، ونظرا لكون فعله قد بقي في حيز الشروع، تخفيض عقوبته الى وضعه في سجن الأشغال الشاقة المؤقتة مدة اثنتي عشرة سنة.‏

ملك خدام

المصدر: الثورة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...