أغوتا كريستوف: العدمية أقرب الطرق إليّ في الحياة

05-08-2011

أغوتا كريستوف: العدمية أقرب الطرق إليّ في الحياة

كنّا أشرنا، السبت الماضي، على غياب الروائية السويسرية، من أصل مجري، أغوتا كريستوف، التي صاغت، في كتبها، نظرة متفردة، للمنفى والحنين، عبر العديد من رواياتها، التي ترجمت بعضها إلى العربية. نظرة، جعلتها تعرف شهرة واسعة، في العالم لتعد واحدة من أفضل روائيي العالم في الفترة الأخيرة من القرن العشرين. لكن وبالرغم من هذه الشهرة، كانت كريستوفا توقفت عن الكتابة في سني عمرها الأخيرة، حيث بدأت تجد أن لا معنى لأي شيء، هذا الإحساس يتضح عبر هذا الحوار التي كانت أجرته معها "المجلة الأدبية" الفرنسية، عام 1995، والذي يشكل وثيقة حقيقية عن سنوات عمرها الأخيرة، كما عن الكتابة وعن عالمها الذي بنته. ÷ يتشكل كتاباك الأخيران "لا بأس" و"الأميّة"، من نصوص قديمة عدت لتجديها؟ } بالضبط، كانت موجودة بين هذه الصفحات والمخطوطات، المنتهية أم غير المنتهية، التي اشترتها مني "المحفوظات الأدبية السويسرية". تلقيت طلباً من دار نشر إيطالية. لذلك قمت بالبحث في هذه المحفوظات فوجدت هذين النصين. أما الناشر الذي اهتم بأعمالي دائماً، "لوسوي"، فقد قرر أن ينشر النصوص التي تؤلف الكتاب الأول، بينما قامت مارليز بييتري التي تدير منشورات "زويه" في جنيف، فقد نشرت نصوص السيرة الذاتية التي تشكل الكتاب الثاني الذي عرف أصداء قوية حين صدوره في كل من سويسرا وفرنسا، كما سويسرا الألمانية. ÷ نجد بعض مواقف الكتاب الأول التي تستعيدينها في رواياتك اللاحقة: على سبيل المثال، ذاك المشهد في نص "القناة"، حيث رجل يرى طائرة "بوما" في شارع من شوارع مدينته التي كانت تحترق، وهذا ما قرأناه في رواية "الكذبة الثالثة"؟ } هذه النصوص كانت من أوائل النصوص التي كتبتها بالفرنسية. حين كنت في المجر كنت أكتب القصائد. استمريت في ذلك بعيد وصولي إلى سويسرا. وقد نشرت في مجلة أدبية خاصة بالمجريين الذين يعيشون في الخارج. انتهى بي الأمر بالحصول على منحة لمتابعة دروس اللغة الفرنسية للأجانب في جامعة نوشاتيل: لم أكن أعرف لا قراءة الفرنسية ولا كتابتها. على أي حال، بدأت كتابة هذه النصوص بهذه اللغة. في البداية، كان الأمر مجرد لعبة، لأرى إن كان من الممكن القيام بذلك. وهذه النصوص الصغيرة، المتفرقة، القصيرة والطويلة، الواقعية والسوريالية، ما هي إلا نتيجة هذه المحاولات في الكتابة بالفرنسية: في تلك الفترة لم أكن أبدي أهمية كبيرة لها. ÷ في نهاية كتاب "الأميّة"، تقولين إن الكتابة بالفرنسية كانت "تحدي الأمية". هل استمررت يومها بالكتابة باللغتين؟ } لفترة وجيزة. كنت أعيش في محيط حيث يتكلم الجميع الفرنسية، كما كنت أتحدث الفرنسية مع أولادي. إذاً، حين بدأت أكتب عند المساء، كانت اللغة الفرنسية تأتيني بشكل طبيعي. بدأت كتابة المسرحيات، كان ذلك أسهل بالنسبة إليّ: فالحوارات كانت شبيهة بما كنت أسمعه من حديث يدور حولي. لم تكن هناك مقاطع وصفية، فقط يجب وضع اسم أمام كلام كل شخصية. سارت الأمور على ما يرام. قدمت مسرحياتي في بعض المسارح الصغيرة المحيطة بمدينة نوشاتيل، ولاحقاً في الإذاعة السويسرية الناطقة بالفرنسية. ومذاك لا أكتب إلا بالفرنسية. ما زلت أتحدث المجرية، لكني لم أعد أكتبها. وحين بدأت كتابي "الدفتر الكبير" كان الأمر أشبه بمشاهد مسرحية أقوم بوصفها. حياة خاصة ÷ ولكنها مشاهد مسرحية خاصة جداً: كنت تكتبين مشاهد من حياتك الخاصة، للخشبة؟ } هذا صحيح في بداية الأمر، كنت أرغب في كتابة سيرة ذاتية ما، ومن ثم، وتدريجاً، بدأ الأمر بالتحول. بدأت لا بتوصيف ما عشته مع أخي، بل ما رأيناه، ما رويناه لبعضنا البعض، وما كان يجري من حولنا. في نهاية الأمر، لا يمكن القول إني قمت بكتابة سيرة ذاتية. في كتاب "التوأمان" نجد تاريخ عيد مولدي. لكن ليس كل شيء حقيقياً. في الواقع، وعلى سبيل المثال، كان أخي يكبرني بسنة واحدة. وما كتبته يحل بمعنى ما بدل الواقع. في أي حال، إنها شخصيات "مخترعة": ليس علينا أن نبحث عما هو حقيقي أو غير حقيقي. ÷ لقد حوّلت نفسك، في الكتاب، إلى صبي، لماذا؟ } حين بدأت الكتابة، كنت أقول "أخي وأنا" وهذه الأنا كانت عبارة عن فتاة. بيد أن هذه الجملة التي كنت أستعيدها دوماً، "أخي وأنا"، بدت لي جملة ثقيلة لذلك انتهى بي الأمر بأن أقول "نحن". هذه النحن، ظهرت وكأنها تشير إلى صبيين. حقاً، كنت مع أخي، أشبه بتوأمين: كنا معاً طيلة الوقت، ارتكبنا حماقاتنا كلها سوياً. إذاً، هذه النحن – التي عنت توأمين ذكرين، بدت لي كحل، كبديهة. ÷ الطفلان اللذان تقومين بوصفهما، هذا التوأمان العالقان في الحرب، يبدوان قاسيين مع نفسيهما كما مع الآخرين؟ } كانا مجبرين على أن يكونا قاسيين للدفاع عن نفسيهما. ÷ هل كنت هكذا؟ } إلى حدّ ما نعم. ÷ طفلان يتمتعان بنضج كبير: كانا يدهشان الراشدين بالتمارين التي يقومان بها – تمارين التسول والطرش والعمى، الخ. في كتاب "الأميّة"، تشرحين بالقول بأن فكرة هذه التمارين آتية من المسرح؟ } حين بدأت كتابة "الدفتر الكبير"، كنت أعمل في مسرح المركز الثقافي لمدينة نوشاتيل. وكان يتوجب عليّ أن أكتب مسرحية للهواة الذين يتابعون هذه الدروس ولكي أجد شخصيات تناسب كل واحد منهم. كنت أراقبهم في جميع الأوضاع، قبل التمارين وخلالها وبعدها. يبدأون دائماً عبر سلسلة من التمارين. وهذه التمارين ذكرتني بما كنت أقوم به مع أخي حين كنت لا أزال طفلة. بهذه الطريقة بدأت بالتفكير بذكريات الطفولة وبكتابة ما أصبحت عليه رواية "الدفتر الكبير". ÷ خلال طفولتك، كيف جاءت فكرة التمارين هذه؟ } لا أعرف حقا. الأكيدة منه هو أننا كنّا مبدعين تماما. ÷ نادرا ما تحاولين شرح سبب الأشياء. } لا استطيع أن أشرح أكثر. وإن حاولنا ذلك فلن يكون أمرا جيدا. إنها وقائع. الشرح الذي يعطيه التوأمان كاف: يقومان بهذه التمارين كي يتحملا الألم والصقيع والخبث. هذا كل شيء. توقفت عن الكتابة ÷ في "البرهان"، التي تشكل الجزء الثاني من ثلاثيتك الروائية، نجدك تعطين صيغة أخرى للأحداث التي تقدمينها في "الدفتر الكبير"، هل في البداية، قمت بوضع مخطط لهذه الأجزاء الثلاثة؟ } أبداً. لقد حظيت الرواية الأولى بنجاح كبير لدرجة أنها دفعتني إلى أن أبدأ كتابة الجزء الثاني. استمررت بالكتابة حول التوأمين، بينما في البداية، لم يكن هذا أمراً متوقعاً. بعد صدور الرواية الثانية، قلت لنفسي إني انتهيت مع هذه القصة. لكن في الواقع، أبداً، كنت مضطرة إلى أن أكتب كتاباً آخر تجري أحداثه لاحقاً. لقد شاخ التوأمان معي. حين عاد كلاوس إلى المجر هو زمن عودتي أنا لزيارة بلدي. فيما بعد، أحسست بالحاجة للتكلم عن حياتنا حين وصلنا إلى سويسرا. هنا أيضاً، بدلت الكثير من الأشياء: رواية "أمس"، ليست رواية سيرة ذاتية، مع العلم أنها أكثر سيرة ذاتية من جميع رواياتي. أتحدّث فيها عن انتحار أربعة من أصدقائنا، الذين أتوا مثلنا من المجر، لكنهم لم يتحملوا المنفى. ÷ وهل نصوص كتاب "الأميّة" صحيحة كلها؟ } يمكن القول إن هذا صحيح. ليست هناك أي عملية تشويه. بيد أنه لم يكن هناك أي خيار في البداية. كتبت هذه النصوص لمجلة سويسرية ألمانية. في كل شهر كان عليّ أن أقدم صفحة كبيرة، ما يعادل الصفحتين والنصف، لتترجم فيما بعد إلى الألمانية. توجب عليّ أن أجد شيئاً لكتابته وهذا ما خطر في بالي. كنت قد نشرت يومها "البرهان"، وكنت أكتب "الكذبة الثالثة". أخرتني هذه النصوص كثيراً في كتابة روايتي. شكل الأمر ثقلاً ما لأنه أجبرني على تقديم نص كل شهر. ÷ ألم تشعري بأن ذلك سيساعدك على إنجاز الكتاب الذي تعملين عليه؟ } أبداً، على الإطلاق. حدث ذلك بسبب حاجة اقتصادية، هذا كل شيء. كنت دائماً مشغولة بالتفكير بما سأكتبه الشهر المقبل، وهذا ما كان يضايقني ويمنعني من متابعة الرواية. ÷ بعد كتاب "أمس"، توقفت عن النشر. صدرت مسرحياتك العام 1998، ترجمت أعمالك في العالم بأسره، لكن لغاية شهر أيلول الماضي، لم تقدّمي أي شيء جديد. والكتابان اللذان صدرا اليوم، تقولين إن نصوصهما قديمة. ماذا يحصل؟ } منذ سنوات طويلة، توقفت عن الكتابة تقريباً. أحسّ بنوع من التقييد. بدأت بنصوص عدة، لكني أهملتها وحتى أني أرسلتها إلى المحفوظات الوطنية بدون أن أنهيها. في منزلي، لا أحتفظ بأي نص، سوى النص الأخير. لا يزال هنا. أتمنى الانتهاء منه. لكني أمضي أوقاتاً طويلة بدون أن ألمسه، ولهذا لا أمضي به قدماً. ÷ إلى أي صفحة وصلت؟ } مئتا صفحة تقريباً، لكن هذا لا يعني شيئا. إذ لم أنضده. أبدأ دائما بالكتابة بخط اليد، على دفاتر، كما تأتيني الأفكار، بدون أن أرى القواميس، بدون تصحيح، ولا اتبع فيها أي طريقة منهجية. أكتب مقاطع قد تصبح فيما بعد في نصف الكتاب، أو بدايته، أو في نهايته. لا يتشكل الكتاب، إلا في اللحظة التي أطبعه فيها على الآلة الكاتبة، عند الاختيار بين الصيغ العديدة التي علي الاحتفاظ بها، على تحديد تسلسل المشاهد، حينها أبدأ فعلاً بتكوين فكرة عن الكتاب. ألغي الكثير من الأشياء. من هذه الصفحات، المئتين، قد لا يبقى أشياء كثيرة في نهاية الأمر. ÷ لكنك تعرفين مسبقاً ما ستكون عليه القصة؟ } بلى، لكن طريقة الكتابة هي التي تتغير. من سيروي؟ من سيتكلم؟ هذا ما لا اختاره مسبقاً. ÷ من يتكلم، من يكتب: هل يشكل هذا الأمر المشكلة الأكبر في كتبك؟ } أجل، دائماً. ولغاية الآن لم أحظ بالوحي، أي بهذه اللحظة التي تأتي فيها الفكرة، حيث تتتابع الأشياء وتنتظم كي أجد أخيراً ما يناسبني. بالنسبة إلى هذا الكتاب، لم أجد بعد هذه الحالة التي كنت أعرفها حين كتبت الثلاثية. لم أعد أستطيع بشكل أفضل مما كتبته في الماضي. لا يمكن لهذا الكتاب أن يكون أفضل من الآخر. إذا لا ضرورة للتعب. الحاجة إلى الكتابة ÷ غالباً ما تصفين عند شخصياتك – الذي يمارسون الكتابة كلهم – هذه الحاجة الى الكتابة التي تماثل حاجة العيش. ألم يعد الأمر عندك مشابهاً؟ } لا، في بعض الأحيان أعود لأجد هذه الرغبة لأستعيد معها الكتاب بأسره، أعيد قراءة ما كتبته، أضيف إليه بعض الصفحات. لكني غالباً ما أتوقف قبل النهاية بكثير. في الفترة الأخيرة، لم أعد حتى أكتب. ÷ هل هي هذه الحاجة الداخلية التي أصبحت تفتقدينها؟ حين تجلسين إلى مكتبك، هل تقولين: "ما نفع ذلك؟". } هذا هو. كل شيء يشبه بعضه بالنسبة إليّ الآن. حتى الكتابة. لقد عنى لي هذا الأمر كثيراً، لكن ليس الآن. ÷ وكل هذه الأسئلة التي فرضت نفسها في كتبك حول الحقيقة والكذب والحرب والعنف والطفولة، ألم تعد تشغلك؟ } ولا حتى هذه. ÷ هل تشعرك الكتابة بالسأم؟ } أحبّ أن أكتب روايات بوليسية. حاولت ذلك. كتبت فيما مضى مسرحية إذاعية بوليسية، يمكن لها أن تكون نقطة انطلاق رواية. لكني لا أعرف جيداً آلية عمل الشرطة والمحاكم. لا أشعر بالقدرة على كتابة الروايات البوليسية التي أحب قراءتها. ÷ لقد وصلت إذاً إلى هذه الحالة التي وصلت إليها إحدى شخصيات كتبك، التي تقول: "تتلخص السعادة بأشياء قليلة: التنزه في الشوارع، السير في الشوارع، الجلوس من دون أن نشعر بالتعب". } أجل، ما عدا أني لا أمشي أبداً. أعاني من مشكلة في ساقي ولا أخرج أبداً من منزلي إلا حين أكون مضطرة، كي أقوم بالتسوق. ÷ تكتفين إذاً بالتنقل داخل شقتك، حيث تبقين غالباً جالسة، بدون أي هدف. هل تشعرين بالاكتفاء في وضعك هذا؟ } لا أشعر بأي شيء مميز. ÷ هل تكتفين بالحياة؟ } أجل، يكفيني أن أنهض صباحاً. أكتفي بالعيش بأبسط السبل. لم أعد في حاجة الى البحث عن شيء آخر. أكره السفر. لا أحب سوى أولادي. ليست بي أي رغبة في القيام بأي شيء. ÷ لماذا إذا ننهض في الصباح حين يكون كل شيء متساوياً؟ } لأنه ليس من الجميل أن نبقى في السرير، لأننا نرغب في فنجان قهوة. هذا كل شيء. الرغبة في الحياة ÷ هل تشعرين باقترابك من فلسفة ما وأنت هكذا؟ } العدمية. إنها الكلمة التي أشعر بأنها أقرب إلى طريقتي في الحياة. ÷ ومع ذلك تشعرين دوماً بالرغبة في الحياة؟ } لا رغبة لديّ في الموت. أجد أن الحياة قصيرة جداً. لاحقاً، سنموت طيلة الوقت. يمكننا الانتظار حتى مجيء ذلك. ÷ هل تشعرين بأن بعض الكتب تساعدك: نجد مثلاً أن التوراة تلعب دوراً كبيراً في رواية "الدفتر الكبير"، عملياً انه الكتاب الوحيد الذي يملكه التوأمان؟ } التوراة، هو"الكتاب" الكبير. قرأته كثيراً باللغة المجرية. في شبابي، كنت مؤمنة، بروتستانتية. لكن منذ وصولي إلى سويسرا، لم أقرأه. حتى أنه ليس لديّ أي نسخة منه في منزلي. في "الدفتر الكبير"، يجد الأولاد التوراة، يستعملونه كثيراً لأنه لم يكن هناك أي كتاب آخر. ÷ قلت يوماً "أي كتاب ومهما كان حزيناً لا يمكن له أن يكون أحزن من الحياة". هل حياتك حزينة؟ } ثمة الكثير من الرعب، من الحيوات المرعبة، وليس فقط في البلدان التي ينقصها كل شيء. في العالم بأسره، ثمة أناس يولدون مرضى، ثمة أهل يفقدون أطفالهم. لم تكن حياتي تعيسة. كانت طفولتي سعيدة جداً، بالرغم من الحرب. من ثم أحال أطفالي حياتي فرحة. أسوأ شيء في حياتي أزواجي. ÷ لا نجد الكثير من قصص الحب في كتبك؟ } أحب كثيراً الرجال حين لا يكونون أزواجي! لا تستحق قصص الحب أن نكتبها، إنها تافهة. أما الكتب التي عن الحب، والتي أسميها كتب النساء، فهي بدون أهمية. ÷ لكن بخلاف ذلك، يحتل الحلم مكانة كبيرة في كتبك؟ } أحب النوم لأني أعرف بأني سأحلم، ستحملني مواقف لا نعيش مثلها في الحياة الواقعية، سأواجه أشياء رائعة. لكني أيضاً أعرف الكوابيس: كأن أجد نفسي في المدرسة مجدداً أو متزوجة من جديد! ... ÷ في "أمس"، نجد تناوباً بين الحلم والواقع، نكتشفه بين عناوين الفصول. حين تحلم شخصية ما، نجد أن للفصول عناوين. وحين تكون في الواقع، نجد أن الجملة الأولى من كل فصل هي التي تصبح العنوان؟ } كلا، حين يكون هناك عنوان للفصل، معناه أن النص يتوافق مع ما كتبته الشخصية. ÷ حين نكتب، ربما نكون في حالة قريبة من الحلم؟ } هذا صحيح، غالباً ما يكون الأمر مشابهاً: الكتابة تعني أن نترك أنفسنا لتُحمل بشيء يشبه الحلم. والأحلام تعود في المكتوب. ÷ هل تشعرين أحياناً بالغربة في العودة إلى المجر واقعاً لا في الحلم؟ } لا يزال شقيقاي يعيشان هناك وغالباً ما أعود لزيارتهما. حين أكون هناك، ثمة شيء يرنّ في داخلي ويشعرني بالرغبة في البقاء. أحبّ أن أبقى في كوتسيغ، المدينة التي وصفتها في ثلاثيتي، أي تلك المدينة التي سكن فيها التوأمان عند جدتهما. بيد أني أنتبه إلى انه لو عشت هناك، سأكون غريبة من جديد. لذلك أعتقد بأنه من الأفضل أن أبقى في سويسرا.

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...