أطفال ليبيا صارت الحرب لعبتهم

14-12-2011

أطفال ليبيا صارت الحرب لعبتهم

يقابلك في بعض شوارع ليبيا فتيان يتلهون بلعبة الحرب بين الثوار وكتائب القذافي. عادل الكريو (13 عاما) على سبيل المثال تلميذ في الصف السابع، يعي أن «لعبة الحرب المصطنعة» تعكس ما حدث فعليا في ليبيا، إذ يقول «نحن نقلد الثوار، ونصنع السلاح من أنابيب المياه. وقمت بصناعة هذا السلاح بنفسي بعدما قمت بتجميع بقايا الرصاص من الشارع الذي أقطن فيه».طفل ليبي يلعب بسلاح من صنعه. (عن «دويتشي فيليه»)
وعن مجرى أحداث اللعب يقول عادل «نحن نختبئ ونضربهم بالرصاص الذي هو حبات البوشار (الذرة) ثم نذهب الى شارعهم ونداهم العمارة التي يسكنون فيها وبالأمس أمسكنا بـ12 أسيرا منهم وجدناهم يخزنون السلاح في حقيبة نعتبرها مخزن سلاح وهي مليئة بالروائح (قنابل مسيلة للدموع) مع البالونات الممتلئة بالمياه ولا يتم إطلاق الأسرى إلا بعد إرسال رصيد للهاتف المحمول من قبلهم بقيمة 2 دينار، وعند الهجوم نغطي وجوهنا بأقنعة ونظارات شمسية».
ويؤكد عادل أن الآباء والأمهات يحذرون الأبناء من مثل هذه الألعاب العسكرية. فقد أثار ذلك انتباه أولياء الأمــور الذين يخــشون على أبنائهم الوقوع في فخ الألغام ومن تغيير سلوك الأطفال ونفسيتهم. وهم يأملون أن تساهم المدارس ومنظمات المجتمع المدني في تغيير هذا الوضع ونقل الأطفال الى مستقبل أفضل من الفترة البائسة في تاريخ ليبيا حيث تتبعوا أمام التلــفاز الصراعات بين الثوار والكتائب على مدى ثمانية أشهر مما عاد بالسلبية على سلوكيات وعادات وأخلاق الصغار وحــتى الكبار منهم .
ويؤكد أستاذ علم النفس عبد العزيز القوصي أن اللعب وسيلة لإعداد الكائن الحي للعمل الجدي الذي يقوم به في المستقبل. أما الكاتب علي عبد الرحيم صالح، فيقول إن «الألعاب أبعدت أطفالنا عن كل ما هو أنساني وأخلاقي، فأصبحت تبني شخصية الطفل على مشاعر الكراهية والحقد والبغض وممارسة العداء، فقتلت المشاعر تجاه الآخرين».
وقالت المعلمة في المرحلة الثانوية نجاح إن الأطفال في المرحلة الابتدائية والإعدادية يصنعون مجسمات للسلاح ويرسمون لوحات تعبر عن ذلك، فهم يجسدون ما مرت به ليبــيا وما ترسخ في أذهانهم بسبب «سيطرة وسائل الإعلام على حياتنا من نشرات وتغطية ومن رسوم متحركة عن قصص العنف».


(عن «دويتشي فيليه»)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...