«اسمي محمد»: الهوية الدينية في الزمن الصعب

25-03-2010

«اسمي محمد»: الهوية الدينية في الزمن الصعب

باستثناء شاب واحد فقط، بدت صورة المجموعة التي ظهرت في الحلقة التسجيلية «اسمي محمد» على قناة «بي بي سي» الأولى قبل أيام، إيـجابـيـة. فـالحلقــة التـي انـطلقـت مـن اسم «محمد» الذي يحمله عـدد كبـيـر من المسلمين، ومنهم البريطانيون التـسعة الذين ظهروا في الحلقة، انتهت بخلاصة مفادها أن المجموعة التي تعيش في الجزيرة البريطانية، مختلفة ومميزة، وكل ما يحتاجه المشاهد، هو الاستماع الى التجارب الإنسانيـة لهؤلاء، ومنهم سيدة من أصــل بــاكستــانــي اسمها الأول محمد، وللإحاطة بالموضوع، استهلت الحلقة، ببعض الحقائــق عن اسم محمد. فهو الأول في قائمة المواليد الجدد في بعض المناطق البريطانية التي يكثر فيها المسلمون. والاسم أيضاً هو أحد الأسماء الشائعة جداً بين مسلمي بريطانيا الذين يبلغ عددهم نحو مليونين ونصف مليون في بريطانيا.

لكن حمل الاسم في بريطانيا، لم يكن أمراً سهلاً دائماً، خصوصاً بعد تفجيرات نيويورك عام 2001 وتفجيرات لندن عام 2005. فالطيار المسلم من أصل آسيوي الذي كان من ضمن مجموعة «محمد» البريطانية، تحدث عن قائمة المطلوبين في انفجارات نيويورك، واسم محمد الذي حمله معظمهم، وكيف عقد هذا الأمر عمله، وتنقله في مطارات العالم.

وإذا كان معظم من يحمل اسم محمد، لم يختر الاسم بنفسه، بل منح له وقت ولادته، فهناك من فكر كثيراً بالاسم الذي يناسب حياته الجديدة، والمقصود هنا، أولئك الذين اختاروا الدين الإسلامي كدين جديد لهم، وأفردت لهم الحلقة مساحة كبيرة. فمن الذين تحدثوا، بريطاني كان يعمل في المملكة العربية السعودية، تحول الى الدين الإسلامي، بعد تجربة الاستماع الى القرآن، الذي لم يفهمه، ومع هذا كان دوماً «يملأ عينيه بالدموع» في كل مرة يستمع إليه من الجوامع القريبة من بيته السعودي. هذا المسلم الجديد، كشف في مصارحة مؤثرة، عن انقطاع علاقته بأخيه الذي لم يتقبل تماماً التغيير الروحي والشكلي الذي حدث له.

اختيار اسم محمد، كان مفاجأة للذين يعرفون البريطاني الآخر، الحليق الرأس، الذي تحدث أيضاً في الحلقة. فهذا الرجل الآتي من خلفية يمينية فكرية، اختار الاسم الذي يرمز الى المجموعة التي كان يعاديها، وعندما انعطفت حياته تلك الانعطافة الكبيرة، قرر أن يتحول الى الإسلام، ويغير نمط حياته بالكامل.

عموماً ركزت أحاديث المسلمين الذين يعيشون في بريطانيا والآتين من أصول أخرى على أزمة الهوية. فهم بريطانيون في القلب، لكن البلد الذي يحبون ولا يعرفون سواه، يدير أحياناً ظهره لهم. ذلك أن قصة مثل قصة الكاتبة شهلينة جان محمد مثال قاسٍ عن الأمان والتوازن الذي كان يعيشه الكثير من مسلمي بريطانيا قبل الحوادث الإرهابية الأخيرة. فالكاتبة التي كادت تفقد أخاها في تفجيرات القطارات في السابع من تموز (يوليو) عام 2005، عانت من نظرات بعض البريطانيين المحرجة الى لباسها الإسلامي.

واحد فقط من ضمن المجموعة، اعتبر إن بريطانيا يجب أن تسلك الطريق الذي لم تسلكه دول إسلامية، وتسير على الشريعة الإسلامية المتشددة، وتفرض الحجاب، وتغلق الحانات. لكن هذا مر سريعاً ومن دون أن يؤثر كثيراً على قصص المجموعة المعبرة الأخرى، والتي أكدت جو التسامح العام في بريطانيا.

محمد موسى

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...