علماء الفلك يكتشفون ثقباً أسود عملاقاً

27-02-2015

علماء الفلك يكتشفون ثقباً أسود عملاقاً

قال علماء فلك، أمس، إنهم اكتشفوا ثقباً أسود هائلاً يعادل حجم الشمس 12 مليار مرة، وسط كتلة نجمية متوهجة تكونت في الأزمنة السحيقة من نشأة الكون.
ويدحض هذا الاكتشاف نظريات راسخة حالية، تقول بأن الثقوب السوداء والمجرات التي توجد بها تتمدد بإيقاع نسبي على مر العصور.
وتوجد الثقوب السوداء وسط أجرام كونية نائية، تسمى النجوم الفلكية (كوازارات). وهذه الثقوب عبارة عن حيز في الفضاء به مادة مكثفة للغاية لا تسمح حتى للضوء، بسرعته المطلقة، بالنفاذ من خلالها وتفادي جاذبيتها. ويجري رصد الثقوب السوداء من خلال الآثار الناجمة عنها على المجرات القريبة والنجوم والغبار الكوني.
وقال برام فينيمانز، الذي يعمل لدى معهد «ماكس بلانك» للفلك في ألمانيا، إن الثقب الأسود المكتشف، والقابع في قلب مجرة درب التبانة يشتمل على ما يعادل نحو 12 مليون نجم، مثل الشمس، أي أكبر بأكثر من مرتين من كتلة ثقوب سوداء سبق رصدها تنتمي للحقبة الزمنية نفسها.
ولم يتوصل العلماء لتفسير كيف تمدد هذا الثقب الأسود بهذه السرعة. ومن الوجهة النظرية فإنه لا يمكنه التهام الغاز المحيط به بسرعة ما دام يحتاج إلى الوصول إلى حجمه الهائل، وفقا للقوانين الفيزيائية المعروفة حاليا.
وقال شيو ـــ بينغ وو، من جامعة بكين، «اكتشافنا يمثل تحدياً كبيراً للنظريات الخاصة بتمدد الثقب الأسود في الأزمان السحيقة للكون». وأضاف «الأمر يتطلب إما وجود طرق خاصة للغاية لتمدد الثقب الأسود في غضون فترة وجيزة جداً، وإما وجود ثقب أسود ذي سرعة هائلة في وقت نشأة الجيل الأول من النجوم والمجرات. وتعجز النظريات الحالية عن تفسير كلتا الفرضيتين».
وأشار فينيمانز إلى وجود خيار آخر هو تصادم ثقبين أسودين هائلين في فجر نشأة الكون، لينشأ عن ذلك ثقب أسود أكبر حجماً.
وربما جاءت القرائن من النجوم الفلكية (الكوازارات) ذاتها التي تتوهج بدرجة لمعان تكفي لإضاءة المادة الكائنة بين النجوم. وربما تقدم «الكوازارات» العتيقة معلومات عن كيفية تكوّن النجوم في الأزمان الغابرة لنشأة الكون.
وقال فويان بيان، الذي يعمل بكلية بحوث الفلك والفيزياء الفلكية بالجامعة الوطنية بأستراليا، «بناء على الأبحاث السابقة فإنه أكبر ثقب أسود يرصد لتلك الفترة من الزمن». وأضاف «تتعامل النظرية الحالية مع حدود ومدى سرعة تمدد الثقب الأسود، إلا أن هذا الثقب كبير على نحو يتجاوز معطيات هذه النظرية».
ويقول العلماء إن هذا الثقب الأسود تكوّن منذ نحو 900 مليون سنة بعد الانفجار العظيم. ولا يزال تكون الثقوب السوداء ذات الكتل الهائلة موضوعا مفتوحا أمام البحث، إلا أن كثيراً من العلماء يعتقدون منذ زمن طويل أن معدل تمدد الثقوب السوداء محدود.


 (رويترز)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...