داعية سعودي: الصوفية ليست عاراً

25-06-2006

داعية سعودي: الصوفية ليست عاراً

قال الداعية السعودي عبد الله فدعق إن المذاهب الفقهية الاربعة في السعودية تكاد تختفي حتى "المذهب الحنبلي الموجود منه غالباً رأي واحد"، وأرجع السبب في ذلك الي "عدم إعطائها الفرصة في الخدمة والبروز وإثبات وجودها"

وعبر فدعق عن دهشته من أن يقول البعض على نفسه إنه "محمدي المذهب" لأنه ذلك "يعني ضمنا أن بقية المذاهب ليست محمدية ، والحقيقة أن جميع المذاهب مستقاة من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ولا يلغيها إلا من وصل إلى مرتبة الاجتهاد أو أراد أن يوصل للأمة مذهباً جديداً ".

وأكد الداعية الإسلامي في حوار نشر بصحيفة عكاظ أن خلاف الصوفية مع السلفية شكلي وليس جوهريا وأن وجود المذهب الشيعي والإسماعيلي والزيدي هو دليل عافية وطريق لإعمال الفكر السليم.ويرى أن مما يؤسف له أن البعض يرى أن الصوفية عار ويفسرها على غير ما كانت عليه مع أن التصوف هو تطبيق عملي للإحسان الركن الهام من أركان الدين.

وقال إن الخلاف بين السلفيين والمتصوفة هو أمر شكلي حول قضية التوسل "  فمن قال اللهم إني أتوسل إليك بنبيك ما قالها إلا لأنه متعبد ربه بعمل مقدس وهو حبه صلى الله عليه وسلم ، والأدلة والشواهد كثيرة جدا على مسائل التوسل ، فقد روى البخاري أن سيدنا أبا هريرة شكا للنبي صلى الله عليه وسلم النسيان مع أن المذكر  هو الله تعالى ولم ينهرهولبس القميص الذي دعا له فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم" .

وتابع قائلا " وفي البخاري أيضا أن أعرابياً طلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم الدعاء بنزول المطر و أجابه ، وليس الأمر مبنيا على حياة الوسيلة أو موتها ، لأن الحي لا يمكنه فعل أمر  من الأمور استقلالاً بذاته ، ومن قال بخلاف ذلك أشرك ، يا أخي الناس الآن يتوسطون عند الفضلاء بتوسلهم بالموتى ، فيذهب أحدهم لفلان ويقول له أنا ابن صديقك فلان رحمه الله ، وحاجتي عندك كذا وكذا ".

وبسؤاله حول رؤيته للمذهب الشيعي أوالإسماعيلي أوالزيدي قال " وجود هذه المذاهب دليل عافية وطريق لإعمال الفكر السليم وبالتأكيد لدينا اختلافات في العقيدة لكننا في الفقه لا نختلف مطلقاً لأن الفقه هو الاستنباط والكل يشتركون في هذا الحق ومطلوب أن يبقى كل صاحب مذهب على مذهبه وأن يتوقف صاحب المذهب عن دعوة غيره إلى مذهبه".

وحول لباس المرأة ، قال إن عفاف المرأة لابد أن يشتمل على حيائها واستقامتها ، وأوضح " أما تغطية الوجه فبغض النظر عن قناعاتي أقول للإنصاف إن هناك خلافا فقهيا قديما جداً في هذه  المسألة ، هناك من يرى أن الحجاب يعني النقاب وغطاء الوجه ، وهناك من يراه في تغطية الشعر ولا يلزمها بغطاء الوجه و يجعل الأمر محددا بوضعها للزينة على وجهها ، أو إذا كانت تثير الفتنة . و المصيبة الكبرى أن نقول إن هذا الرأي يصلح لمن هم داخل البلاد  لا خارجها أو العكس ، وكأن الدين الإسلامي في هذه المسألة فيه جزء محلي وآخر دولي "

 

أما الكرامات التي يتحدث عنها المتصوفة ، فقال عنها " المذهب الصحيح في الكرامات هو أن ما صح أن يكون معجزة لنبي صح أن يكون كرامة لولي ، والصالحون لا يفرحون بها و لا ينتظرونها ، وحياتهم مبنية على الخوف من الله والرجاء منه في قبول أعمالهم ، ودائما يقولون الاستقامة خير من ألف كرامة ".

ودافع عن الصوفية قائلا " الصوفية هي دعوى و أدعياؤها كثيرون جدا ًوقد دخل فيها ما ليس منها ، و هناك   ما يدخل في الشيء و هو ليس منه ، فقطع رأس الذمي الذي ذكرته سابقاً و وضعه في ثلاجة مثلاً حدث باسم الإسلام  و الدين لا يقره ، و الصوفية التي أعرفها هي التزكية و هي طريق علاج أمرض القلوب  و أكرر أنها التطبيق العملي لمدرسة الإحسان الذي يعتبر الركن الثالث من أركان الدين الأربعة الإسلام والإيمان والإحسان وعلامات القيامة كما جاءت في حديث سيدنا جبريل المشهور  ، والإحسان هو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فأنه يراك  و بحمد الله الآن يدرس علم التزكية في معهد الحرم المكي الشريف ".

وتابع قائلا " دائما مشكلتنا تكمن في  المسميات كالقانون أو الأنظمة ، والصوفية ليست مذهبا فقهيا والصوفية ليست عارا  بل هي شرف وأي شرف فهي خليط من عدم الرياء وعدم العجب و حب التواضع والإحسان إلى الناس والمحافظة على أعمال الشريعة هذه هي الصوفية التي أعرفها ولا أعرف غيرها ".

جدير بالذكر أن عبد الله فدعق الذي وولد ونشأ وتعلم بمكة المكرمة هو عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ، وصاحب (جلسة السيد الفدعق العلمية) التي أسسها بمكة المكرمة جده الشيخ حسن فدعق إمام الشافعية بالمسجد الحرام ـ رحمه الله تعالى ـ عام 1342
وهو ينهي حالياً التحضير لنيل درجة الدكتوراه في القانون الإسلامي ، كما أنه عضو المجلس الأعلى لمركز دراسات مقاصد الشريعة الإسلامية التابع  لمؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، كذا مجلس الخبراء.و شارك في اللقاء الوطني الرابع للحوار الفكري بالمملكة العربية السعودية، عام 1425 هـ .

ومن مؤلفات الداعية السعودي :فوائد وفرائد ورسائل متنوعة في مقاصد الشريعة الإسلامية وحجة الحجة : ( تحت الإعداد ) ، والمعلم الكامل صلى الله عليه وآله وسلم ، ( تحت الطبع ) .

 

 

المصدر: العربية

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...