الإنترنـت فـي مسلسـل!

11-06-2009

الإنترنـت فـي مسلسـل!

من المسلَّم به أنّ خدمة الإنترنت في سوريا ما تزال بدائيّة، لا تلبّي الحدّ الأدنى من مستلزمات مستخدميها، تكثر الدعوات إلى تحسينها بما يتلاءم مع متطلّبات المرحلة، وهذا ما تحاول بعض المسلسلات الدراميّة السوريّة التطرّق إليه، رغم تملّصها من محاكاة الواقع، هذا الذي يحظَّر عليها الاقتراب منه إلاّ في حالات الحبّ وتداعياته وتجلّياته، سوابقه ولواحقه. رغم ذلك فإنّ بعض المسلسلات تستفيد من هذه الخدمة بإدراج بعض المشاهد الخاصّة بها، على سبيل إثراء العمل، وزعم «وهم» المواكبة والتطوّر.. لكنّ ما يبعدها عن الغاية المنشودة، هو عدم أمانتها في نقل الصورة الكائنة، ثمّ حتّى إن تكفّلت بنقل الواقع المزري للإنترنت، فإنّ ذلك يكون مشوباً بخلل يتغلّفها، من ذلك مثلاً، أحد المشاهد في مسلسل «طوق الياسمين»، الذي تعرضه قناة دبي الساعة الواحدة ظهراً بتوقيت بيروت، كان المشهد بين الفنّانتين سلافا معمار التي تلعب في المسلسل دور «ياسمين»، ونادين تحسين بيك. إذ كانت سلاف معمار جالسة مع صديقتها، والكمبيوتر المحمول في حضنها تدردش مع أحدهم/ إحداهنّ على الإنترنت، عبر أحد برامج الدردشة الكثيرة. حتّى هذه اللحظة بقي المشهد طبيعيّاً، ثم بدأت الممثلة تتأفّف وتعلن أنّ الخطّ انقطع، ثمّ توقف تشغيل المحمول، وتضعه جانباً، ليبدو المحمول منقطعاً عن كلّ سلك، يفترض أنّه كان متّصلاً عن طريقه بالشبكة الخاصة، كما لم يظهر الجهاز الخاص بتشغيل الإنترنت اللاسلكيّ الذي ما يزال في بداياته في سوريا. أي أنّه بدا مشهداً لتزجية بعض الوقت فقط، ولإظهار الشخصيّات منهمّة بالتكنولوجيا، واستحضار أحدث وسائل الاتّصالات وإقحامها في المسلسل من دون أن تكون هناك أيّة حاجة إليها، سوى إيهام عقول المشاهدين، على طريقة الدراما التركيّة التي تحترف هذا الصنيع..
قد يعبّر الاستياء البادي على قسمات وجه الفنّانة معمار أثناء افتراض انقطاع الخطّ عن بعض الأسى المَعيش جرّاء سوء خدمة الأنترنت المتأخرة، لكنّ الاستياء الذي يخلّفه المشهد عند بعض المتابعين الذين سيشعرون باستخفاف المخرج بهم سيكون أكثر جلاءً. ألا يدعو هذا إلى تحسين الخدمتين معاً؟

هيثم حسين

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...