باكستان: عمال الطوب في زمن العبودية

17-10-2012

باكستان: عمال الطوب في زمن العبودية

لا يحتاج المرء إلى آلة السفر عبر الزمن ليعود إلى عصر العبودية، فمجرد زيارة أفران الطوب في إقليم البنجاب الباكستاني تكفي لاستحضار عصر الإتجار بالبشر وتفشي الرق، إذ يبلغ عدد العاملين في 18 ألف فرن للطوب في البلاد حوالي 4،5 ملايين عامل باكستاني، وهم مرغمون على العمل في هذه الأفران بسبب القروض والديون التي تراكمت عليهم جيلا بعد جيل.
ويعمل عطا محمد (28 عاماً) وزوجته 18 ساعة يومياً، في أحد الأفران في ضواحي لاهور، حيث يتقاضيان 450 روبية (حوالي 4،8 دولارات) لصنع ألف طوبة، بغض النظر عن الوقت الذي يحتاجه الثنائي لإكمال العمل.
وذكرت دراسة صادرة عن وزارة العمل الباكستانية أن «الأسرة التي تتألف من شخصين بالغين وثلاثة أطفال، يمكن أن تنتج بين 500 و1200 طوبة في اليوم».
وتتضمن مهام صنع الطوب، جلب الطين من مسافة تبلغ حوالي ثلاثة كيلومترات، ونقعه في الماء، ثم وضعه في القوالب، ونقل المنتج النهائي إلى الفرن، وفرز الطوب.
وتقول الأمينة العامة لجبهة تحرير العمال من السخرة في باكستان غلام فاطمة إن القروض المعروفة باسم «سلفة» أو»بيشجي» باللغة الأوردية، هي «أساس مشكلة جميع عمال الأفران».
ويوضح عطا أن «أصحاب الأفران يقدمون القروض في مناسبات الزواج، والولادة، والجنازات، في محاولة لإيقاع العمال في العبودية»، مضيفاً أن «هذا الإجراء غير قانوني بحسب المحكمة العليا في باكستان التي أصدرت قانوناً يسمح لصاحب الفرن بأن يعطي سلفة تعادل أجرة العامل أو تقل عن مبلغ أجور العمال لفترة أسبوعين».
ويخصم صاحب الفرن 150 روبية (نحو 1,6 دولار) من أجر عطا الذي يبلغ 400 روبية ، بحجة أن والد عطا اقترض سابقاً من صاحب العمل.
وتقول فاطمة إن «هذا الأمر غير عادل، خصوصاً أن الحكومة الباكستانية حددت الحد الأدنى للأجور بـ 665 روبية (سبعة دولارات) لصنع ألف طوبة، ولكن أصحاب الأفران يدفعون أجوراً منخفضة تصل إلى 300 روبية (ثلاثة دولارات)».
ولا يتمكن عمال الأفران من الاستفادة من الخدمات الاجتماعية، لأنهم غير مسجلين في صندوق الضمان الاجتماعي، ما يجعلهم بلا شبكة أمان يمكنهم الاعتماد عليها في أوقات الشدة المالية.
ويقول الأمين العام لاتحاد عمال الأفران محمود بوت «إذا تمت المساهمة في صندوق الضمان الاجتماعي نيابة عن العمال، سيعني ذلك نهاية نظام السلفة»، مضيفاً أن «عائلات عمال الأفران تحصل على أجور تعادل قروضهم المستحقة، ما يؤدي إلى شراء أصحاب الأفران لأفراد العائلة».
من جهته، يوضح رئيس مؤسسة تعليم العمال خالد محمود أن «عمال الأفران ليس لديهم وثائق هوية، ما يضع قيداً آخر على حرية تحركاتهم»، مضيفاً أن «بطاقة الهوية الوطنية هي حق لجميع الباكستانيين، ولكن لا يحصل عليها إلا القليل من عمال الأفران».


المصدر: السفير نقلاً عن «إنتر برس سرفيس»

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...