المركزي يعدم الليرة والنصف والربع وذكريات الفقراء

12-06-2008

المركزي يعدم الليرة والنصف والربع وذكريات الفقراء

حدد مصرف سورية المركزي يوم الأحد في العشرين من شهر تموز القادم , موعداً لانتهاء تقديم العروض للمشاركة في المزايدة التي يزمع إجراءها لبيع نقود معدنية من فئات (100,50,25) ق.س مسحوبة من التداول,لتغدو الليرة بعد ذلك مجرد رمز نحسبه بالخيال , بعد أن تشهد مع تنفيذ هذه المزايدة آخر وجود لها على الساحة السورية , لتنتهي الليرة بشكلها المحسوس , وتتوقف عن ذاك الرنين الذي طالما عشقناه , وسرق أسماعنا مثلما هي كانت تسرق الأبصار , وتذهب الليرات بعد ذلك من غير رجعة , ولكنها محتفظة بقيمتها ومضمونها ومعناها , وبقوتها المعهودة .‏

المركزي تعهد في هذه العملية بتسليم القطع المعدنية خلال مدة (60) يوماً تبدأ من تاريخ تبليغ المتعهد أمر المباشرة الخطي أصولاً بالنسبة للعارض الداخلي ,ومن تاريخ تبليغ المصرف المركزي فتح الاعتماد المستندي لصالحه بقيمة المعادن لدى مصرف من الدرجة الأولى .‏

أمام هذه المجزرة التي ينوي البنك المركزي الإقدام عليها بحق مسكوكاتنا من الليرة والنصف ليرة والربع ليرة , والتي صارت مسحوبة من التداول أمام عدم قدرتها على الصمود في وجه ارتفاع الأسعار , إذ لم يعد لمثل هذه الفئات النقدية منفردة , أية سلعة في السوق توازي قيمتها , فسُحبت من التداول تحت ضغوط ومطرقة الأمر الواقع , وإنْ كانت مسألة هذا الأمر الواقع تشير إلى ضعف لايخفي نفسه في السياسة النقدية , التي عجزت عن تطويع أي سلعة , أو إقناعها لتوازي الليرة الواحدة , فسحبت من التداول , وهاهي تلقى مصيرها البشع , وبطبيعة الحال نصفها وربعها أيضاً ..‏

استفسرنا من البنك المركزي عن زبائن هذه الضحايا من الليرات , من هم ..؟ وبماذا يشتغلون ..؟ وماذا سيفعلون بليراتنا ..؟ ثم ماحجم الليرات التي سيقام عليها المزاد ..؟ وهل سوف تباع عداً ونقداً ..؟ أم وزناً ..؟‏

السيد يوسف قاسم ياسين , رئيس قسم اللوازم في مصرف سورية المركزي , وهو أحد أهم المعنيين بتنفيذ هذا المزاد المنتظر , أوضح أنَّ الزبائن الذين يمكن أن يشتركوا في هذه المزايدة هم على الأغلب شركات أجنبية متخصصة بعمليات الصهر , أما القطع النقدية المعدنية , التي ستدخل هذا المزاد فهي لن تباع عداً ولانقداً , وإنما وزناً , وقد أعدَّ البنك المركزي لهذه العملية / 160/ طناً , سيجري بيعها على أنها معدن نيكل صافي , أو كوبر نيكل الذي يطلق عليه في ألمانيا نحاس الجن .‏

وسألنا السيد ياسين عن الأسعار المحتملة للنيكل وللكوبر نيكل , وهل هناك جدوى اقتصادية , وأرباح معينة مُحتملة من مثل هذه العملية ..؟ فأكد أنَّ الأسعار سوف تكون خاضعة للبورصات العالمية .‏

ولكن ماذا بعد أنْ يتم البيع ..؟ هل تُشحن الليرات هكذا بأمان الله .. أم ثمة إجراءات أخرى ..؟ سؤال وجهناه لرئيس قسم اللوازم في المركزي , فأكد أنَّ هناك إجراءات , حيث تبقى هذه المسكوكات النقدية تحت إشراف مصرف سورية المركزي إلى أنْ تتم عمليات الصهر بإشرافه أيضاً .‏

علي محمود جديد

المصدر: الثورة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...