الدالاي لاما صوفي وكالة الاستخبارات الامريكية CIA:

06-07-2012

الدالاي لاما صوفي وكالة الاستخبارات الامريكية CIA:

الجمل- قسم الترجمة:

الدالاي لاما صوفي وكالة الاستخبارات الامريكية CIA:

حتى العرفان الذي أضحى الملاذ الأخير للإنسان المتعب لم يسلم من براثن الاستخبارات، فويل لهذا الانسان المتبتل أين يولي وجهه وأين ينيخ تعبه، إنْ اتجه نحو مكة عاجلته فتاوي مشايخ الاسلام الوهابي بالسيف والطعان، وإنْ ولى بيت المقدس أعترضه كيان يجتمع في قتلة أنبياء من الطراز الرفيع، وإنْ اتجه أقاصي الشرق صفعه عرفان يأجوج ومأجوج بثقافة الكاو بوي الامريكي فأي شطر يولي وجهه.

في الآونة الاخيرة تناقلت وسائل الإعلام خبراًعن قيام الحكومة السورية بتوجيه دعوة للدالاي لاما لزيارة سوريا مما اضطر الخارجية السورية على لسان متحدثها لنفى الخبر بشكل قاطع. كان الهدف من إطلاق هذه الشائعة هو التأثير على العلاقة المتميزة بين سوريا والصين التي تدعم الحل السلمي والحوار في هذا البلد كبديل عن التدخل العسكري الخارجي.نسلط الضوء على هذه الشخصية المتناقضةونتساءل :ماذا تعرفون عن زعيم التبت المبعد؟ هل هو رجل مستقل يسعى لنشر السلام؟ ما هي حدود علاقته مع وكالات الاستخبارات الامريكية؟ هل عرفان الدالاي لاما البوذي يقود الانسان إلى الفهم الحقيقي للوجود؟ تابعوا هذا التقرير لتعرفوا من هو الدالاي لاما عارف ومتصوف الـ CIA:

نادراً مايتناول الإعلام في الغرب شخصية الدالاي لاما بأي انتقادات.بل رسم لنفسه صورة يظهر فيها رجل نشيط ومبتسم تعتبر ابتسامته الجميلة وجمله القصيرة رداًعلى أسئلة الاعلاميين. الآثار المنتشرة عنه مثل كتاب "النسيم الملائم" لم يثر أي نقد ضده ،لكن هو زعيم ديني محب للسلام و رجل يطالب بالاستقلال للملايين من مواليه الذين يعتبرون اليوم مواطنين صينيين، الدالاي لاما منهمك اليوم بترويج نوع جديد من العرفان البوذي استطاع أن يجذب إليه الكثير من الاتباع والمواليين من أصحاب وسائل الاعلام الغربية العملاقة.

إذا لماذا لا يجب التعاطي معه على أنه زعيم سياسي ومروج لآيديولوجيا عالمية جديدة ليصار إلى تناول شخصيته بالبحث والنقد ،نحاول في هذا التقرير أن نبحث في بعض الحقائق المتخفية وراء عباءته التي تبدو ظاهراً مقدسة.

 تنزين كياتسو (Tenzin Gyatso) الدالاي لاما الرابع عشر لمنطقة التبت ، تعتبر شخصية الدالاي لاما الأكثر نفوذاً والممسكة بالسلطةفي عائلة (Gelugpa)لدى البوذيين في التبت، الدالاي في لغة المغول تعني المحيط و لاما كلمة سنسكريتية تعني معلم الدين بهذا يصبح معنى عبارة الدالاي لاما "معلم المحيط" وهي تشبيه معنوي يدل على سعة علمه وعمقه.

طبعاُ استطاع الدالاي لاما الرابع عشر أن يمسك بزمام الأمور ويحصل على ولاء أغلب العائلات، نال جائزة نوبل للسلام عام 1989 وبذل جهود كبيرة لتنال التبت الاستقلال عن الصين، وحسب طقوس وعادات التبت يعتقد التبتيين أن الدالاي لاما هو تناسخ لروح من سبقه وصورة "بوديستاواي الرحمة" Bodhisattva of Compassion.

 لمحة تاريخية:

ولد لهامو تاندوب (Lhamo Thondup)الابن الخامس لعائلة قروية مؤلفة من 16 شخصا  في 6 تموز عام 1935 في تاكستر ((Taksterالواقعة في القسم الشرقي في التبت.

أعلن المسؤولون الرسميون ورجالات الدين بعد عدة أشهر من البحث وبناءً على الدلائل والمؤشرات (رؤيا أحد رجال الدين- قصة انتقال رأس مومياء الدالاي لاما الثالث عشر إلى مكان إقامته وعدة اشارات أخرى) أنَ روح الدالاي لاما الثالث عشر حلت منذ عامين في (لهاموي) بعد هذه الحادثة غير اسمه إلى تنزين كياتسو، بدأ تنزين بتلقي العلوم الدينية في سن السادسة تعرف في الحادية عشرة على متسلق جبال نمساوي يدعى هاينريش هارر (Heinrich Harrer) الذي أصبح معلمه في شؤون العالم خارج التبت والمعبد، استمرت صداقتهما حتى  وفاة هارر في 2006 ، عام 1950 وفي سن الخامسة عشرة نصب تنزين بشكل كامل زعيماً للسلطة السياسية بصفته الدالاي لاما و لم يتأخر كثيراً بتشكيل حكومته .

وفي شهر تشرين الأول من ذلك العام شن الجيش الصيني هجوماً على التبت وسيطر عليها ، وفي عام 1954 توجه الدالاي لاما إلى بكين لإجراء محادثات سلام مع الزعيم "ماو"،أدى تصاعد وتيرة الاشتباك والنزاع إلى انتفاضةشعب التبت عام 1959. استمر الصراع وانتشرت إشاعة حول مخطط أُعد لاغتيال الدالاي لاما من قبل الحكومة الصينية، مما أدى إلى هربه وبرفقته الآلاف من المواليين له وعدد من جواسيس وكالة الـ CIA إلى "دارماسالاي" في الهند، أسس في المنفى حكومة التبت بما يقارب 80.000 من اتباعه ومؤيديه.

وجهت له الحكومة الصينية اتهاماً بمحاولة الانفصال، ومنذ ذلك الوقت وحتى اليوم تحول إلى شخص مشهور على مستوى العالم. وأصبح مثل المرشد وداعية سلام وغاندي العصر الحديث في مساعيه لتحرير شعبه عن طريق اتباع الأساليب السلمية والمدنية ، لكن الذي لا تعرضه وسائل الاعلام الغربية على شاشاتهاعلاقته الوثيقة بالمليشيات المسلحة الانفصالية في التبت خلال العقود الماضية وكذلك علاقته مع وكالة الاستخبارات الامريكية CIA.

دور وكالة الـCIAالمتخفي وراء عباءة الدالاي لاما المقدسة:

أهم الاكاذيب الكثيرة التي قيلت عن الدالاي لاما كانت الادعاء بأنه   الدالاي لاما يتوسط المقاتلين التبتيين داعية سلام لكن في الحقيقة ظهرت في أواسط عقد الخمسينات وحتى أواسط السبعينات حركة تبتية مسلحة مدعومة من الـ CIA، حسب وثيقة موجودةلدى وزارة الخارجية الامريكية في تاريخ 9/6/1964 خصصت الحكومة الأمريكية مبالغ مالية ضخمة لدعم المليشيات المسلحة ودعم الدالاي لاماشخصياً.

تضمنت الوثيقة برنامج الوكالة لدعم عمليات التبت كالإجراءات السياسية والدعائية وبرامج دعم المليشيات المسلحة ، بلغ حجم هذه المساعدات المالية عام 1964 أرقام تقريبية كالاتي:

1-دعم2100 مسلح تبتي يتواجدون في نيبال بمبلغ 500.000 دولار.

2-مساعدة مالية للدالاي لاما بـ 180.000 دولار.

3- نفقات المعدات والتجهيزات و النقل و اجراء تدريبات بـ 225.000دولار.

 4-نفقات ادارة معسكر تدريب في كولورادو بـ 7الدالاي لاما أحد الأشخاص الذين يتقاضون المال من وكالة الـ CIA5.000 دولار.

5- نفقات بيوت مستأجرة في نيويورك وجنيف(من عام إلى عامين)بـ 75.000 دولار.

6-نقل القوات التبتية المدربة جواً من كولورادو إلى الهند 185.000 دولار.

7- نفقات متفرقة (تكاليف إجرائية كنقل المعدات والمؤن لمجموعات الاستطلاع و.....) 125.000 دولار.

8- برنامج تدريب 20 ضابط من الرتب الصغيرة في التبت 45.000 دولار.

يبلغ مجموع النفقات:  1.735.000 دولار.

 

عملاء الـ CIA هربّوا الدالاي لاما إلى الهند:

بالإضافة إلى قيام وكالة CIA بتقديم مساعدات لوجستية ومالية للميليشيات المسلحة الموالية للدالاي لاما ، لعبت دوراً هاماً في عملية تهريبه من التبت، وحسب وثائق الـ CIA فإن القوات التي رافقت الدالاي لاما بشكل مباشر قد تلقت تدريباتها على يد CIAوهي على علاقة وثيقةمع عملائها المنتشرين في العالم كمابعث مرافقوه رسالة الىCIAيطلبون فيها الحصول على الأسلحة. وبعد استقرار الدالاي لاما في الهند خلال الحرب الفيتنامية قررت الحكومة الامريكية نقله إلى فيتنام ليساعد أمريكا في إنجاح برامجها ومخططاتها في ذلك البلد, نظراًلما له من تأثيرعلى المجتمع البوذي. طبعاً لم يذهب إلى فيتنام بل سافر إلى اليابان وتايلندعام 1957و تعد هذه الزيارة الأولى له على الصعيد الخارجي بعد أن غادر التبت.

الدالاي لاما في اسرائيل: أداء الاحترام وخشوع الدالاي لاما مرتدياً القبعة اليهودية الخاصة أمام حائطالمبكى

تم دعوة الدالاي لاما عام 2009إلى اسرائيل للمشاركة فياحتفالات دينية. حسبما قاله الدكتور محمد تقي مغاني،الاستاذ الجامعي ومؤلف المجلدات التسع عن الحركات المعنوية والروحية الوضعية من أنه:إذاوقف شخص ما بخشوع مرتدياً قبعة الحاخامات اليهود أمام حائط المبكى في القدس عاصمة فلسطين المحتلة,فان هذه الطقوس دليل واضح واعلان رسمي بأنه عضو في المجمع الصهيوني العالمي. وأضاف مغاني: بعد أن وقف الدالاي لاما بخشوع أمام حائط المبكى توجه بعدها إلى لقاء ايهود أولمرت حيث قدم له أولمرت 10000 دولار كمساعدة مالية. كما التقى هناك بشخصيات اسرائيلية رفيعة المستوى ومقامات ذات شأن وتم إهدائه العديد من ألواح الشكر و التقديرفي اسرائيل.

 

آراء الدالاي لاما المتضاربة حول المثلية:

حسب رأيه فإن إقامة العلاقات الجنسية بطرق غير مألوفة (المثلية)على المجتمع أن يتقبل المثلية  غير مقبولة في أدبيات الدين البوذي و بين البوذيين أيضاً . لكنه يضيف مشيراً إلى أنه اليوم في عصر الحداثة أصبحت هذه السلوكيات متداولة.المسلكيات الجنسية التي لا تؤذي أحد يجب أن يتم قبولها. وعلى المجتمع أن ينظر بنظرة علمانية إلى النساء والرجال المثليين وعليه أن يحترمهم ويتقبلهم.

خلال مقابلة صحيفة في عام 1994 قال الدالاي لاما: "إذا سألني شخص ما: هل المثلية صحيحة أم خاطئة ؟

سوف أسأله: ما رأي شريك حياته في هذا الأمر؟ إذا كنتما كلاكما موافقين أعتقد حينها أستطيع أن أقول أن علاقة رجلين أو فتاتين مع بعضهما في حال رضى كلا الطرفين وفي حال عدم حصول أي أذى هو أمر مقبول ".

في عام 1996 في كتابه "أسمى من التعصب" يقول بصراحة:" المثلية بين الرجال أو بين النساء في جوهرها ليست خاطئة. الشيء الخاطئ هو استخدام عضو غير مناسب لإقامة علاقة جنسية".

 في عام 1997 أعلن أن أساس هذه التعاليم غير معروف. وأضاف أنه من المحتمل أن هذه التعاليم تتعلق بمجموعة من البشر لديهم ثقافتهم وتاريخهمالخاص .

كما شرح موقف التاريخ البوذي الشعبي (البوذيون يخالفون رأيه) قائلاً : لا تقبل التعاليم البوذية المثلية والعلاقات الجنسية مع الجنس المخالف بطرق غير طبيعية. المثلية سلوك جنسي منحرف.مع هذا أعلن أن "البوذية تدعو إلى الاحترام , الرحمة و العدالةبين الجميع. وهذه الدعوة تشمل المثليين أيضاً".

البوذية في الشرق والمعنوية المبتدعة في الغرب:

حسب أراء علماء الأديان الابراهيمية لا يمكن تسمية "التعاليم البوذية" بأنها دين ، لأن هذه التعاليم تعتبر المبدأ الأعلى وعالم ما وراء الطبيعة والوجود المعنوي أشياء غير حقيقة لاوجود لها. لكنها تعتبر المادة هي الموجود الأزلي والأبدي التي ليس لها خالق، بعبارة أخرى مفهوم بوذا الذهني عن الدين هو مفهوم أخلاقي بشكل مطلق يهتم فقط بالسلوك والمعاملة، ولا يقيم أهمية لمراسم إقامة التعاليم أو عبادة عالم ما بعد الطبيعة أو معرفة الإله ، على كل حال لا نسعى في هذا التقرير أن نبحث تعاليم البوذية لكن ذكر هذه النقطة لا يخلو من فائدة لأن الدالاي لاما أحد مرشدي وزعماء البوذية.

ونظراً لما كتبه حول نفسه في كتابه بأنه لا يعتقد بوجود الله. في الحقيقة يمكن تسمية مجموعة اعتقاداته بأنها نوع من التعاليم الوضعية من أجل حياة هدفها الأعلى والأسمى هوتحصيل اللذة.نشير إلى جزء من آرائه حول الهدف من الحياة. يقول: الهدف من الحياة هو البحث عن السعادة كنت تعتنق دينا ما، أم لم تكن.

يعتبر  أن السكينة والسعادة تكمن في عدم التمني. لكن عدم وجود طموح يؤدي إلى فقدان الهمة العالية وفلسفته لاتستطيع أن توفق بين التواضع والتبتل وبين الهمة العالية والطموح.

في الحقيقة إذا شوهت الجواهر الروحية والمعنوية للبشرية ومسخت هكذا ب يسألون الدالاي لاما : ما هي أكبر أمانيك؟ يجيب : طعام لذيذ وفراش مريح.ين الناس , كيف يمكن مرة أخرى إعادتها للإنسان.

يقول الدالاي لاما أنه من الممكن أن يحصل شخص مؤمن بالله على السكينة و يحصل عليها أيضاً شخص آخر ينكر وجود الله. كلاهما يجب أن يختار دواء مناسباً لحالته.

 يجب أن ننوه إلى دعم وكالة CIA وخصوصاً أصحاب عالم المال والذهب لـ"الدالاي لاما"بهدف مواجهة الصین وايجاد تحدیات داخلیة لها وترويج نوع من أنواع عرفان  الانسان المعاصر الذي يضع في أولوياته الحصول على السعادة المادية ويجعلها رأس اعتقادات الفرد وجل همّه.

مع أن الحكومات والمؤسسات السياسية والاجتماعية والثقافة الغربية تؤكد بشكل مستمر على فصل الدين عن السياسة  لكن حتى الآن يقحمون أنفسهم ويقدمون الدعم لمنظمة عسكريةبزعامة راهب في دولة من المقرر أن تنفصل عن الصين.

اليوم الغرب الرأسمالي يدعم الاشتراكية( الدالاي لاما يعّرف نفسه بأنه ماركسي) في وقت يحارب فيه دولة شيوعية ماركسية . يحظى الدالاي لاما اليوم بتبجيل ومديح وسائل الاعلام الغربية كأنه تحول إلى نجم من نجوم هوليود، الغربب عد سنوات من مواجهة الدين السياسي وسلطة الدين-اليوم في عصر العودة إلى الإيمان- يحمل راية الترويج والدعوة للروحانية والمعنوية. و يقومون في بلدانهم بتشجيع الشبان على الالتحاق بالعرفان والتعاليم الروحية الكاذبة والمستوردة والوضعية وعرفان وتعاليم الدالاي لاما أحد هذه التعاليم التي يدعون إليها، عرفان  ملطخ ومليئ بآثار ورواسب نظام الرسمالية الممتد منذ مئات السنين  و الذي يدعو المستهلكين بثوب ولبوس جديد إلى اللهاث وراء السعادة وتحصيل اللذة.

تُرجم عن موقع مشرق نيوز الايراني

الجمل- قسم الترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...