أحزابنا

11-12-2010

أحزابنا

لا يمكن لفكر وفلسفة الأحزاب السورية اليوم (المرخصة وغير المرخصة) أن تملأ عقل بطة تعيش في زمن الانترنت، ذلك أن مؤسسيها لم تكن لديهم القدرة على استشراف المستقبل الذي نحياه اليوم.. وعندما نسمع أغاني زعماء هذه الأحزاب (الشرعية وغير الشرعية) نرى أنها مازالت تعزف لحنها القديم على الرغم من تبدل وتغير ألوان الموسيقى السورية.. أحزاب مازالت تدعو لارتداء أزياء فولكلورية في الوقت الذي يرغب فيه الجميع بارتداء الجينز والتيشرت.. فبعد نصف قرن من عمرها نسيت هذه الأحزاب مؤسسيها، في الوقت الذي لم تسمح أو تشجع فيه على ظهور مبشرين جدد من داخلها، فتحولت إلى دور للعجزة لا ترغب الحياة بالدخول إليها.. وهكذا استفرد زعماء العصابات الدينية بالناس حتى أوصلونا إلى جبال تورا بورا وعصور الانحطاط... إذاً ما العمل؟
على غرار المسابقات الأدبية المحلية والعربية، أقترح على أحزابنا السورية الإعلان عن مسابقات آيديولوجية بجوائز مجزية لتجديد أفكار وآليات عمل الحزب بما يتناسب مع روح المجتمع السوري وإيقاع العصر، وإذا لم يأت هذا الاقتراح بفائدة عملية فإنه لن يضرها، بل وقد يربح الحزب إعلاناً جديداً عن حسن نواياه تجاه الأمة، ذلك أن الوطن، أي وطن، لا يمكنه الدخول في دوري الأمم القوية إذا لم يكن لديه أحزاب شابة قادرة على المنافسة واستقطاب الجمهور..
وفي الخاتمة نعطف على المقدمة التي تتحدث عن (آيديولوجية الأحزاب السورية التي لا تملأ عقل بطة) ونذكر بأغنية صباح (أكلك منين يا بطة) التي انتشرت أيام الوحدة السورية - المصرية، ولا ندري فيما إذا كان كاتب كلمات الأغنية، الذي يرمز بالبطة إلى خريطة سورية السياسية، كان يقصد أن الأحزاب السورية المتصارعة آنذاك، والمسترخية اليوم، غير قادرة على إقناع بطة .. الأمر الذي يفسر عدم قدرتها اليوم على الإنتشار أبعد من مقراتها القديمة ومدرائها العجائز..

                                                                                                                                      نبيل صالح


تنويه: في كتابنا "رواية اسمها سورية" الصادر بدمشق 2007 قدمنا حياة وفكر الآباء المؤسسين لحزب البعث والقومي السوري والناصري والشيوعي والإخوان المسلمين من وجهة نظر نقدية .


-  في بنية المصطلح: باحث اجتماعي سوري غير مرخص من قبل هيئة شؤون الأسرة الفضائية، رصد بعض المصطلحات الشامية وخرج بالإكتشافات التالية :
(بيناتنا): للتشويق، وتُستخدم كمفتاح للدس والنميمة. ‏
 (مالك علي يمين):  بداية لكذبة من العيار الثقيل. ‏
   (وحياتك عالغالي):  دعوة مبطنة لقصف عمر المتلقي. ‏
   (بدك الحق ولا ابن عمه):  اعتراضية لتمرير كذبة بالحجم العائلي. ‏
   (إلك ولا للديب):  لتحريض النخوة، وتهيئة المستمع نفسياً لدفع خوة أو دين. ‏
   (يا مرحوم البي):  يجوز استخدامها كموسيقا تصويرية ولزيادة جرعة الإثارة ولاستدرار العواطف. ‏
   (مالك بالطويلة):  فاصل منشط محشور ضمن حكاية أطول من سيرة بني هلال. ‏
   (محسوبك): للمنفخة والاستعراض. ‏
   (انسَ الموضوع):  ضوء أخضر لفضح (المُنمى عليه) عبر جميع وسائل الاتصال المُتاحة. ‏
   (الله يستر عليها):  مقدمة للخوض  في الأعراض.
 ‏ ( سيدي ما علينا): شارة مُعتمدة في ختام مسلسل نميمة من ثلاثين حلقة. ‏
   (مع احترامي إلك): غالباً تدل على استصغارشأنك في نفس المتحدث إليك ‏.
  (اشتهيناك معنا) : تستخدم للنكاية . ‏
  (أنت لسه ما بتعرفني): تستعمل للمداراة على البهدلة وسواد الوجه. ‏
   (ما كذبتلك خبر):  تأكيد على كذبة متوسطة المدى. ‏
  (اعرِف مع مين عم تحكي):  تهديد منتهي الصلاحية لأشباه المسؤولين وأنصاف المدعومين ..

التعليقات

لماذا إذا كانت التشكيلات علمانية فهي (أحزاب) وإن كانت مدنية تستمد قيمها من الدين والثقافة الروحية فهي (عصابات)!! هل نقع في فخ من يريدون من سكان هذاالبلد أن يكونوا توائم سيامية أو نسخ كربونية عن بعضهم؟ يحيى الاختلاف Vive la difference وبالنسبة للأيديولوجيات التي لا تقنع بطة، لا شك أن السيمفونية الأجمل هي التي لم تسمعها بعد! تحية لقلمك الهادر..

تستطيع أن تختلف مع تشكيل علماني في ايديولوجيته أو طروحاته وتكون مصيبا أو مخطئا، ولكنك إن فعلت الشيء ذاته مع تشكيل ديني فإنك لن تنجو من الإرهاب المعنوي كالإتهام بالزندقة والإلحاد و الكفر ...أو في أحسن الأحوال شق عصا الطاعة، تفريق كلمة المؤمنين ، عصيان ولي الأمر...إلخ، أو حتى الإرهاب الجسدي ، فقد يخرج عليك مجاهد من أتباع التشكيل الديني لينفذ فيك مشيئة السماء وهي مشيئة تعلو على كل القوانين وأحكام القضاء ، ويعتبر التشكيل الديني نفسه ذو رخصة حصرية بأحكام السماء هذه والأقدر على تفسيرها ونقلها إلى حيز الواقع، بل إن نقلها هذا يعتبر واجبا أكيدا و التملص من تأديته يوجب عقاب الإله. أتفق مع نبيل صالح في أن تصفيه الأحزاب جميعا بما فيها الحزب الواحد أو الوحيد بالأحرى أدى إلى العودة إلى اصطفافات عشائرية مذهبية بغيضة

بصراحة يا أستاذ نبيل نحن بسوريا لانحتاج أحزاب وياليت ما يبقى أي أحزاب لادينية ولادنيوية بل نبني دولة محترمة شعارها احترام المواطن ويقودها إلى الأبد العلم والقانون وعدو هذه الدولة هو الفساد والمفسدين أينما وجدوا وأهدافها تحرير عقل المواطن الأنسان من كل ما يخل بإنسانيته ووطنيته بعض الأسئلة لكل الأحزاب الحالية والقديمة والقادمة : لماذا المشافي في بلدنا تجلب الأمراض لماذا المدارس والجامعات تنشئ أجيال من العاطلين عن العمل والتنابل لماذا يعيش ويعشش الظلم والفساد في قصر العدل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...