استنكار شعبي إثر إقدام «النصرة» على إعدام قضاة معتقلين في إدلب

29-06-2015

استنكار شعبي إثر إقدام «النصرة» على إعدام قضاة معتقلين في إدلب

تتصاعد التطورات الأمنية في إدلب جراء الممارسات التعسفية للمجموعات المسلحة الإسلامية بحق السكان وخصوصاً التعديات التي لا تكف جبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة في سورية، عن القيام بها بذرائع شتى دفعت بالأهالي إلى الخروج بتظاهرات وتقديم الشهداء ضريبة لمواقفهم ضدها.
ولم تتوقف مدينة سلقين (30 كيلو متراً شمال غرب إدلب) عن تنظيم التظاهرات خلال أكثر من عام ونصف العام من سيطرة «النصرة» عليها لكن ما حدث أمس يتعدى حدود التظاهرات إلى ما يمكن تسميته انتفاضة حقيقية في وجه ذراع «القاعدة» الذي يقود ما يسمى «جيش الفتح» ومقدرات المدينة ويتدخل في كل شاردة وواردة في حياة السكان.
وأوضحت مصادر أهلية من سلقين، أن تظاهرات حاشدة انطلقت في جميع أحياء المدينة الحدودية مع تركيا على خلفية إرغام عناصر من «النصرة» أصحاب المحال التجارية على إغلاق محالهم التجارية من دون عذر موجب، الأمر الذي تطور إلى اشتباكات مع المدنيين العزل سقط خلالها شهداء وجرحى برصاص عناصر «النصرة» لم تتوافر حصيلة نهائية عن عددهم.
وعلى الفور خرجت تظاهرات حاشدة منددة بانتهاكات وجرائم مقاتلي «النصرة» وقياداتها تخللها إطلاق نار كثيف على المتظاهرين وحملة اعتقالات طالت عشرات الأهالي نساءً ورجالاً وحتى الأطفال لم يسلموا من القمع والاعتقال، ما دفع إلى مزيد من التصعيد ورد الفعل ضد النصرة التي أدركت أن وجودها ولأول مرة مهدد في أهم معاقلها.
«لا نريد لهؤلاء المجرمين من غير السوريين أن يتحكموا بحياتنا وعاداتنا وعقائدنا وأن يفرضوا طريقة عيشهم ووجهة نظرهم للدين الحنيف علينا نحن الذين عشنا بيمن وأمان في كنف الدولة السورية ولم نتعرض لأي نوع من المضايقات من قبل بل العكس كان أبناء مدينتنا مدللين يشغلون أهم المناصب الحكومية بما فيها الوزارات، أما اليوم فنعاني من القمع المفرط والضغوط الحياتية لم نكن نسمع بها من هؤلاء الغرباء عن أرضنا وتقاليدنا وعقيدتنا»، وفق قول أحد السكان.
وسبق لأهالي سلقين ولمعظم قرى وبلدات ومدن إدلب أن خرجوا بتظاهرات على «جبهة النصرة» وباقي المجموعات المسلحة، ومنها ما اقتصر على النساء اللواتي نزعن الخوف من نفوسهن ووقفن بقوة وحزم في وجه الطغيان والتكبر.
من جهة ثانية، نقل موقع الدرر الشامية المعارض عن مصادر إعلامية محلية بأن مجموعة «جند الأقصى» المنضوية ضمن غرفة عمليات «جيش الفتح» قامت، يوم أمس بإعدام ثلاثة قضاة تم اعتقالهم من «جيش الفتح» خلال الهجوم على مدينة إدلب.
وأشارت المصادر إلى أن الإعدامات أثارت استنكارًا شعبيًّا في مدينة إدلب وريفها؛ حيث طالب أهالي عدد من القرى محاكمة المنفذين محاكمة قضائية وشرعية بتهمة خرق ميثاق «جيش الفتح»، الذي ينص على العودة لـ«الهيئة الشرعية المشتركة» قبل تنفيذ أحكام الإعدام. ويُذكر أن جند الأقصى انضمت إلى باقي المجموعات المسلحة تحت راية «جيش الفتح» في الهجوم على مدينة إدلب وريفها.

المصدر: الوطن

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...