(جرائم الشرف) تناقش في ملتقى وطني بحضور رجال الدين والقانون

15-10-2008

(جرائم الشرف) تناقش في ملتقى وطني بحضور رجال الدين والقانون

بدأت أمس أعمال الملتقى الوطني حول جرائم الشرف الذي تقيمه الهيئة السورية لشؤون الأسرة بالتعاون مع وزارتي العدل والأوقاف في فندق الشام بدمشق بحضور عدد من الشخصيات القانونية والدينية وبعض المختصين والمهتمين بشؤون الأسرة والقضايا الاجتماعية يناقش الملتقى خلال ثلاثة أيام محاور تتعلق بالقضايا القانونية والاجتماعية والدينية إضافة إلى بعض التساؤلات عن واقع وإحصائيات الجرائم. 
 وزير العدل القاضي محمد الغفري أوضح في كلمته أن الملتقى يتميز بتنوع المشاركين فيه من رجال دين وعلماء وأساتذة قانون وباحثين ومهتمين سيبحثون فيما اصطلح تسميته جرائم الشرف من النواحي الشرعية والاجتماعية والقانونية واعتبر المفتي العام للجمهورية الشيخ أحمد بدر الدين حسون أن القضية لا تختصر بعنوان جرائم الشرف بل هي أعمق من ذلك موضحاً أن مرتكبي تلك الجريمة هم شريحة من الناس غابت عنهم الثقافة الروحية والفكرية وتحدثت رئيسة الهيئة السورية لشؤون الأسرة المهندسة سيرا أستور في كلمتها عن التركيب الاصطلاحي «جرائم الشرف» وما مدى دقته ومعناه في اللغة وفي المجاز وما مكونات وعناصر الواقعة الجرمية التي يعبر عنها، وتطرق الشيخ حسين جربوع إلى موضوع تنصيب الإنسان نفسه قاضيا في حين تحدث غزال غزال عن تطور وسائل الاتصال ووسائل الإغراء مشيراً إلى خطورة الجرائم التي تشكل خرقاً للقيم وأشار البطريرك اغناطيوس الرابع هزيم إلى أن القانون للإنسان وليس الإنسان للقانون موضحاً أن الحكم ليس انتقاماً من المحكوم.

عضو مجلس الشعب المحامي غالب عنيز لام في تصريح لـ«الوطن» عقب افتتاح الملتقى إغفال دور مجلس الشعب في جميع المحاور التي طرحت للنقاش واعتبر أن في المجتمع قضايا أهم وأعقد وأشد ضرورة للبحث والنقاش.
وأضاف: التصرف الشاذ لا يقاس عليه والقاعدة هي الأساس موضحاً أن القانون تناول مختلف القضايا والجرائم.
عنيز اعتبر أن هناك ترويجاً على أن المادة 548 من قانون العقوبات العام هي رخصة للقتل مغفلين أن القضاء هو مؤسسة عدل وإنصاف.
وكانت الجلسة الأولى قد بدأت بكلمة الشيخ حسين شحادة تحت عنوان «الثأر وجرائم الشرف في الجانب التطبيقي لفقه القصاص». بدأها بطرح بعض التساؤلات منها: ما أسباب تباطؤ الفقه الإسلامي عن صياغة فقه المرأة الإنسان، وهل يتحمل الفقه الإسلامي واللاهوت المسيحي جزءاً من جرائم الشرف. أما ناصر الماغوط فقد عبر في كلمته عن أسفه الشديد لوجود دواع لانعقاد مثل هذا الملتقى في بلد عريق وموغل في الحضارة مثل سورية. على حين أشار أحمد طالب إلى أن شرف الرجل والمرأة في الإسلام مسألة شخصية لا تتعلق بشرف العائلة أو القبيلة أو القوم.
واختتمت الجلسة بكلمة ألقاها الشيخ الدكتور محمود عكام تحت عنوان «جريمة الشرف من المنظور الشرعي الإسلامي» وضح فيها بعض آراء الفقه في الموضوع المطروح واستفاض في تبيان جوانب تتعلق بفقه الإسلام بما يخص جرائم الشرف.

وعلى هامش الملتقى أوضح معاون وزير الإعلام طالب قاضي أمين بأن للإعلام دوراً أساسياً في توعية الناس وتنويرهم لتأمين تعرفهم على الحقيقة الكامنة وراء ما اصطلح على تسميته جرائم الشرف» معتبراً أنه من المعيب جداً بحق الإنسان العربي وجود حالة كهذه الحالة المرضية.

- ركزت المداخلات هجومها على المادة 548 من قانون العقوبات التي يلجأ إليها القاتل كـ«رخصة» للقتل. وأشارت معظم المداخلات إلى ضرورة اعتبار الجريمة الواقعة تحت ذريعة الشرف جريمة عادية يحكم على مرتكبها بالعقوبة اللازمة والمطلوبة لتشكل بذلك رادعاً في وجه القاتل وحمايةً للضحية التي تتمثل دائماً بالمرأة.
حضر حفل افتتاح الملتقى الدكتورة ديالا الحج عارف وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل والدكتور محمد عبد الستار السيد وزير الأوقاف وعدد من أعضاء مجلس الشعب وعدد من رجال الدين والقانون ورئيسة الاتحاد النسائي وممثلو نقابة المحامين وعدد من أساتذة الجامعات وحشد كبير من المهتمين والمختصين والمدعوين.

وسيم الدهان- فادي مطلق

المصدر: الوطن السورية

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...