تسرب غاز الكلور في صحنايا

10-12-2007

تسرب غاز الكلور في صحنايا

أزمة بيئية مضى على وقوعها أيام وما زال صداها وأثرها البيئي ممتداً حتى اليوم في بلدة أشرفية صحنايا الريفية، حيث سقطت أسطوانة تحتوي على غاز الكلور من سيارة شحن كانت تنقل كميات من هذه الأسطوانات إلى أحد المعامل في تلك المنطقة وهو معمل مأمون السحلول للمنظفات. 
 الأسطوانة وبعد سقوطها من السيارة انفجرت ليتسرب غاز الكلور وتنبعث رائحة مواد كيماوية أدت إلى إصابة عدد من المواطنين بالتحسس من جهة وإلى ضيق تنفس من جهة أخرى ما اضطر البعض للتوجه إلى أحد المشافي المجاورة.
أحد المصابين وهو محمد زاكر مبارك ذكر أنه خلال خروجه من مكان إقامته تنشق رائحة كريهة كانت تنبعث من مجمع السحلول فشعر على أثرها بضيق تنفس ليتم إسعافه من قبل ذويه إلى مشفى محجوب ليتلقى العلاج المناسب هناك، ومبارك طالب أصحاب المنشأة بدفع تكاليف علاجه إضافة إلى مطالبته بعدم وضع مثل هذه المنشآت ضمن مناطق سكنية.
سلوى الملوحي وتمارا شاهنيان وهما صاحبتا معمل للتطريز الإلكتروني يقع ضمن مجمع السحلول تحدثتا عن الأضرار التي تكبدتاها جراء تسرب غاز الكلور إلى معملهما فقدرتا قيمة الخسائر بما يفوق ثلاثين مليون ليرة سورية على حد قولهما. فالتسرب الذي وصل إلى معملهم تسبب بتأكسد ثلاث ماكينات تطريز ألمانية الصنع وأربع ماكينات تطريز صينية الصنع إضافة إلى الأعطال التي طالت الأجهزة الإلكترونية من حواسب ومقسم هاتف وما إلى ذلك من كهربائيات متعلقة بمستلزمات العمل. مهند الناطور وهو صيدلاني تقع صيدليته على الشارع الرئيسي قبالة مجمع السحلول قال: إنه وفي الصباح الباكر قام شقيقه مالك بإيقاظه من منزله الذي يقع في الحي نفسه، ويعلمه بأن ثمة انفجاراً وتسرباً للروائح الكريهة قبالة صيدليته، مهند وبعد استيقاظه أخذ عائلته وتوجه بعيداً عن الموقع وأكد لنا أن الروائح كانت ممتدة إلى صحنايا ولون الجو كان أصفر. ولدى عودته مساءً إلى صيدليته بعد أن كانت الروائح قد خفت نسبياً قال الناطور: إن نحو ثلاثين حالة مرضية قد راجعته وهي حالات مرضية مختلفة كالتحسس والتخرش بالمخاطية والجهاز العلوي التنفسي إضافة إلى الاختناق ومراجعة بعض الذين يشكون من الربو جاؤوا لأخذ العلاج اللازم، ومع العلم أن صيدلية الناطور ليست الوحيدة في المنطقة. المسؤولون المباشرون عن منشأة السحلول لصناعة المنظفات اختلفت آراؤهم ففي الوقت الذي أبدى فيه معتصم سحلول ابن صاحب المعمل والشريك الأساسي في رأس المال أبدى استعداده التام للتكفل بدفع كل ما يلزم من أضرار وتكاليف نجمت عن حادثة تسرب الكلور إلى المتضررين حسب ما ذكر في محضر الضبط الذي نظمه مخفر أشرفية صحنايا، رفض سلمان الزين وكيل صاحب المنشأة للجهات الإدارية دفع أي تعويض لأن المتسبب بالضرر هو المسؤول عن التعويض مضيفاً إن السيارة الناقلة لم تكن سيارتنا وإنما سيارة الشركة التي تورد لنا هذه المواد وكل ما نقوم به هو استخدام المواد الموجودة داخل هذه الأسطوانة ومن ثم إعادة الأسطوانات الفارغة إلى الشركة الموردة، مشيراً إلى أنه يجب على كل متضرر أن يلجأ إلى القانون والقضاء للحصول على تعويضاته. الأمر الذي شاهدناه في الموقع هو تجمد بعض الحيوانات التي كانت في مكان الحادثة ولكن السيد الزين نفى أن يكون سببه تسرب الكلور مبرراً نفيه بأن هناك الكثير من أعشاش العصافير الموجودة في مكان تموضع منشأته، وهذا ما لم أستطع جزمه ولكن ما أستطيع أن أجزم به أنني ما زلت أسعل بعد أن زرت ذلك الموقع وحتى كتابة هذه السطور، فما حال السكان الذين يعيشون هناك؟
الأمر الذي لا يجوز أن نهمله قبل نهاية هذه القصة هو أن مجلس قرية أشرفية صحنايا وبعد أن حصل ما حصل قرر أن يلغي الترخيص الإداري المؤقت الممنوح لمعمل السحلول للمنظفات، وذلك بعد أن رأى المجلس الموقر أن المخطط التنظيمي لقرية أشرفية صحنايا قد صدر والعقار الممنوح عليه الترخيص – أي معمل المنظفات - يقع ضمن تنظيم المناطق السكنية، كما أن المجلس رأى سبباً آخر لإلغاء الترخيص وهو تعرض المنطقة السكنية المجاورة للخطر نتيجة للضرر الناتج عن تسرب غاز الكلور إثر الحادث، أما آخر سبب فكان انتهاء مدة الترخيص الإداري المؤقت الممنوح لأصحاب المنشأة بتاريخ 7/8/2006.

رامي منصور

المصدر: الوطن السورية


 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...