"يعبرون الجسر".. الحكاية الكاملة للعبور

26-05-2015

"يعبرون الجسر".. الحكاية الكاملة للعبور

أربعة أيام مضت على انسحاب الجيش العربي السوري وبرفقته عشرات المدنيين الذين كانوا محاصرين معه في مستشفى جسر الشغور الوطني غرب ادلب بعد شهر من الحصار الخانق الذي نجحوا في كسره قبل أن يتمكّن المسلحون من تنفيذ مخطّطهم بتفجير نفقٍ تحت المشفى كانوا قد انتهوا من حفره.

ووصل إلى مناطق سيطرة الجيش العربي السوري في بلدتي الكفير وفريكة جنوب شرق جسر الشغور أكثر من 125 جنديا وعدد غير معروف من المدنيين بينهم أطفال بعد مسير طويل عبر طريق محفوف بالمخاطر والكمائن التي نصبها المسلحون.

وروى عدد من المحررين عن المخاطر التي واجهتهم على طريق العودة، وقال احد الجنود من الذين وصلوا في الدفعة الأولى برفقة العقيد محمود صبحة قائد حامية المستشفى ان اشتباكات عنيفة دارت بينهم وبين المسلحين حيث استشهد عدد من رفاقه خلال الاشتباكات.

وأضاف ان عملية الخروج كانت في إطار خطة طارئة تضمنت خروج المحاصرين عبر عدة مجموعات يتوسطها مجموعة تقل الجرحى واخرى ترافق المدنيين بتغطية مكثفة من سلاحي الجو والمدفعية اللذان لم يتوقفا عن استهداف الأحراش والمناطق التي يتمركز فيها المسلحون.

وأشار الجندي في الجيش العربي السوري إلى ان السلاح الوحيد الذي استخدموه لتأمين عملية الانسحاب هو البندقية في وقت استخدم فيه المسلحون كافة الآليات الثقيلة والقذائف والصواريخ لاستهداف المجموعات المنسحبة لمنع وصولها إلى المناطق الصديقة.

ووصلت المجموعة الاولى المؤلفة من 17 جندي وعلى رأسهم العقيد صبحة مساء يوم الجمعة بعد مسير استمر اكثر من 17 ساعة لم تتوقف فيه الاشتباكات مع المسلحين الذين تكبدوا خسائر كبيرة برصاص الجيش السوري.

ووصلت بعدها بساعات مجموعة اخرى مؤلفة من 45 عنصرا بينهم عدد من المدنيين أطلقت الرصاص الخطاط للقوات الصديقة لترد هي الاخرى بإطلاق الرصاص الخطاط في السماء للإشارة إلى مواقعها.

وقال جندي آخر من الواصلين أن المعارك العنيفة التي وقعت على طول الطريق أدت إلى تفرق المجموعات بين الجبال والأراضي الزراعية ومنهم من ضل طريقه ومنهم من استشهد.

وكانت في انتظار القوات المنسحبة والمدنيين حشود من المدنيين والعسكريين على طول الطريق بدءا من بلدة " جورين " وحتى بلدة " عين سليمو " شمال غرب حماة للقاء الناجين والتعرف عليهم فمنهم من التقى ابنه ومنهم من انهار بالبكاء بعد التأكد من استشهاد من كانوا في انتظاره على الطريق.

وكان من بين الواصلين فتاتان احداهن فقدت والديها الذين استشهدا على الطريق برصاص المسلحين والاخرى لا تعرف شيئا عن عائلتها ليقوم عناصر الجيش بمرافقتهما وحمايتهما حتى الوصول إلى بر الأمان.

وروت الفتاتان عن مخاطر الطريق ورؤيتهما لعدد من جثث الشهداء الذين ارتقوا خلال عملية الانسحاب إلى أن أصابت رصاصات القناصة والدي إحداهن ليفارقا الحياة على الفور بينما لا تعرف الاخرى مصير عائلتها.

واستمر وصول العناصر المنسحبة والمدنيين على شكل أفراد حتى مساء يوم الأحد لتبلغ الحصيلة غير النهائية بحسب مصدر طبي في المشفى الميداني بسهل الغاب أكثر من 125 جنديا وعدد من العائلات والأطفال بينما مايزال مصير العشرات مجهولا.

وقال مصدر عسكري ان عملية انسحاب القوات والمدنيين المحاصرين في مستشفى جسر الشغور بالغة في الصعوبة ومعقدة لمعرفة الجميع بالمخاطر التي ستواجههم على الطريق إلا أنه لم يكن هناك أي خيار بعد تجهيز المسلحين لنفق يستعدون لتفجيره بالمستشفى بعد فشل عشرات المحاولات لاقتحامه إلى جانب السيارات المفخخة.

وأشار المصدر إلى ان قضية المستشفى أثرت على سير المعارك على جبهتي جسر الشغور وادلب حيث كان محور الاهتمام هو فك الحصار الذي كان يتطلب مزيدا من الوقت نتيجة الطبيعة الجغرافية للمنطقة التي كانت تساعد المسلحين المتمركزين في الجبال المطلة على مدينة جسر الشغور.

وأضاف المصدر ان عملية انسحاب القوات من المستشفى تفتح المجال لاستئناف العمليات العسكرية التي بدأت أولى خطواتها بإعادة حشد القوات على جبهتي أريحا وسهل الغاب.

المصدر: الخبر

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...