الملاك يرحل عن بيتنا

04-02-2007

الملاك يرحل عن بيتنا

(الى روح أمي)

وما زالت الشمس تلقي

تحيتها كل يوم

على شجر تستظل عناقيده

تحت شباك أمي.

الظهيرة

ذات الضياء البهي

التي تحمل الشمس في كفها

وتدور بها في الشوارع

تمضي بها للحدائق،

حين تمر على حينا

تسأل الناس عن وجه سيدة

تعشق الضوء، تهوى الظهيرة

من ما ترى سيكون

سوى وجه أمي؟!

والغروب الذي كان

يأنس حين تحدق في وجهه

لا يزال يمر بشباكها وهي غائبةٌ

مثلما كان يفعل وهي تراه

يلملم ضوء النهار

ويمضي به للمكان البعيد

فيورق حزناً على الضوء

شباك أمي.

ولون المساء الذي لا يراه

كثير من الناس

حين يمر على القرب من دارها

يتمهل،

ماذا يقول وقد رحلت

في الصباح الحزين

قناديل أمي؟

العصافير تلك التي ولدت

ونمت عند شباكها

لا تزال تغني

وتقرأ فاتحة اليوم

وهي تحدق باحثة

عبر ماء الزجاج الخريفي

عن وجه أمي.

تمر الشهور

وتمضي الجنائز اثر الجنائز

والشمس في دأبها لا تزال تمر

على الارض حافية القدمين

وتلقي تحيتها

كل يوم على قبر أمي

تمر الوجوه

وتمضي

وصبح يجيء ويمضي

وليل يجيء ويمضي

وما زال حزني يركض

بين الضلوع

ويقرأ في كل آجرة

صوت أمي.

عبد العزيز المقالح

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...