الجعفري: الظواهر الغريبة التي تتناقض مع قيم السوريين جاءت برفقة المرتزقة والتكفيريين

19-10-2013

الجعفري: الظواهر الغريبة التي تتناقض مع قيم السوريين جاءت برفقة المرتزقة والتكفيريين

أكد الدكتور بشار الجعفري مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة أن سورية من الدول الرائدة في العالمين العربي والإسلامي في توفير جميع متطلبات تمكين المرأة والنهوض بأوضاعها موضحا أن "الأزمة في سورية أفرزت ظواهر غريبة وغير إنسانية تتناقض مع القيم التي يؤمن بها الشعب السوري والمواثيق الدولية" حيث ان هذه الظواهر جاءت برفقة "المرتزقة والتكفيريين الذين يتم استجلابهم من كل أنحاء الأرض ليفرضوا أفكارا وهابية تنتقص من قيمة المرأة وتحولها إلى جارية" وذلك بدعم وتمويل "قطري وسعودي وإسرائيلي وفرنسي".

وقال الجعفري في كلمة له أمام جلسة لمجلس الأمن الليلة الماضية خصصت لمناقشة موضوع "المرأة وسيادة القانون والعدالة الانتقالية" إن "سورية من الدول الرائدة في العالمين العربي والإسلامي في توفير جميع متطلبات تمكين المرأة والنهوض بأوضاعها وضمان حقوقها المتساوية مع الرجل بعيدا عن نوازع الجهل والجاهلية التي تعمي أبصار البعض لتبرير نواقصهم الاجتماعية والفكرية" مشيرا إلى أن المرأة في سورية تتبوأ منصب نائب رئيس الجمهورية بينما في دول أخرى يحظر عليها حتى قيادة السيارة.

وأوضح الجعفري أن الأزمة في سورية أفرزت ظواهر غريبة وغير إنسانية تتناقض مع القيم التي يؤمن بها الشعب السوري ومع كل المواثيق التي وقعت عليها سورية ومع جهودها في تطوير حقوق المرأة والطفل ومع مبادئ الدين الإسلامي الحنيف والمرؤة العربية.

وبين الجعفري أن هذه الظواهر جاءت برفقة المرتزقة والتكفيريين الذين يتم استجلابهم علناً من كل بقاع الأرض ليفرضوا أفكاراً وهابية ظلامية تنتقص من قيمة المرأة وتحولها إلى جارية أو مجرد شيء لتفريغ عقدهم النفسية المريضة وذلك بتمويل ودعم وتسليح "قطري وسعودي وإسرائيلي وفرنسي" بات لا يخفى على أحد.

وأكد مندوب سورية أن تلك الدول لن تتوانى عن بذل كل ما يمكنها من أموال طائلة وإعلام ذي سطوة وتحريض طائفي بغيض بهدف تدمير مستوى التقدم الاجتماعي والاقتصادي والأمني والقضائي الذي وصلت إليه سورية وبهدف تطويع استقلالية قرارها السياسي الوطني وتوجهاتها الرافضة لتطرف تجار الدين وسماسرته وللإساءة لرسالته السمحة وقال إن "أحد أبرز تلك الفتاوى التي طالت المرأة هي فتوى "جهاد النكاح" التي أصدرها بعض المعتوهين المرتبطين والممولين والمدعومين إعلاميا من أنظمة خليجية باتت معروفة وأبرزها النظامان القطري والسعودي" مبينا أن "هذه الفتوى المسيئة للعرب وللإسلام تقضي بتحريض النساء المسلمات على الفجور والدعارة باسم الدين".

وأضاف الجعفري إن وفد سورية أرسل تقريراً مفصلاً حول هذه الفتوى المريضة والعقول العفنة التي تروج لها إلى الأمين العام للأمم المتحدة حيث صدر التقرير كوثيقة رسمية من وثائق الأمم المتحدة داعيا جميع المعنيين بحقوق الإنسان للاطلاع على هذه الوثيقة الهامة.

وأوضح الجعفري أن السلطات السورية تقوم حالياً وحرصاً منها على معاقبة مرتكبي هذه الجرائم بتوثيق تلك الانتهاكات الخطيرة وإلقاء القبض على مرتكبيها وتقديمهم للمساءلة والمحاسبة من قبل القانون السوري الوطني داعيا إلى العمل سوية لإزالة المسببات الجذرية لتلك الجرائم ضد المرأة والفتاة ومكافحة الإفلات من العقاب من خلال الضغط فوراً على الأنظمة الشريكة في تأجيج الإرهاب في سورية لوقف دعمها بالمال والسلاح والتغطية الإعلامية للمجموعات الإرهابية المسلحة التي تنتهك أبسط حقوق الإنسان والمرأة السورية.

ودعا الجعفري إلى "مساءلة النظامين القطري والسعودي لدعمهما وحمايتهما وتغطيتهما الإعلامية التي يقدمانها للمعتوهين من تجار الدين والفتاوى المحرضة على القتل والإرهاب واغتصاب النساء السوريات الحرائر".

وعبر الجعفري عن قلق سورية العميق لتردي الوضع الأمني في المخيمات التي تستضيف أهلنا السوريين على أراضي دول مجاورة مشيرا إلى أن المرأة والفتاة السورية تعاني من مستويات عالية من انعدام الأمن وتتعرض للاتجار والاغتصاب والزواج المقنع.

ولفت الجعفري إلى أن كل هذه الأمور مثبتة وموصوفة في التقارير الأممية والدولية والتقارير الإعلامية الغربية ولم يكن آخرها التقرير الصادر عن قناة "آر تي إل" الذي اكتشف بسرعة السلحفاة وبعد سنتين ونصف السنة من الحديث عن هذا الموضوع في هذا المجلس مأساة فتيات لاجئات سوريات قاصرات لا يتعدين الأربعة عشر ربيعاً من العمر وجدن أنفسهن في سوق نخاسة كبير يمتد على رقعة العالم العربي حيث ينهش شيوخ البترودولار أجسادهن ويحولوهن إلى جاريات باسم الدين الذي هو منهم براء.

وقال الجعفري إن "من ينفخ في مأساة المهجرين السوريين يفعل ذلك عن عمد من أجل خلق كتلة بشرية سورية والتلاعب بها بما يسيء لصورة الوطن والإنسان السوري" مؤكدا أن سورية أعلمت الجهات المختصة في الأمم المتحدة خاصة مجلس الأمن والجمعية العامة بهذه الوقائع في عدد هائل من التقارير والرسائل الرسمية معربا عن أسفه لتقصير الأمم المتحدة تجاه هذه المسألة على الرغم من الدور الهام الذي يمكن أن تلعبه في سبيل تحقيق العدالة ومساءلة المجرمين وفي التوعية والحد من هذه الظواهر اللاأخلاقية البشعة.

وأمل الجعفري أن تنخرط المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة المعنية بالمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة فوموزيل ملامبو نكوكا بشكل إيجابي في معالجة تلك الظواهر الشاذة وذلك عبر التعاون مع الحكومة السورية والمساهمة في الضغط على القوى الخارجية التي تدفع نحو مزيد من التصعيد وسفك الدماء لكي توقف هذه القوى تدخلها الإرهابي في شؤون سورية الداخلية وتضع حداً لانتهاكاتها للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وعبر الانخراط الفاعل في حماية حقوق المرأة السورية الرازحة تحت الاحتلال الإسرائيلي في الجولان السوري المحتل والنهوض بأوضاعها.

وأضاف الجعفري إن "المندوب الفرنسي الدائم في الأمم المتحدة تطرق إلى بلادي بطريقة فجة لا تنم عن ذوق دبلوماسي رفيع أبداً يفترض بممثل دولة دائمة العضوية في مجلس الأمن أن يمتلكه ويمارسه تحت قبة المجلس" مشيرا إلى أن "النظام الفرنسي بحكم تطرفه وغلوه وخروجه المستمر عن المتطلبات التي تمليها عليه المسؤولية الملقاة على عاتق الدولة دائمة العضوية وبفعل تدخله الدنيوي في الشؤون الداخلية لكثير من الدول الأعضاء ومن بينها بلادي..هذا النظام الفرنسي بات يفتقد لشرعية الاستمرار بهذه الصفة في مجلس الأمن".

وختم مندوب سورية كلمته بالقول إن "النظام الفرنسي وسياساته التدخلية الطائشة المتناقضة مع قرارات المجلس وتشجيعه وتسليحه ورعايته لمجموعات مسلحة ترفض حضور المؤتمر الدولي حول سورية المزمع عقده في جنيف وتسفك الدم السوري انطلاقاً من باريس وعواصم أخرى فكل ذلك يجعل النظام الفرنسي في مصاف من يهدد الأمن والسلم الدوليين وليس في صفوف المؤتمن على حفظهما".

وتبنى مجلس الأمن الدولي أمس قرارا يدعو إلى العمل على تعزيز الالتزام لضمان إعطاء المرأة دورا قياديا في منع الصراعات وتسويتها وبناء السلام في مرحلة ما بعد الحرب.

وأوضح المجلس في قراره الذي صدر بالإجماع أن السلام المستدام يتوقف على نهج يعالج قضايا "السياسة والأمن والتنمية وحقوق الإنسان بما في ذلك المساواة بين الجنسين" وحث الدول الأعضاء وكيانات الأمم المتحدة على ضمان المشاركة الفعالة والكاملة للمرأة في قضايا السلام والأمن مؤكدا التزام المجلس بتكثيف التركيز على إمكانية وصولها إلى العدالة الكافية في حالات النزاع وما بعد النزاع.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...