إدارة فضلات الطعام: تجارب ناجحة في 3 دول

28-03-2014

إدارة فضلات الطعام: تجارب ناجحة في 3 دول

يضع جيونغ هو جين قفازين من البلاستيك في يديه، ليفتح صندوقاً مستطيلاً كبيراً يبدو للوهلة الأولى، وكأنه آلة متطورة لغسل الثياب، ثم يقذف فيه أكياساً مليئة بفضلات الطعام، فيظهر عندئذ أن الآلة ليست سوى حل عالي التقنية للتخلص من بقايا الطعام في العاصمة الكورية الجنوبية سيول.
ويعمل المسؤول الكوري الجنوبي في واحدة من مقاطعتين في سيول تختبران برنامجاً حديثاً لإدارة فضلات الطعام، من خلال حصول كل منزل في هاتين المقاطعتين على بطاقة مغناطيسية تتضمن اسم حاملها وعنوان سكنه، لتمكنه من وضع بقايا طعامه في الآلة العجيبة، على أن يرسل إلى كل منزل شهرياً تكلفة استعمال الآلة، والتي لا تتعدى دولاراً واحداً في أقصى الأحوال، وتحتسب وفقاً لوزن نفاياته.
وتكتسب مسألة التخلص من فضلات الطعام أهمية قصوى في كوريا الجنوبية، بسبب الكثافة السكانية، إذ يبلغ عدد سكان البلاد حوالي 50 مليون نسمة يعيشون في مناطق جبلية في معظمها. وهذا ما دفع السلطات المحلية العام الماضي إلى إطلاق برنامج يقوم على فرض نوع من «العقوبة المالية» على المواطنين، من خلال إجبارهم على دفع مبلغ مالي لقاء «كل كيلو فضلات طعام يرمونه»، بهدف تقليص نسبة رمي الطعام في أنحاء البلاد.
أما في الولايات المتحدة الأميركية، وبعد ثمانينيات القرن الماضي، وارتفاع معدلات الإصابة بالسمنة المفرطة عند الأميركيين، وبداية العلامات الأولى حول دور فضلات الطعام في التغيير المناخي، أصبحت مشكلة ارتفاع معدل هذه الفضلات أكثر إلحاحاً.
وتشير التقديرات الحديثة إلى أن الأميركيين يرمون أكثر من 40 في المئة من طعامهم، مقارنة مع معدل عالمي وصل إلى حدود الـ30 في المئة، مع الإشارة إلى أن 20 في المئة من هذا الطعام يضيع قبل الوصول إلى السوق، وقبل تغليفه أو تعليبه حتى. كما تؤكد الإحصائيات أن «حوالي 387 مليار سعرة حرارية تضيع كل يوم في الولايات المتحدة»، حيث يكافح الملايين للحصول على طعامهم. كذلك يتحول حوالي 14 في المئة إلى غازات ملوثة وسامة وفقاً للتقارير التي أعدت في هذا الشأن.
ولكن كيف يتعامل السويديون مع طعامهم؟ تقوم سيدة بقي لديها بعض الطعام بتغليفه ووضعه في الثلاجة. وحول ذلك، يشرح المستثمر السويدي في قطاع الغذاء هانس نيس أن «ثقافة الطعام السويدية لها جذورها المستمدة من المناخ والفقر»، مضيفاً أن «السويد عانت لفترة طويلة من الفقر، ولذلك، وبطريقة تقشفية، يجب علينا أن نأكل كل ما في صحننا، ومن ثقافتنا أنه من السيئ جداً رمي الطعام».
وبالرغم من ذلك، لا يزال كل مواطن سويدي يرمي ما معدله مئة كيلوغرام من الطعام سنوياً. وجاء الحل سريعاً بتحويل هذه الفضلات إلى موارد بالإمكان الاستفادة منها. وبناءً عليه، وضعت خطة في العام 2001 تهدف إلى التوصل إلى تحويل 50 في المئة من هذه الفضلات إلى غاز بيولوجي مع حلول العام 2018.


السفير نقلاً (عن «الغارديان»)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...