المدراء فقراء.. بحسب الإحصاءات

16-06-2008

المدراء فقراء.. بحسب الإحصاءات

يحمل مسح متوسط إنفاق الأسرة الشهري على السلع الغذائية حسب مهنة رب الأسرة لعام 2007 أرقاماً تثير أسئلة عديدة فيما يخص شريحة أسر المديرين في الإدارة العامّة وإدارة الأعمال.

إذ حملت الأرقام الخاصّة بهم إنفاقاً يبدو متواضعاً بعكس النظرة السّائدة شعبياً تجاه إنفاق الأسرة التي يكون الأب فيها مديراً، وحسب المكتب المركزي للإحصاء فإنّ المديرين في الإدارة العامة وإدارة الأعمال في دمشق ينفقون على السلع الغذائية 10690ل.س، وفي حلب ينفقون 15558ل.س، وفي ريف دمشق 12871ل.س، وفي حمص 9410ل.س فقط، وفي حماة 14434ل.س، وفي اللاذقية 9120ل.س، وفي إدلب 18409ل.س، وفي الحسكة 13377ل.س، وفي دير الزور 16612ل.س، وفي طرطوس 11214ل.س، وفي الرقة 7526ل.س، وفي درعا 11603ل.س، وفي السويداء 10276ل.س، وفي القنيطرة 6235ل.س. ‏

ويتبيّن لدى حساب متوسط إنفاق أسرة المدير في الإدارة العامة وإدارة الأعمال في سورية على السلع الغذائية فقط بأنّه يبلغ حوالي 12ألف ل.س.. ‏

- لدى التدقيق في أرقام المكتب المركزي للإحصاء الخاصة بالمسح المذكور، فإنّه يصعب تفسير التباينات في إنفاق شريحة المديرين في نفس المحافظات بين مركز المحافظة وباقي المناطق الحضرية فيها وريفها، إذ في بعض المحافظات إنفاق المديرين على السلع الغذائية في مركز المحافظة أكثر من إنفاق المديرين في باقي مناطق الحضر فيها، كما في نموذج محافظات دمشق والحسكة ودرعا، حيث يزيد إنفاق المديرين في مركز محافظة درعا بأكثر من 1.5ضعف عن إنفاق مديري باقي المناطق الحضرية فيها..؟! ‏

ولكن يحدث العكس في محافظات حلب وحمص ودير الزوّر وطرطوس، حيث ينفق مديرو باقي المناطق الحضرية في كلّ محافظة منها أكثر من إنفاق المديرين في مركز المحافظة، وتصل التباينات إلى أرقام كبيرة يصعب تفسيرها، فمثلاً: المديرون في مركز محافظة حلب ينفقون على الأغذية 13894ل.س شهرياً، بينما ينفق المديرون في باقي مناطق الحضر لمحافظة حلب على الأغذية 25892ل.س، فالفرق هنا في ذات المحافظة يكاد يصل إلى الضعف؟!، وفي محافظة دير الزور الإنفاق لمديري مركز المحافظة 11208ل.س، بينما لمديري باقي المناطق الحضرية يبلغ 28804ل.س، أيّ أكثر من ضعف إنفاق مديري مركز المحافظة! ‏

تباين آخر بين إنفاق مديري مركز المحافظة مقارنة بمديري مناطق ريف المحافظة، إذ مديرو الريف ينفقون أكثر من مديري المركز في المحافظات التالية: حمص، حماة، اللاذقية، طرطوس، الرقة، السويداء، وبزيادة كبيرة أحياناً، فمثلاً مديرو ريف طرطوس ينفقون 15169ل.س، بينما مديرو مركز طرطوس ينفقون أقل من نصف ذلك أيّ 6215ل.س؟! كذلك في السويداء فإنّ زيادة إنفاق مديري الريف على إنفاق مديري مركز المحافظة يتجاوز 7264ل.س؟! وفي الرقة زيادة إنفاق مديري الريف عن إنفاق مديري مركز المحافظة تزيد عن 7236ل.س؟!.. ‏

بالمقابل فإنّ إنفاق مديري مركز المحافظة أكثر من إنفاق مديري الريف في محافظات إدلب وحلب والحسكة ودير الزّور، ففي إدلب إنفاق مديري مركز المحافظة 22690ل.س وإنفاق مديري ريفها 14128ل.س فقط.. ‏

والخلاصة أنّه توجد معمعة أرقام وتباينات يصعب تفسيرها ووضع مؤشرات، والوصول إلى خلاصات، بين إنفاق المدير من محافظة إلى أخرى، ومن مركز محافظة إلى باقي حضرها وريفها..؟! ‏

‏ - هذه الأرقام تقود إلى احتمالين، فإمّا أنّ الأرقام الإحصائية بعيدة عن الدقة، وبالتالي قد يكون ذلك نتيجة عدم الشفافية في المعلومات التي قدّمها مديرو الإدارة العامة وإدارة الأعمال لمنفذي المسح الإحصائي كعادة بعض المديرين في صياغة أرقام الخطط الإنتاجية والاستثمارية.. لمؤسساتهم، وإما تكون الأرقام أقرب إلى الدقة وبالتالي فإنّ الإنفاق على غذاء هذه الشريحة من المهن لا يمكن فهمه أبداً، مثلما يصعب فهم الكثير من فصول الأداء العملي لبعض من شريحة المديرين..؟! ‏

ويقتضي التنويه إلى إنفاقات يصعب تصديقها للمديرين في بعض المناطق مثل مركز الرقة حيث ينفق المدير 3908ل.س على السلع الغذائية شهرياً، فمن يمكنه «بلع» هذه المعلومة؟! وهل المديرون في مركز محافظة الرقة يخجلون من التصريح بما ينفقون شهريا؟! وهل هم أمام «لجنة من أين لك هذا»؟! أم هم في حالة تقنين شديد شديد في الإنفاق على الغذاء أو هم في حالة صيام..؟! ‏

وحتّى في مناطق أخرى إنفاق يصعب تصديقه كريف القنيطرة حيث ينفق المدير شهرياً على السلع الغذائية 6235ل.س فقط، وكذلك في باقي مناطق الحضر في درعا.. ‏

- مدير إحدى الشركات العامة قال: غذاء أسرتي المؤلفة من خمسة أفراد يكلّفني شهرياً بحدود 16ألف ل.س، ويمكن مقاربة ذلك وفق التالي: إذا اعتبرنا أنّ وجبة الفطور تعادل (سندويشة فلافل أو كازوزة أو عصير).. فإنّ تكلفتها اليومية للفرد الواحد 25 ـ 35ل.س، وبالتالي تكلّف أسرة نموذجية من خمسة أشخاص 125 ـ 175ل.س، وبالتالي تكلفتها شهرياً 3750 ـ 5250ل.س هذا لوجبة الفطور فقط.. ‏

وإذا افترضنا أنّ وجبة «الغداء» تعادلها، وكذلك وجبة العشاء ـ وهذا يصعب التسليم به حيث وجبة الإفطار هي الأرخص في سورية مقارنة مع باقي الوجبات ـ فإنّه يصبح الإنفاق على الوجبات الثلاث شهرياً 11250 ـ 15750ل.س للأسرة من خمسة أفراد شهرياً، هذا دون مراعاة الارتفاع الكبير لأسعار السلع الغذائية عام 2008 وبأكثر من أسعار العام2007، ودون مراعاة أنّ بعض وجبات «الغدا» لا تقلّ تكلفتها عن ألف ل.س للوجبة الواحدة، والخبز العادي لوحده يكلّف يومياً أسرة نموذجية من خمسة أشخاص حوالي الألف ل.س، والبيض لوحده يكلّف أسرة نموذجية شهرياً 700 ـ 900ل.س، وغذاء طفل رضيع (سيريلاك ونيدو وغيره).. يكلّف شهرياً 1500 ـ 2000ل.س لوحده، وتفاحة كلّ يوم تكلّف الفرد الواحد شهرياً 300ل.س، وتكلّف أسرة نموذجية 1500ل.س، وقس على ذلك، فمن أين تأتي هذه الإنفاقات والأرقام الهزيلة التي أعلن عنها المديرون وحسبها المكتب المركزي للإحصاء..؟! ‏

ظافر أحمد

المصدر: تشرين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...