التسامح وقبول الاختلاف ثقافة يفتقدها الشباب

23-02-2010

التسامح وقبول الاختلاف ثقافة يفتقدها الشباب

بدأت منذ بضع سنوات جهود عربية رسمية واجتماعية لإشاعة ثقافة «التسامح» و «معرفة الآخر» و «تقبل الاختلاف» وغيرها من المصطلحات التي تخفف من نزعة «أنا دائماً على حق» بما من شأنه أن ينعكس وفي شكل أوسع على تقليل الاحتقان الطائفي والسياسي لدى الشباب، وكبح ميلهم إلى البحث عن خيارات قصوى عنيفة ضد المختلف عنهم.

ونشطت جمعيات غير حكومية لترسيخ تلك «الثقافة» إلى جانب مساع حكومية لتنظيم المؤتمرات والندوات، حتى ان بعض الدول عمد الى تغيير المناهج الدراسية بما يفتح آفاق الطلاب على التجارب العرقية والدينية الأخرى. ودفعت قطاعات أخرى ثقافية وفنية باتجاه نتاج فكري يتناول مكونات المجتمع المختلفة وإظهار أوجه التشابه بين عاداتها وتقاليدها بدلاً من التركيز الدائم على نقاط الخلاف. وعلى رغم تفاوت مستوى الافلام والكتب التي تناولت الطوائف والاديان في بعض البلدان العربية، فإنها كسرت حاجزاً اجتماعياً من دون شك وتقدمت خطوة ولو صغيرة باتجاه إذابة الجليد بين الجماعات.

لكن الواقع العملي يبقى بعيداً من قاعات المحاضرات وردهات الجامعات، فتلك المشاعر المتقبلة للآخر غالباً ما تبقى مسألة شكلية وتمارس من باب المجاملة الاجتماعية في احسن الأحوال. ويصبغ «الآخر» المختلف دينياً أو عرقياً أو لغوياً بألوان مختلفة تهدف في مجملها إلى تقزيمه وجعله «بعبعاً» خطراً لا بد من إقصائه وحتى تصفيته.

وعلى رغم أن مفردة تسامح تفترض سلفاً قبول طرف اقوى بطرف اضعف، ولا تتضمن معنى المساواة الحقيقية بين مواطنين في بلد واحد، تبقى مرحلة أولى وأساسية لا بد من إرسائها للوصول بعدها إلى حال اشمل من القبول بالاختلاف من باب الحقوق والواجبات المتبادلة.

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...