«السنـاسـل» الحجـريـة: سـلاح الأجـداد لصـدّ الاستيطـان

13-06-2012

«السنـاسـل» الحجـريـة: سـلاح الأجـداد لصـدّ الاستيطـان

يؤكد الفلسطيني عامر دحابرة ان اهتمامه بأرضه في قرية عين يبرود، شمالي رام الله في الضفة الغربية، وتسويرها بالحجارة على الطريقة التي عرفها أجداده منذ القدم، هي أفضل طريقة لحمايتها من الاستيطان.
ويعمل دحابرة، البالغ من العمر ستين عاماً، منذ أربع سنوات على إحاطة أرضه بهذه الأسوار الحجرية التي تعرف باسم «السناسل»، والتي يرصها بعضها فوق بعض مستخدماً حجارة قديمة جلبها من الجبال المحيطة.
ويقول دحابرة «السناسل إرث من أجدادنا، كانوا يبنونها لحماية الأرض، وأعتقد انه آن الأوان لكل فلسطيني ان يهتم ببناء السناسل لحماية أرضه، لأنها الحل الأمثل».
وتناهز مساحة الأرض التي يملكها دحابرة ثمانية دونمات وتقع في قرية عين يبرود، الواقعة ضمن نطاق المنطقة «ج»، التي تعتبر وفق اتفاقات أوسلو خاضعة للسيطرة الإسرائيلية، ولا يسمح بالبناء فيها إلا وفق القوانين والشروط الإسرائيلية الصارمة.
ويوضح مسؤول في وزارة شؤون الجدار والاستيطان الفلسطينية أن الإدارة المدنية الإسرائيلية أصدرت أخيراً «تعليمات جديدة لمنع الفلسطينيين من استصلاح أراضيهم الواقعة في المنطقة (ج) وتنميتها».
ويؤكد دحابرة أن «إسرائيل تمنع البناء في هذه المنطقة، ولو سمح لي بذلك لقمت منذ اليوم ببناء بيت لي فيها». ويضيف «لأجل حمايتها من المصادرة والاستيطان، أقوم منذ أربع سنوات بالاعتناء بها بهذا الشكل. انظر إليها، ألا تعتقد أنها جميلة؟».
زرع دحابرة داخل أرضه المسورة بـ«السناسل»، فاكهة المشمش والعنب والخوخ والكوسا، وقام بترميم قنطرة قديمة فيها كانت تستخدم لإيواء حارس الأرض.
ويتابع دحابرة «إسرائيل تمنعنا حتى من استخدام الإسمنت، ولذلك استخدمت الحجارة القديمة». ويؤمن ابن رام الله، الذي أمضى عشر سنوات في الولايات المتحدة، أن الاعتناء بالأرض بهذه الطريقة تحميها من المصادرة، ويقول «لو قام كل فلسطيني بتسوير أرضه بهذا الشكل لربما حمينا أرضنا من الاستيطان». لا يمر عمل دحابرة من دون مضايقات من قبل المستوطنين في مستوطنة «عوفرا» القريبة، الذين يعملون على تخويفه عبر إطلاق النار في الهواء بالقرب منه. وعن ذلك يقول «لم ارتعب ولم اخف بل واصلت العمل في ارضي، لأنني اشعر أن وجودي فيها، والعمل على إصلاحها، هو الطريقة الوحيدة لحمايتها».
في الجهة المقابلة لأرض دحابرة، يعمل نادر الطاهر بالمثل على تسوير حوالي تسعة دونمات بالسناسل، ويأتيها يومياً لري المزروعات من بئر حفرت فيها. ويعمل نادر وكيلاً لصاحب تلك الارض الذي يعيش في الولايات المتحدة. ويشرح انه لا يمكن المغامرة ببناء بيت في المنطقة «ج»، «فهناك صديق لصاحب الارض بنى بيتاً في المنطقة وقامت إسرائيل بهدمه... لا يريد أصحاب الارض الدخول في إشكاليات قانونية، لقد صرفوا مبالغ طائلة للاهتمام بها».
أما عبدالله عبدالله، الذي يعمل مستشاراً لدى وزارة شؤون الجدار ومواجهة الاستيطان الفلسطينية، فيقول إن «الإدارة المدنية الإسرائيلية أصدرت مؤخراً قوانين وتعليمات لتقييد استصلاح الأراضي... وبعد التوجه الأوروبي الأخير لدعم عمليات التنمية الفلسطينية في المناطق (ج) حاولت إسرائيل من خلال الادارة المدنية الاسرائيلية وضع قيود لإعاقة اي عمل تنموي لاستصلاح الاراضي، من ضمنها منع استخدام الاسمنت الا بتراخيص، وفرض رسوم لم تكن لا في عهد الانتداب البريطاني ولا تحت الوصاية الاردنية».
ويتابع عبدالله إن «اصحاب الاراضي يستخدمون السناسل للالتفاف على القيود الاسرائيلية، كما ان تكلفة الحجارة في عملية التسوير والجدران قد تكون اقل، ما يساعدهم على استصلاح ارضهم».

المصدر: أ ف ب

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...