1,6 مليون طفل فرنسي مع أب جديد وأم ثانية

10-09-2006

1,6 مليون طفل فرنسي مع أب جديد وأم ثانية

هل بات الطلاق اليوم "على الموضة"؟ سؤال يطرح بقوة بعدما صار الازواج لا "يتطايقون" طويلاً، فينفصلون باكراً "لأن ذلك أفضل للأولاد، بل هو في مصلحتهم". وعندما تسوء الأمور، يفترق الزوجان. وعندما يجد كلّ منهما "الحبّ الجديد"، يكون على الولد أن يتأقلم مع الواقع الجديد، لأنه سيصبح "الابن لأحد الزوجين". والنتيجة: 1,6 مليون طفل فرنسي مع أب "جديد" أو أم "ثانية" (بحسب تحقيق لشركة INSEE الاحصائية نشر في مجلة "في أس دي"). وعلى هذا الأب أو تلك الأم أن تعامل الولد وتحبه على أنه ابنها من غير أن تحتلّ مكانة الأب أو الأم الحقيقية. وهذه المسألة ليست سهلة رغم أن عدداً كبيراً من هذه العائلات المكونة حديثاً تتمنى أن يشكل أعضاؤها "قبيلة" مثالية يسيطر عليها الحب والفرح والتآلف. لكن الأمر غالباً ما لا يجري كما في المسلسلات التلفزيونية، حيث يتلاقى الجميع ويتحابون ويعيشون سعداء حتى النهاية.
في الواقع، عادة ما يكون الأولاد متحمسين في البداية عندما يشعرون بفرح أمهم أو والدهم. الا أن الأمور تبدأ بالتأزم عندما ينتقل "الحبيب الجديد" للعيش مع الشريك وأولاده تحت سقف واحد، لأنه بذلك يقتحم "مملكتهم". ويسوء الوضع خصوصاً عندما يكون هذا الحبيب سبب افتراق الوالدين الحقيقيين، اذذاك ينحاز الولد غريزياً الى الأب أو الأم "الضحية"، ولا سيما في حالة الطلاق الحديث، اذ يحتاج الولد الى وقت طويل ليتقبل فكرة طلاق والديه. وكلما مرّ زمن على الطلاق، أو كلما عاش أحد الوالدين فترة وحدة أطول، تكون "إعادة تركيب" العائلة أقوى وأمتن، والأهم أنها تكون أسهل على الطفل ليتقبلها. وكذلك يكون الأمر أسهل اذا كان الاولاد لا يزالون صغاراً في فترة المراهقة، يكون "الحبيب الجديد" الضحية المثلى لطباع المراهق "الهجومية".
وتختلف ردود الفعل عند الأولاد حيال "الغريب" الجديد. فمنهم من يتأقلم مع الوضع المستجد، ومنهم من لا يطيقه أو يتحمله، لكنه يخفي هذا الشعور خشية أن يجرح مشاعر والده الحقيقي، ومنهم على العكس من يبرزون مشاعر الغيرة أو الازدراء أو العدوانية. ويشرح علماء النفس هذه العدوانية على أنها أسلوب الولد للتعبير عن انتمائه الى أمه أو والده الحقيقي، لأن اقامة علاقة جيدة مع "الآخر" تشكل في رأيه نوعاً من الخيانة.
ولكن هل من "وصفة" للتوصل الى علاقة ودية بين الطرفين؟ يتفق الاختصاصيون في شؤون الأسرة على أمر مهم هو ألا يحاول "الغريب" أن يحل محل "الحقيقي" في طريقة التربية أو في دفق المشاعر. ويفضل منذ البداية الاتفاق على أسس عامة لحياة مشتركة. ثم، على هذا "الغريب" أن يتقبل أن الأولاد قد لا يرغبون في اللجوء اليه أو التودد له لأنه بالنسبة اليهم هو "غريب" فعلاً. والأهم، ألا يحاول ممارسة "ملهاة" الحب لأن الأولاد يشعرون بأنه يكذب وبذا يفقدون كل ثقة محتملة به. وما يسبق كل ذلك، وللتوصل الى "اعادة تكوين" عائلة ناجحة، يجب أن يشعر الولد بأن العلاقة التي تربط بين أحد والديه مع الانسان الجديد قوية ومتينة. لذا على الثنائي قبل ان يقحما الاولاد بينهما، ان يخصصا جلّ وقتهما لتمتين العلاقة بينهما الى ان يتأكدا من موقعهما معاً في زواج وثيق وثابت.

المصدر: النهار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...