السوريون يعيدون إحياء روابط الهند مع الدول العربية

21-06-2008

السوريون يعيدون إحياء روابط الهند مع الدول العربية

الجمل: على خلفية زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى الهند بدأت تظهر بعض التحليلات التي تهتم بالعلاقات والروابط الهندية – الشرق أوسطية وبتركيز خاص على منطقة شرق المتوسط وتحديداً سوريا.
* تحليل الدبلوماسي الهندي بهادرا كومار:
يعتبر كومار من أكثر المحللين السياسيين الهنود كفاءة وفعالية في التصدي لمعالجة القضايا الدولية والإقليمية من أبرز الأدلة على ذلك الصدى الكبير والانتشار الواسع لتحليلاته في الصحف والمجلات العالمية التي ظل ينشرها بشكل منتظم في صحيفة آسيا تايمز التي تصدر في هونغ كونغ.
يقول كومار في تحليله الأخير بأن الشرق الأوسط قد استطاع هذا الأسبوع أن يحقق قفزة كبرى باتجاه ما بعد مرحلة الرئيس جورج بوش حيث تجري الوقائع رغماً عن أنفه والتي كان وما زال متمسكاً برفضها ومن أبرزها المحادثات السورية – الإسرائيلية غير المباشرة ومحادثات حزب الله – إسرائيل وحركة حماس – إسرائيل.
* الهند وإعادة إحياء الروابط مع سوريا:
يقول كومار بان الهند توصلت إلى تعزيز روابطها التي افتقدتها لفترة طويلة مع صديقتها سوريا، ويضيف قائلاً بأن الرئيس الأسد خلال زيارته لخمسة أيام إلى الهند استطاع أن يدفع الهنود إلى تقوية علاقاتهم مع سوريا، وهي العلاقات التي دخلت بين خطوط الحذر بسبب إسرائيل والولايات المتحدة. وأشار كومار إلى أن الموقف الهندي من مشكلة الشرق الأوسط قد تحسن بشكل واضح بفعل تأثير الزيارة وحالياً أصبح الموقف الهندي يؤكد على الآتي:
• يجب إحراز التقدم في مسارات عملية السلام المتعددة.
• يجب تنفيذ قرارات الأمم المتحدة السابقة حول مشكلة الشرق الأوسط.
• التأكيد على ضرورة استمرار الروابط والاتصالات والمشاورات الوثيقة بين سوريا والهند في المسائل المتعلقة بعملية السلام.
* المنظور الهندي لهدف الرئيس الأسد الدبلوماسي:
يقول كومار بأن الهنود ينظرون إلى زيارة الرئيس الأسد باعتبارها تهدف إلى الآتي:
• إعادة إحياء روابط الهند القديمة مع كل الأطرف الشرق أوسطية.
• إحياء الروابط الثنائية الهندية – العربية في مجالات التعاون الأمني والعسكري الثنائي.
وأشار كومار إلى أن الرئيس الأسد قد نجح في توقيع اتفاقيتين مع الهند تتعلقان بحماية الاستثمار وبتفادي الازدواج الضريبي. وتم توقيع مذكرة تفاهم حول التعاون السوري – الهندي في المجال الزراعي. ويضيف كومار قائلاً بأن الهنود وقعوا الاتفاقيتين لإدراكهم التام للآتي:
• إن سياسة العزل التي تستخدمها الولايات المتحدة ضد سوريا لم تعد تجدي نفعاً.
• إن الرئيس الأمريكي الجديد قد يلجأ إلى تغيير سياسة العزل هذه.
ويقول كومار بأن نيودلهي أصبحت على قناعة تامة بأن وزن سوريا في الشرق الأوسط قد بات كبيراً وبالتالي فإن خطة الهنود لتعزيز علاقاتهم مع الشرق الأوسط لن يكتب لها النجاح إلا إذا كانت تفسح لسوريا مكانة أكبر ضمن بنودها ومقرراتها.
تزايد في الأروقة السياسية الهندية الآراء الداعمة لتطوير العلاقات العربية – الهندية، والجديد الذي أدت إليه زيارة الرئيس الأيد هو إدراك الطرف الهندي ضرورة إعادة صياغة معادلة العلاقات الهندية – الشق أوسطية طالما أن المضي قدماً في مسار العلاقات الهندية – الإسرائيلية والهندية – الأمريكية سوف لن يؤدي إلى إلحاق الضرر بالعلاقات العربية – الهندية خاصةً وأن البلدان العربية تمثل أحد الشركاء التجاريين الكبار للهند، وقد أدى هذا الإدراك الهندي الجديد إلى ظهور بعض الأطروحات الهندية القائلة بضرورة فحص وتدقيق توازن العلاقات الهندية – الشرق أوسطية بحيث لا تؤثر العلاقات الإسرائيلية – الهندية على الروابط الهندية – العربية.
التقارب الهندي - الأمريكي والهندي - الإسرائيلي حدث على خلفية مخاوف نيودلهي المتزايدة من الجماعات والحركات الإسلامية المسلحة الناشطة في منطقة شبه القارة الهندية وتحديداً في كشمير وشمال الهند وبنغلاديش وباكستان وأفغانستان. وقد استغلت الولايات المتحدة وإسرائيل ظروف الحرب على الإرهاب في محاولة توريط الهند في تحالفات استراتيجية أمريكية – هندية وهو أمر شكل الأساس الذي قام عليه الإسرائيليون بتعزيز علاقاتهم مع الهند.
ترتبط العلاقات الهندية – العربية بملف التعاون الاقتصادي الهندي – الخليجي، وحالياً يبلغ حجم الاستثمارات الهندية في البلدان العربية الخليجية مستوى غير مسبوق فقد وصلت هذه الاستثمارات المباشرة منها وغير المباشرة إلى 1.9 ترليون دولار وينظر الهنود باهتمام كبير إلى ضرورة توسيع معاملاتهم مع الدول الخليجية، ومحاولة تجاهل أو التقليل من شأن ملف العلاقات الهندية – الإسرائيلية، وتقول التسريبات بأن الهند ما زالت تسعى حثيثاً من أجل الدخول أكثر فأكثر في أسواق تجارة الخدمات السعودية والخليجية، وما هو مهم بالنسبة للهنود حالياً هو محاولة كسب صداقة سوريا أولاً وقبل كل شيء لأنها تمثل بوابة النجاح للراغبين في النفاذ إلى البيئة الاقتصادية العربية.


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...