الصحافيون: مئات الحدائق العظيمة لن تعوض عما حصل في السوق العتيق

17-06-2007

الصحافيون: مئات الحدائق العظيمة لن تعوض عما حصل في السوق العتيق

وجه السيد وزيرالثقافة الدكتور رياض نعسان آغا انتقاداً لاذعاً لكل من عبر عن رأيه مدافعاً عن بعض المواقع في دمشق القديمة للحفاظ عليها من الإزالة وأعلنها صراحة أنه يشكك بهؤلاء اللذين يحرضون لجنة التراث العالمي ضد دمشق مشيراً إلى أنهم قد نجحوا .غير أن ما يعنيهم السيد الوزير كانوا قد شككوا به أكثر فعلاً حيث اعتبره بعضهم أخطر على دمشق من بعض الشخصيات العالمية المعروفة بمواقفها من التاريخ .نعسان آغا اعتبر أن وزارة الثقافة أقل من سواها تحصيناً ودريئتها واسعة بحيث يستطيع كل من يريد أن يفش خلقه المحتقن بسبب كما أسماه عقم إبداعي مزمن أن يجد في الدريئة الفضافاضة هدفاً يصيبه معتبراً أن أوسع ما في هذه الدريئة اليوم موضوع دمشق القديمة فبوسع الكاتب أن يقضي عشرين عاماً وهو ينهل منها موضوعات تسد فقر الإبداع متنقلاً بين حي الحمراوي وسوق ساروجة والسوق العتيق وكل ما كان فيه من بهائم ودواب ومجرمين وجدوا في خرابات السوق مأوى وسط العاصمة .وقال وزيرالثقافة في ( آخر الشرفات ) المنشورة في العدد 6 من صحيفة شرفات الشام نصف الشهرية التي تصدرها الوزارة ذات الدريئة الواسعة نفسها أحسب أن الباكين على أطلاله أي السوق العتيق افتقدو تلك الروائح الكريهة التي كانت تنبعث منه وأغمضوا أعينهم عن حقيقة كون السوق مزبلة لم يتردد أحد من علماء الآثار والعمران الذين استشرناهم لحظةً في الثناء على قرارنا المشترك مع محافظ دمشق بضرورة إزالتها .
وأضاف : أعلن شكي على الملأ بمن كتبوا لليونسكو وببعض من كتبوا في مواقع الإنترنت يحرضون لجنة التراث العالمي على إدراج موضوع دمشق القديمة في جدول أعمال اجتماعها القادم في نيوزلندة في 23/6/2007 داعين إلى وضع دمشق في لائحة التراث العالمي المهدد بالخطر .
وأوضح وزيرالثقافة بأنه قد علم من مصادر موثوقة بأن دافع اللجنة ما وصلها من معلومات تقول : ( أن دمشق تهدم آثارها )، وهذا عنوان تصريح قدمه أحد الصحفيين السوريين لوكالة أنباء أمريكية وقد تناقلته الصحف المعادية لسورية في حملة منظمة وصلت أصداؤها إلى اليونسكو .
وقال الوزير : لقد فوجئنا بأن لجنة التراث العالمي توشك أن تدرس الموضوع وقد سارعنا إلى مخاطبة السيد باندارين مدير التراث العالمي مستغربين أن يدرس على صعيد عالمي مشروع لم يقر على صعيد محلي ولا توجد أية موافقة من الحكومة السورية عليه لأنه ما يزال قيد الدراسة من اللجان المتخصصة على الرغم من كونه مشروعاً قديماً أعلنت حوله مسابقة منذ سنتين ولم يعترض أحد عليه والمقصود هنا شارع الملك فيصل لكن الاعتراض الحالي دعانا إلى بحثه ودعا الجمعية السورية البريطانية مشكورة إلى إقامة ورشة عمل لدراسته برعاية كريمة من السيد رئيس مجلس الوزراء ومشاركة من وزارة الثقافة ومحافظة دمشق وقد درسنا توصياتها باهتمام ولكننا ننتظر توصيات اللجان الحكومية المتخصصة .أخيراً تمنى وزير الثقافة أن يكف هؤلاء الذين كما وصفهم يدعون حب دمشق عن التحريض المشبوه وأنا أناشدهم علناً ـ قال ـ لأُنبه من يتعاطفون معهم بحسن نية إلى خطر ما يفعلون.يبدو أن السيد وزيرالثقافة مجروحاً من هذه المواقف التي تحاول التصدي لقراراته التي اتخذت والتي يحاول اتخاذها بشأن بعض المواقع في دمشق القديمة والتي جعلها هي الدريئة الكبيرة وباستعجال مريب .لقد هيأت محافظة دمشق كافة الوسائل والطرق لاتخاذ المواقف القميئة من السوق العتيق فهجرت شاغليه وتركته هكذا مفتوحاً فعلاً للدواب والبهائم والمجرمين أفلم تكن قادرة يا ترى على العناية به وتنظيفه ومحاولة التأكد من وضعه بشكل يقيني يقنع الجميع ودون أي شكوك ووقتها إما أن يرمم تعبيراً عن الاحترام لتاريخه وإما أن يهدم لعدم قيمته التاريخية .
كل الوثائق التي اطلعنا عليها والتي نحتفظ بالكثير منها تؤكد فعلياً يا دكتور رياض أن بناء السوق العتيق يعود إلى العهد المملوكي وكانت قناطر هذا السوق وحجارتها المزركشة جديرة بأن يتخذ القرار أمامها وبعد تعرضها للفحص والتدقيق لا من وراء المكاتب .
الأنكى من ذلك أن محافظة دمشق نفسها كانت قد أصدرت كتاباً عن دمشق ذكرت فيه تاريخية السوق العتيق وأهميته في هذا الاتجاه ومجدت فيه كثيراً وكتب لوحة على أحد جاداته تشرح عليها قبسات من أهميته فهل تجد يا دكتور رياض أنه من السهولة على الجميع أن يقوموا بإلغاء ذاكرتهم !!
أن يكون السوق العتيق مفتوحاً للبهائم والمجرمين فإن هذا ليس مقياساً ولا مبرراً لهدمه إطلاقاً ولو كانت مثل هذه المظاهر معايير لمثل هذه القرارات لكان من الأولى أن نزيد الردم على الآثار لا أن نجهد أنفسنا في التنقيب عليها ونزرع فوق الردم الحدائق لأنها أحلى وأجمل ..نعم .. إننا نرى الحديقة العظيمة التي حلت محل السوق العتيق ولكن مئات الحدائق مثلها لن تعوض عما حصل .بكل الأحوال .. ما الفائدة ؟ فالذي حصل قد حصل وهذا السوق المؤود كان بإمكانهم أن تتحققوا من جهته أكثر ....!!


المصدر: سيريا ستبس

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...