الأعياد تتجمع في شهر واحد.. كانون الأول يتآمر مع الغلاء على الناس

13-12-2008

الأعياد تتجمع في شهر واحد.. كانون الأول يتآمر مع الغلاء على الناس

ربما نستطيع أن نطلق على شهر كانون الأول "شهر الأعياد" بامتياز.. ولكن وبدلاً من أن يكون اللقب امتيازاً، يبدو أنه تهمة يتبنَّاها المواطن.. وإن كنا لا نستطيع أن نلومه، فإننا بالتأكيد نفهم أسبابه ونتفهَّمها، فما مِن عائلة سورية لم تشعر بالغلاء الذي صاحب عيد الأضحى، ليستمرَّ حتى نهاية الشهر مع عيد الميلاد وعيد رأس السنة..

كان واضحاً أنَّ عيد الأضحى لهذا العام أتى بالحد الأدنى من الفرحة، وبدلا من أن تُطرق الأبواب عدة مرات في اليوم الأول منه لاستلام "لحمة الأضاحي" من هذا أو ذاك، ظلَّ الباب مقفلاً، وجاء الطرق عليه نادراً، والمدهش في الموضوع، أنَّ أحداً لم يستغرب قلة الأشخاص الذين قاموا بالتضحية لهذا العام، لمعرفتهم أنَّ سعر رأس الغنم وصل إلى 11500 ليرة.

ولا يكاد عيد الأضحى يغادر حتى يطل عيد الميلاد ورأس السنة، لتبدأ التحضيرات منذ الآن.. ولكن عن أي تحضيرات نتحدث مع الغلاء الذي بات صفة شهر كانون الأول..
ولعل شجرة الميلاد  تكون ضحية أخرى من ضحايا الغلاء، وبهذا سيضطر الأهل اختصار  فرحة الأطفال بالقليل من الزينة والبهجة، إضافة إلى  الاقتصاد في شراء الثياب الجديدة التي تخص العيد.. سواء الأضحى أم الميلاد..
وبهذا بدلاً من أن يكون العيد متنفساً وفرصة لإضفاء البهجة، يصبح عبئاً وضيفاً ثقيلاً، وفوق هذا كله مركزاً في شهر واحد حتى يكاد الناس لا يلتقطون أنفاسهم حتى تشتعل الأسواق من جديد بفارق أسبوع على أبعد تقدير..

وإن اختلفت طبيعة الأعياد  في شكلها  إلا أنها تشترك بضرورة وجود الحلويات في كل منزل، وأهمية تنوع الأطعمة على الموائد.
ولتصبح أسعار الحلويات  "كالقشة التي قصمت ظهر البعير"، وكأن وظيفة الأسعار باتت محصورة بتحديد فئة من الناس فقط يحقُّ لها الاستمتاع بالعيد أو الإحساس بقدومه السعيد بدل الفرحة لانتهائه..

ولعل تزامن الأعياد في شهر واحد، ومصادفة أن يكون هذا الشهر هو شهر ختام السنة ما يجعل شر البلية ما يضحك، فالمؤسسات الحكومية مشغولة بتحديد الموازنات للعام المنصرم والقادم، وبدلاً من أن يستفيد الموظف من كل ساعة دوام رسمي أتى كانون الأول مانحاً إياهم أكثر من 15 يوماً كعطلة أعياد، ما يعني تراكم العمل وتأجيله إلى السنة القادمة "على الأقل"!.

 ربما نقترح أن تستبدل  ضيافة العيد لهذه السنة من المعمول والمبرومة إلى بسكويت بـ" خمس ليرات"بالنسبة إلى البعض، ومن أراد أن يدلِّل نفسه وضيوفه على حدّ سواء، فيمكنه أن يقدم البسكويت الذي يصل ثمنه إلى 25 ليرة.. "والله يستر ونخلِّص هالشهر على خير"!!.

هنادي الخطيب

المصدر: بلدنا

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...