تونس: «ديناصورات» السياسة تثير اشمئزاز شباب الثورة

07-11-2013

تونس: «ديناصورات» السياسة تثير اشمئزاز شباب الثورة

تثير هيمنة شخصيات طاعنة في السن، على الحياة السياسية في تونس، مزيجا من مشاعر الاشمئزاز والإحباط في صفوف شباب الثورة الذين لعبوا دورا حاسما في إسقاط نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي في مطلع العام 2011.
وبدأت الثورة يوم 17 كانون الاول العام 2010 في مركز ولاية سيدي بوزيد (وسط غرب) عندما اضرم البائع المتجول محمد بوعزيزي (26 عاما) النار في نفسه احتجاجا على مصادرة الشرطة البلدية عربة الخضار التي كان يعتاش منها. وفجرت الحادثة تظاهرات واحتجاجات شعبية عارمة في كامل البلاد انتهت بهروب بن علي إلى السعودية يوم 14 كانون الثاني العام 2011.
ورغم أن الشباب كانوا المحرك الرئيسي للثورة إلا أنهم وجدوا انفسهم، بعد إطاحة نظام بن علي، خارج الحياة السياسية التي هيمنت عليها «ديناصورات» سياسية، على حد قول الصحافية نعيمة الشرميطي (32 عاما)، وهي مديرة الموقع الإخباري الالكتروني «أرابسك».
وتقول الشرميطي بحزن: «لقد صودرت ثورة الشباب من مسنين كانوا، خلال انتفاضة الشعب، إما مختبئين في منازلهم، أو هاربين في المنافي».
وأضافت: «منذ الثورة وديناصوراتنا يقولون ان المستقبل السياسي للشباب، لكن الواقع عكس ذلك».
ويقطن تونس أكثر من 10 ملايين نسمة بينهم 51 في المئة أعمارهم دون 30 عاما، و10 في المئة تجاوزوا 60 عاما وفق إحصائيات رسمية.
ويهيمن على الحياة السياسية في تونس كل من راشد الغنوشي (73 عاما) رئيس «حركة النهضة» الاسلامية الحاكمة، والباجي قايد السبسي (86 عاما) رئيس حزب «نداء تونس» أكبر احزاب المعارضة العلمانية.
وقضى راشد الغنوشي نحو 20 عاما في المنفى وعاد الى تونس سنة 2011 بعد اطاحة نظام بن علي.
أما السبسي فقد سبق له أن تقلد مناصب وزارية في عهد الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة، أول رئيس لتونس بعد استقلالها عن الاستعمار الفرنسي في العام 1956. وتولى السبسي أيضا رئاسة البرلمان في عهد بن علي. كما تولى رئاسة ثاني حكومة تشكلت في تونس بعد إطاحة نظام بن علي.
والشهر الحالي، اقترح الغنوشي على المعارضة تكليف أحمد المستيري (88 عاما) رئيسا لحكومة مستقلة ستحل محل حكومة علي العريض القيادي في «حركة النهضة»، بهدف إخراج البلاد من أزمة سياسية حادة اندلعت إثر اغتيال النائب المعارض محمد البراهمي في 25 تموز الماضي 2013، فيما اقترح السبسي من ناحيته تكليف محمد الناصر (79 عاما).
وأحمد المستيري ومحمد الناصر وزيران من عهد الحبيب بورقيبة الذي حكم تونس من 1956 إلى 1987. وقابلت وسائل إعلام محلية ونشطاء انترنت، بالانتقاد والاستهزاء تصريحات لراشد الغنوشي قال فيها إن أحمد المستيري «هو رجل المرحلة» الحالية في تونس، وإن حركة النهضة «لا ترى بديلا عنه» رئيسا للحكومة المستقلة.
وفي نهاية آب الماضي ألغى المجلس التأسيسي (البرلمان) الذي يرأسه مصطفى بن جعفر (73 عاما) بندا من مشروع دستور تونس الجديد كان يحدد السن القصوى للترشح للانتخابات الرئاسية بـ75 عاما.
ويرى سليم بن عبد السلام (43 عاما) النائب في البرلمان عن حزب «نداء تونس» ان «أكبر خطأ هو تجاهل الشباب في الحياة السياسية». لكنه لفت في المقابل إلى ان تونس التي تواجه تصاعد عنف جماعات سلفية جهادية وتعاني من أزمات سياسية ومصاعب اقتصادية، تحتاج إلى سياسيين ذوي خبرة.
وقال: «تونس في وضع لا يسمح بتعيين شخص ليس لديه خبرة رئيسا للحكومة، وإذا كنا لا نريد شخصا محسوبا على نظام بن علي، فعلينا الاعتماد على شخصيات من عهد بورقيبة».

(أ ف ب)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...