أول امرأة خليجية تفوز بعضوية البرلمان

19-10-2006

أول امرأة خليجية تفوز بعضوية البرلمان

أخيراً، وبعد أكثر من أربعة عقود على اقتحام الديموقراطية قلعة الخليج العربي، نجحت المرأة البحرينية قبل أيام في تسجيل أول فوز لامرأة خليجية بعضوية البرلمان، وسبقت بذلك نظيراتها في الكويت التي تعدّ سبّاقة لدول الخليج في الديموقراطية، حيث باءت النساء بفشل ذريع في انتخابات مجلس الامة الاخيرة.
لكن كيف فعلتها لطيفة القعود (52 عاماً)؟ كيف تمكنت من دخول برلمان البحرين، الذي أنكرت 60 في المئة من نسائه، ناهيك عن أكثرية رجاله، أهلية المرأة في التمثيل السياسي في انتخابات العام 2002؟
قبل أربعة أعوام، خاضت القعود انتخابات تشريعية أعقبت منح المرأة البحرينية حق المشاركة الكاملة في الحياة السياسية، لأول مرة في تاريخ دول الخليج كلها. لكن نتائج الانتخابات جاءت بمثابة الصدمة للكثيرات، مع فشل جميع المرشحات الثماني آنذاك بالوصول إلى المقاعد النيابية.
وقد تمكنت القعود ومرشحة أخرى من الوصول إلى الجولة الانتخابية الثانية، آنذاك، مع حصدها نحو 34 في المئة من أصوات الناخبين في دائرتها السادسة جزر حوار وهي دائرة قبلية محافظة جداً لكن ذلك لم يكن كافياً لتطأ البرلمان، فخسرت أمام النائب السلفي المستقل جاسم السعيدي. وقالت القعود، خائبة، آنذاك لن أكرر التجربة، فلست مستعدة لتكبد الخسائر المالية والنفسية مجدداً.
غير أن القعود عادت وخطت في ميدان التمثيل السياسي مترشّحة في الانتخابات المزمعة في 25 تشرين الثاني المقبل، مع إعلانها بأنها غيّرت رأيها بناء على إلحاح من أبناء دائرتها. وبإغلاق باب الترشيح يوم الاثنين الماضي، وانسحاب المرشحة شماء الدوسري من الدائرة الانتخابية السادسة، لم يبقَ من مرشح في هذه الدائرة سوى لطيفة القعود، ما يجعلها فائزة بحكم القانون.
وقد لا تكون القعود، مديرة الموارد البشرية والمالية في وزارة المالية والاقتصاد، تملك من التجربة السياسية الشيء الكثير، إلا أنها تشكل من دون شك إضافة غنية لكتلة المختصين في برلمان البحرين. فهي حاصلة على ماجستير في العلوم المالية من جامعة نوتنغهام في بريطانيا، وبكالوريوس من جامعة حلوان في مصر، إضافة إلى عدد كبير من الدورات المهنية المتخصصة في القضايا المالية والإدارية. وهي، إلى ذلك، تتمتع بخبرة تزيد عن العشرين عاماً في المجال الإداري والمالي في وزارة المالية والاقتصاد الوطني.
ويعتبر البعض أهم إنجازات القعود العلمية، تأليفها كتاباً بعنوان البنوك الإسلامية باللغة الانكليزية، بالإضافة إلى إعداد وتخطيط وتنفيذ برنامج تدريبي للمتخرجين من المحاسبين البحرينيين.
لا ترى القعود في فوزها بالتزكية أمراً معيباً، حيث قالت قبل أيام من إعلان فوزها أنا أتمنى أن أفوز بأي حال من الأحوال: من خلال صناديق الاقتراع، أو من خلال التزكية. وقد أكدت أنها ستحرص على إيجاد حلول لمشاكل عديدة أهمها مشكلة البطالة وتوفير فرص العمل للعاطلين، وتوفير الوحدات السكنية للمواطنين.
وبعد التيقن من فوزها بالتزكية، قالت القعود أنا أول سيدة تفوز بمقعد في الانتخابات. هذه لحظة عظيمة لكل سيدات البحرين.. إنه شيء جيد أن تخلق ثقافة وعادات جديدة وأن ترى سيدة تخدم البلاد إلى جانب الرجال.
في جميع الأحوال، ستصبح القعود عضواً برلمانياً بالتزكية، كما وصل مرشحون رجال في انتخابات العام 2002 بالتزكية أيضاً. لكن الفرق أن لطيفة لم تنل المقعد بالساهل، كما يقول أحد المحللين البحرينيين، بل استحقته عن جدارة.
خطوة نوعية بلا أدنى شك. لكنها ليست الاولى لدولة قلّما لفتت الانظار كالبحرين. ففي أعقاب خيبة المرأة في انتخابات العام ,2002 صدر مرسوم ملكي غير مسبوق قضى بتعيين ست نساء في مجلس الشورى الذي يضمّ 40 عضواً، وهو المجلس الأعلى في البرلمان. وبعد عامين، تمّ تعيين أول امرأة في الحكومة البحرينية، الدكتورة ندى حافظ، وزيرة للصحة، تلاها بعام تعيين الدكتورة فاطمة البلوشي وزيرة ثانية للشؤون الاجتماعية.

ديالا شحادة

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...