اكتشاف آثار هيروغليفية بريف دمشق

17-06-2008

اكتشاف آثار هيروغليفية بريف دمشق

عثرت دائرة آثار ريف دمشق على نصب بازلتي في قرية ميدعا (حوالي 25 كم شرقي دمشق)، وهو عبارة عن حجر أبعاده 70 × 40 × 50 سم، كان مستخدماً في بناء إحدى زوايا جامع البلدة القديم.

ويقول الاستاذ محمود حمود رئيس دائرة آثار ريف دمشق: إن هذا النوع من النصب التذكارية شاع استخدامه في عهود فراعنة مصر تخليداً لذكرى معينة.

ويعود تاريخ هذا النصب إلى عهد الفرعون رعمسيس الثاني (أشهر ملوك الأسرة التاسعة عشرة في عصر الدولة الحديثة حوالي 1580 ـ 1090 ق م) الذي استطاع السيطرة على الجنوب السوري أثناء حكمه وحاول التقدم إلى الشمال إلا أن الحثيين الذين كانوا يسيطرون على الشمال التقوا مع المصريين في معركة قادش قرب حمص (حوالي عام 1285 ق م) انتهت بمعاهدة بين المصريين والحثيين تقضي باقتسام النفوذ على سورية، وتبعية جنوب حمص للمصريين، وشمال حمص للحثيين.. بعدها ساد جو من السلام والعلاقات المتبادلة.

ومن خلال القراءة الأولية للنص، تبين أنه يؤرخ لعهد الملك رعمسيس الثاني (1290 ـ 1224 ق م)، ويتألف من قسم منحوت في الأعلى تظهر فيه ساق الملك تتجه نحو اليمين وخلفها قدم الإله الشهير آمون, وفي الأسفل قسم مكتوب يتألف من عدة أسطر, يرد فيه اسم الملك (محبوب الإله آمون), ثم تاريخ كتابة النقش (وهو غير واضح), وينتهي بذكر بعض العبارات التي تمدح الملك وتمجده, وهي شائعة الاستخدام في مثل هذه النقوش.

الجدير بالذكر أن نقشاً مشابهاً كان قد اكتشف منذ سنوات عدة على نصب تذكاري في منطقة الكسوة يؤرخ لعهد الملك نفسه والمرحلة التاريخية نفسها، معروض حالياً في المتحف الوطني في دمشق.

ويضيف المهندس ابراهيم عميري رئيس شعبة المباني في دائرة آثار ريف دمشق: يعتقد أن مصدر هذا النصب التذكاري هو التل الأثري الذي بني عليه الجزء القديم من قرية ميدعا، الذي يضم على الأغلب سوية أثرية تعود لنفس الحقبة، وهو أحد التلال الأثرية المنتشرة في منطقة المرج على أطراف البادية السورية التي تشير إلى العمران الكثيف الذي شهدته خلال العصور القديمة.

يذكر أنه إضافة إلى التل الأثري الذي تقع عليه ميدعا، توجد بعض البقايا المعمارية والأثرية في القرية تؤكد ازدهارها في العصور اللاحقة الكلاسيكية والعربية.

يأتي هذا الاكتشاف ضمن أعمال بعثة المسح الأثري التي تقوم بها دائر آثار ريف دمشق منذ عام 2002 وشملت مختلف مناطق المحافظة كالقلمون ووادي بردى والزبداني وجبل الشيخ ومنطقة الجنوب والغوطة والبادية.. وأدت إلى الكشف عن أكثر من مئة موقع أثري جديد في محافظة ريف دمشق تعود لمختلف العصور، تقوم الدائرة بدراستها وتسجيل الهام منها.

فراس عيسى

المصدر: سانا

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...