الأسد: الغالبية تدعم الإصلاحات والفوضى ترتد على زارعها

17-05-2012

الأسد: الغالبية تدعم الإصلاحات والفوضى ترتد على زارعها

حذر الرئيس  بشار الأسد، أمس، الدول التي تحاول إثارة الفوضى في سوريا من أن هذا الأمر قد يرتد عليها وينتشر في المنطقة، معتبرا أن الأحداث في سوريا جزء من الحرب من أجل السيطرة على الموارد الطبيعية في المنطقة برمتها، وضرب دور دمشق الاستراتيجي وتهميش نفوذها. وأكد أن الانتخابات التشريعية، التي جرت في 7 أيار الحالي، أظهرت أن الشعب السوري يدعم النظام والإصلاحات وأنه لم يرضخ لتهديدات «الإرهابيين»، مشيرا الى معلومات حول تلقي معارضين تدريبات عسكرية في كوسوفو.
إلى ذلك، أكدت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، في تقرير أمس، أن المسلحين السوريين المعارضين بدأوا خلال الأسابيع الأخيرة يتلقون أسلحة أكثر تطورا وبكميات أكبر مقارنة بالفترة السابقة، بتمويل من دول الخليج والتنسيق الجزئي من جانب الولايات المتحدة، وذلك نقلا عن ناشطين معارضين ومسؤولين أميركيين وأجانب.
وذكرت الصحيفة أن مسؤولي الإدارة الأميركية شددوا على أن واشنطن لا تزود المعارضة المسلحة بالسلاح ولا تمول شراءها له، لكنها بدلا عن ذلك توسع اتصالاتها بالقوى المعارضة المسلحة «لتزويد دول الخليج بتقييم عن مصداقية المقاتلين والبنية التحتية للقيادة والقتال». وأكدت أنه يتم تخزين الأسلحة في مناطق دمشق وإدلب والزبداني، فيما نقلت عن ناشطين معارضين كانوا قبل شهرين يشتكون من نفاد الذخيرة، قولهم هذا الأسبوع إن تدفقا جديدا من الأسلحة بدأ يزداد. وكشف عضو رفيع المستوى في المجلس الوطني السوري أنه في الأيام المقبلة سيرسل المجلس شحنة أسلحة إلى سوريا عن طريق تركيا.

واعتبر الأسد، في مقابلة مع قناة «فيستي 24» الروسية بثت أمس، أن «الأحداث في سوريا جزء من الحرب من أجل السيطرة على الموارد الطبيعية».

وقال «عندما تكون بلادك في موضع استراتيجي مهم، وتطل على البحر الأبيض المتوسط، وتمر بها جميع الطرق، من الجنوب إلى الشمال ومن الغرب إلى الشرق، فستمسك مثل هذه الحرب حتما. ولكن الأمر ليس فقط في وجود الغاز، ولكن أيضا في دور بلادنا في المنطقة. إنه دور استراتيجي. وهم (الغرب) يحاولون باستمرار تهميش نفوذ سوريا وتقليصه داخل حدودها، لكنه أمر مستحيل، وسيبقى نفوذنا أوسع دائما». وتابع إن «الحروب من أجل النفط والغاز أمر واقع حقا. وهي تجري حاليا في آسيا الوسطى، مثلا، على الحدود الجنوبية لروسيا، وفي بعض المناطق الأخرى».
وعن علاقات سوريا مع السعودية، قال الأسد «نحن لن نتحدث معهم أبدا عن أي شيء. كانوا فقط يقدمون لنا نصائحهم حول كيفية بناء الديموقراطية في سوريا وحول كيفية عملها. لكنه أمر مضحك».
وحول العلاقات مع قطر، قال «لم نتحدث مع قطر عن الغاز أبدا. لم يكن الغاز في الأجندة الثنائية، حتى في الوقت الذي كانت علاقاتنا طبيعية». وأشار إلى أن «سوريا كانت مستعدة دائما لتقديم أراضيها لنقل الغاز والنفط من العراق وإيران إلى دول حوض البحر الأبيض المتوسط، ومن دول الخليج إلى تركيا وأوروبا». وأضاف «لقد بحثنا مسألة نقل النفط والغاز مع تركيا وأذربيجان والعراق والأردن. لقد بحثناها مع الكثير من الدول، لكن ليس مع قطر».
وأعلن الرئيس السوري أنه سيلتقي قريبا مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي انان. وقال «إنهم (الغرب) لا يتحدثون إلا عن العنف، لكن عن العنف من طرف الحكومة، ولا يذكرون الإرهابيين إطلاقا. وما زلنا في الانتظار. انان سيأتي إلى سوريا هذا الشهر، وسأسأله عن الأمر».
وأشار الأسد إلى زيادة عدد العمليات الإرهابية بعد وصول بعثة المراقبين الدوليين إلى البلاد، لكنه أكد أن الوضع تحسن من حيث انخفاض حدة المواجهة المباشرة. وقال «لقد سحبنا قواتنا. لكن في ما يخص الهجمات الإرهابية، فقد ازداد عددها كثيرا وأصبح أكثر مما كان عليه منذ بداية الأزمة».
وعن «الجيش الحر»، قال «هذا ليس جيشا، وهو ليس حرا: إنهم يتلقون الأسلحة والمال من الخارج، من مختلف البلدان، إنهم عصابة مجرمين». وأضاف «هناك مرتزقة أجانب، لقد أوقفناهم وسنعرضهم». وأكد أن «دمشق تمتلك معلومات عن أن عناصر المعارضة السورية المسلحة قد تدربوا على أساليب التدخل العسكري في معسكرات في كوسوفو. وقال «لا أعرف ما إذا كانوا مسلحين أم لا. لدينا معلومات عن أن مجموعة من المعارضين السوريين زارت كوسوفو للتدريب على أساليب التدخل العسكري، وعلى جلب الناتو إلى سوريا. نحن نمتلك هذه المعلومات، ونحن متأكدون من صحتها».
وعن عمليات تهريب الأسلحة، قال «حتى الآن كان معظم الأسلحة يأتي من لبنان وتركيا، لكننا لا نملك أدلة تؤكد أن سلطات هاتين الدولتين كانت تشجع التهريب. وتحاول هذه الدول في الوقت الأخير، لا سيما لبنان والأردن، أن تكافح التهريب، أن توقفه. لا أريد أن أقول إن موقف دول جوار سوريا تغير بعد الأحداث في سوريا ولبنان والدول الأخرى. وقد أصبح واضحا لسلطات هذه الدول أنه ليس الربيع العربي، لكنها فوضى. وإذا كنتم تزرعون الفوضى في سوريا، فقد ترتد عليكم».
وقال الأسد إن الانتخابات التشريعية أظهرت أن غالبية السوريين «تدعم السلطة القائمة وتواصل دعم نهج الإصلاحات». وأضاف إن «الانتخابات تعكس إرادة الشعب، إنها رسالة قوية للجميع، في داخل البلاد وخارجها». وتابع إن «الشعب السوري لم يخف من تهديدات الإرهابيين الذين حاولوا منع الانتخابات وإرغامنا على التراجع عنها».
وقال الأسد، مشيرا إلى المعارضة، ان «الدعوة الى مقاطعة الانتخابات كأنها دعوة الى مقاطعة الشعب، وبالتالي لا أعتقد انهم يملكون اي وزن او تأثير في داخل سوريا».
وذكرت وكالة  (سانا) أن الأسد اصدر مرسوما «يتضمن أسماء الفائزين في عضوية مجلس الشعب (البرلمان) للدور التشريعي الأول للعام 2012». وكانت السلطة اعلنت أمس الأول أن المشاركة بلغت 51,26 في المئة. وعن موقفي روسيا والصين، قال «إنهما لا تؤيدانني كرئيس، كما أنهما لا تؤيدان ما يسمى بالنظام السوري. لا أحب هذه العبارة، لدينا كيان الدولة. لكنهما تؤيدان الاستقرار الإقليمي وتتفهمان جيدا أهمية سوريا الجيوسياسية ودورها في المنطقة». وأشار إلى أن «غياب هذا الدعم قد يؤدي إلى الفوضى في سوريا وكل المنطقة». وقال «قد تنتشر الفوضى من سوريا إلى جميع الأنحاء. وأعتقد أن الأمر يتعلق، ليس بسوريا فحسب، لكن بالاستقرار الدولي».
وردا على سؤال حول دور باريس في الأزمة وانتخاب فرانسوا هولاند رئيسا، قال الأسد «آمل أن يفكر الرئيس الجديد بمصالح فرنسا. أنا أكيد أنها لا تقوم على مواصلة بث الفوضى في الشرق الأوسط والعالم العربي بأسره». وأضاف «السؤال هو معرفة ما كسبته فرنسا في العام الماضي من خلال موقفها حيال سوريا وليبيا ودول أخرى». وتابع «شاركت في العدوان العسكري (على النظام الليبي) وهي مسؤولة عن مقتل مئات آلاف الليبيين». وأكد أن «الفوضى الجارية والإرهاب، كل هذا ستكون له عواقب على أوروبا، لأنها ليست بعيدة عن منطقتنا، ويمكننا القول إننا جيران جنوب أوروبا».

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...