الريــاضـــة هــــوس قـــد يقتـــلك أحيانــاً

02-12-2012

الريــاضـــة هــــوس قـــد يقتـــلك أحيانــاً

في تحذير من مخاطر الانغماس المهووس في ممارسة الرياضة، نبّه أطباء القلب إلى أن الإفراط في الجري لمسافات طويلة كسباقات الماراثون، يمكن أن يقتل الشخص.
وقال الأطباء إن على المهووسين باللياقة البدنية أن يشاركوا في واحد فقط، أو عدد قليل جداً من الماراثونات أو الترياثلونات (المسابقات الرياضية التي تتكوّن من ثلاثة أحداث مختلفة مجتمعة في سباق والتي عادة ما تكون الجري والسباحة وركوب الدراجات).
وأكدوا أن هناك الآن دليلا مقنعا على أن إجهاد القلب المتكرر بضخ كميات كبيرة من الدم لساعات عدة في فترة محددة من الزمن، يمكن أن يؤدي إلى مجموعة من المشاكل، وهي تشمل الشد - أكثر من اللازم - لتجاويف القلب وتغيرات في إشاراته الكهربائية. وهذه كلها يمكن أن تسبب مشاكل خطيرة محتملة لانتظام إيقاع نبضات القلب.
وأوضح الأطباء أنه «بالإضافة إلى ذلك فإن الإفراط الممتد في الرياضة قد يسرع شيخوخة القلب، كما يُشاهد في التكلسات القلبية المتزايدة والاختلال الوظيفي البطيني الانبساطي وتصلّب جدران الأوعية الدموية الكبيرة».
ويقول الأطباء المختصون في معهد «سانت لوقا ميد أميركا» للقلب في مدينة كنساس الأميركية، إن القلب مصمّم لدفقات قصيرة فقط من النشاط المكثف.
واستشهدوا في ذلك بقصة العداء المشهور ميكاه ترو، بطل كتاب «ولد ليركض» عن ركض التحمل، الذي توفي في آذار الماضي عن 58 عاماً، أثناء تدريب ركض فيه لمسافة 20 كيلومتراً تقريبا في نيو مكسيكو. وكان يجري ماراثوناً يومياً بطريقة روتينية، وأحياناً أكثر من ذلك.
ويعتقد الأطباء أن عقوداً من هذا الإجهاد أدت إلى إصابته باعتلال عضلة القلب المعروفة باسم فيديبيدس، نسبة إلى العداء اليوناني القديم الذي مات بعدما جرى مسافة 40 كيلومتراً إلى أثينا ليخبر أهلها أنهم انتصروا على الفرس، وسقط بعدها صريعاً من الإرهاق والتعب. وهذه الحالة شاهدها الأطباء في قلوب بعض الرياضيين المتمرسين في مسابقات التحمل الشديد.
وخلص الأطباء إلى أن معظم الناس يجب أن يقيدوا الرياضة النشطة بـ30 إلى 50 دقيقة يومياً فقط. ونصحوا بأنه في حال أراد الشخص فعلاً القيام بماراثون أو ترياثلون لمسافة كاملة إلى آخره فقد يكون من الأفضل له أن يقوم بذلك مرة واحدة فقط، أو مرات قليلة ثم يستمر في أنماط رياضة أكثر أمناً وصحة.
وأضافوا إن «النشاط البدني الروتيني المعتدل سيضيف حياة إلى سنوات عمرك، وأيضاً سنوات إلى حياتك. وفي المقابل فإن الجري بسرعة زائدة ولمسافة أكثر من اللازم ولسنوات زائدة، قد يعجل بتقدم الشخص نحو خط نهاية الحياة».
وقالت خبيرة أخرى في المجال إنه «سواء شاركت في حدث تحمل أو راقبت وزنك أو ظللت سليماً بعد نوبة قلبية، فمن المهم أن تبني مستويات نشاطك تدريجياً، خصوصاً إذا لم تكن قد مارست الرياضة لفترة من الزمن».


السفير نقلاً (عن «دايلي تلغراف»)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...