بريطانيا تصادر حواسيب «متورّطة» برسائل رقمية عن المناخ

15-01-2012

بريطانيا تصادر حواسيب «متورّطة» برسائل رقمية عن المناخ

بعد تعرضها لانتقادات شتى من الإعلام والعلماء على حدّ سواء، بسبب بطء التحقيق في قضية الـ «هاكر» الذي سرق مجموعة ثمينة من الرسائل الإلكترونية من علماء مناخ في جامعة «إيست أنغليا» عام 2009، عمدت الشرطة في مدينة «نورفولك» البريطانية إلى أساليب غير متوقّعة.
ونالت هذه الأساليب بعض المساعدة من وزارة العدل الأميركية، على ما يبدو. إذ أصدر المحقّقون البريطانيون مذكرة بحث عن البريطاني روجر تاترسال، صاحب مُدوّنة بيئية دأبت على التشكيك بالمعطيات التي يجري تداولها عن ظاهرة الاحتباس الحراري. وصادرت الشرطة البريطانية عدداً من أجهزة الكومبيوتر والأقراص الصلبة من منزله في يوركشاير، وضمنها جهازا كومبيوتر محمولان وأداة تحويل الإنترنت «راوتر» Router.
وكتب تاترسال عن هذه المصادرات في مُدوّنته، التي تحمل اسم «تالبلوك».
ودخلت مُدوّنة «تالبلوك» في عداد مجموعة مُدونات تشكك بنقاشات المناخ. وحصلت هذه المجموعة على عنوان إلكتروني أوصلها إلى خمسة آلاف رسالة إلكترونية، من أصل 220 ألفاً تتصل بمعطيات المناخ، سبق أن اختلسها «هاكر» يُعرف باسم «فويا 2011» FOIA2011 في 22 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. 
ورفض متحدث باسم شرطة نورفولك توفير أي شخص كان للإجابة عن الأسئلة، لكنه أعلن في بيان أن البحث «ليس إلا جزءاً صغيراً من التحقيق في ملف سحب البيانات من جامعة «إيست أنغليا» الذي بدأ في تشرين الثاني 2009»، وقال إنه لم يتم اعتقال أي كان. حتى أن تاترسال بحد ذاته ليس مشتبهاً به، وفقاً للبيان. 
«هاكرز» في دهاليز علوم المناخ
وفي وقت سابق على المداهمات، كتب تاترسال في مُدوّنته أنه تلقى إنذاراً من شركة «وردبرس» التي تعتبر منصة رقمية للمُدوّنات الإلكترونية الجماعية. وأفاد الإنذار بأن وزارة العدل الأميركية طلبت من الشركة الاحتفاظ بسجل عن كل مراسلاتها مع مُدوّنة تاترسال، إضافة إلى مُدوّنتين إلكترونيتين آخرتين هما مُدوّنة أميركية باسم «نو كونسنسوس» يديرها جيف إيد، في حين أن الثانية هي المُدوّنة الكندية «كلايمت أوديت» التي يديرها ستيف ماك إنتاير.
وشملت المعلومات التي وصلت للشركة عبر هذه المُدوّنات الثلاث، عناوين بروتوكول إنترنت، واتصالات بالبريد الإلكتروني وأرقام هواتف، وأرقام بطاقات ائتمانية تعود إلى أصحاب هذه المُدوّنات.
في المقابل، رفض تاترسال الإدلاء بتصريح في شأن حوافز الشرطة، ولكنه قال لمجلة «ساينس إنسايدر» العلمية انه يتعاون مع الشرطة، مُعتبراً أنها لن تكتشف شيئاً في أقراصه الصلبة. 
وأوضح صاحب المُدوّنة الأميركية «إيد» لمجلة «ساينس إنسايدر» أيضاً، في رسالة عبر البريد الإلكتروني، أن وزارة العدل الأميركية لم تتصل به. وبيّن أنه كان ليعتبر مداهمة من هذا القبيل مُرعبة. وطرح سؤالاً عما إذا كانت الشرطة تأمل بإيجاده فعلياً. وعلّق على هذا الأمر الأخير قائلاً: «البيانات الوحيدة التي أمكنهم العثور عليها على كومبيوتر ردجر، بعد أن تعذر عليهم الحصول عليها من شركة «وردبرس»، قد تكون مراسلات مع مُدوّنة «فويا 2011»، التي لا أملكها، بل أشارك فيها. وأنا متأكد أن الآخرين أيضاً لا يملكونها».
وتابع: «لقد جرى إدراج العنوان الإلكتروني على مُدوّناتنا على يد شخص مجهول، ليصبح في متناول جمهور الإنترنت كله، بما فيها أجهزة الأمن. ليس هناك آلية تخوّلنا منع هذا النوع من الأمور. نحن مجرد مدوّنين إلكترونيين نهتم بمسائل المناخ. وقد حصلنا على عنوان إلكتروني يعطينا نظرة شاملة على الفساد الذي يشوب علوم المناخ حاضراً».

المصدر: وكالات 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...