العالم سيفنى حتماً ولكــن ليـس الآن

22-12-2012

العالم سيفنى حتماً ولكــن ليـس الآن

مرّت «نهاية العالم» على خير، وبات بإمكان البشر أن يتنفسوا الصعداء ويعاودوا الانغماس في يومياتهم. صحيح أن كثيرين أخذوا معتقد قبيلة المايا المنذر بنهاية العالم في 21- 12 2012 (أمس) على محمل السخرية، إلا أن الكوكب بأجمعه انشغل بهذا الخبر سواء بالاستعداد له وابتكار سبل نجاة... أو بالاستهزاء منه وتمني حدوثه فعلاً، ليريح البشرية من معاناة تنتظر النهاية بفارغ الصبر.
في الواقع كثيرة كانت التواريخ التي ضُربت لنهاية العالم، وأكثر منها المعتقدات التي كانت تبدو أقرب على الدوام إلى الخرافة. لكن ما يقدّمه العلم يندرج في سياق مغاير. العلماء يؤمنون بدورهم بنهاية للأرض، لكن ذلك يأتي وفق سيناريوهاتهم العلمية الخاصة. هم يفكرون بجدية بشأن النظام البيئي والمناخ والكوارث الطبيعية، ويؤمنون بأنه في يوم ما، سيكون بعيداً جداً في السلم الزمني للحياة، أبعد من 4.8 مليار سنة، ستحلّ نهاية العالم.
يُضاف إلى ما سبق مخاوف من اندثار الجنس البشري، أو تغيّر موقع كوكب الأرض، أو انقراض أي أثر للحياة على الأرض أو في الكون بأكمله.
إذا، وفق العلماء، نهاية القصة البشرية معروفة: بعد 4.8 مليار سنة، ستغيّر الشمس شكلها، بسبب وقود الشمس الرئيسي الهيدروجين، الذي سيتحول بفعل الانصهار النووي إلى هيليوم، مولداً الحرارة والضوء. مع العلم، أن الشمس تزيد إضاءتها 7 في المئة كل مليار سنة.
وفي التالي بعض السيناريوهات التي يتوقعها العلماء لنهاية العالم بعد مليارات السنين:
1- يوجد على سطح الأرض العديد من البراكين الضخمة النائمة حالياً. والأكثر شهرة بينها هو بركان يلوستون المخيف في أميركا. وعاجلاً أم آجلاً سينفجر أحد هذه البراكين، ويطلق مئات الكيلوغرامات من الحمم البركانية والرماد فوق العالم.
2- الحرب النووية لا تنذر بإبادة شعوب بأكملها فحسب، بل تهدّد بتغيير المناخ الأرضي ليتحول إلى ما يُسمى بـ«الشتاء النووي». السبب هو المواد الضخمة الخارجة من الأرض بفعل القنابل، والتي ستصعد عشرات الكيلومترات في الهواء لتكوّن طبقة كثيفة فوق الأرض تتسبب بالظلام والبرد والجفاف.
3- مع ازدياد أشعة الشمس تتعرّض الأرض لموجة من الحرارة الدائمة، ومع الوقت ستتبخر المياه بشكل كامل. ولكن قبل ذلك ستنخفض نسبة ثاني أوكسيد الكربون، بغض النظر عما ينتجه الإنسان، لأن العملية تجري على مدة طويلة.
4- الفيروسات قد تكون شريرة، شريرة للغاية، ومنها فيروس إيبولا أو حمى ماربورغ النزفية. ولكن في هذه النقطة يكمن ضعفها كذلك. فإذا كان الفيروس قوياً، لدرجة يفتك بصاحبه سريعاً فهو لن يجد وقتاً كافياً لينتشر بين أعداد كبيرة من البشر. ولذلك هناك فيروسات ليست قاتلة، لكنها تحتاج إلى وقت طويل كي تتطور وتنتشر بين الناس حتى تدمرهم جميعاً. وهذا ما يخيف العلماء.
5- اصطدام كويكب ما بالأرض مستقبلاً أمر حتمي. وهذا ما أدى إلى اندثار الديناصورات، فما الذي يمنع حصوله مع البشر؟ ومهما كان حجم هذا الكويكب، فإن الأرض ستكون في خطر.
6- خلال 4 مليارات سنة، سيكون درب التـــبانة عرضـــة للاصطدام بمجرة أندرومــيد الضخمــة القــريبة مــن كوكبنا.
7- يلعب الحقل المغناطيسي للأرض دوراً في حماية البشر من الأشعة الكونية التي تُحدث تغييرات في نظام الحمض النووي للبشر، ويحذر العلماء من انخفاض كثافة هذا الحقل مع مرور السنوات.
وتبقى السيناريوهات المذكورة أعلاه جزءاً من مخاوف أكبر يحذّر منها العلماء الجنس البشري، الذي يتحمّل، نتيجة ممارساته اليومية، المسؤولية الأكبر عن نهايته.


المصدر: السفير نقلاً عن «لوموند» الفرنسية

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...