هل يمكن للمكملات الغذائية أن تعزز قوة الإبصار؟

19-12-2014

هل يمكن للمكملات الغذائية أن تعزز قوة الإبصار؟

الإبصار أمر يمكن أن نسلّم به، ولكن قدرتنا على الرؤية تعد إحدى أهم الحواس التي يملكها الجسم البشري. ويُعزى الكثير إلى تلك الحاسة بخلاف القدرة على تمييز الأشياء عن بعد. وعلى سبيل المثال، لدى أعيننا القدرة على التعامل مع فروقات هائلة من الضياء والعتمة.
ومن بين المواد التي تحافظ على صحة البصر هي نوع من الصبغيات تدعى «كاروتينات البقعة الصفراء»، مثل تلك التي تعطي الجزر ألوانه أو تلك التي تعمل على تكوين لون القرنبيط الأرغواني.
ويمكن لهذه المواد الكاروتينية التحول إلى شكل من أشكال فيتامين «أ»، ويُعتقد أن لها القدرة على حماية شبكية العين من الأذى الذي يمكن أن يلحق بها جراء التعرض المفرط للضياء الأزرق، وخاصة الضياء الذي يشع من الشمس.
ووجد الباحثون خلال السنوات القليلة المنصرمة دلائل على أن تناول مواد تحوي هذه الصبغيات يمكن أن يقلل من الوهج، ويعزز جوانب أخرى من أدائنا البصري، مثل القدرة الحادة على تمييز الألوان، وتحسين تعاملنا مع العتمة والضياء، وسرعة استرداد العافية، وسرعة أكبر في المعالجة البصرية، وحتى إمكانية الرؤية من مسافات أبعد.
ولا يعني هذا أن المكملات الغذائية البصرية ستغني عن استعمال النظارات الطبية لدى كل من يعاني من مشاكل الرؤية، مثل قصر النظر. فهل يمكن لتناول حبة واحدة يومياً أن تساعد حقاً في تحسين الرؤية؟
 هناك أكثر من 600 مادة كاروتينية في الطبيعة، وهي تولد الألوان العديدة التي نراها في الفواكه والخضار، ولا يستطيع جسمنا توليدها، لذا فإننا نصنعها من الغذاء الذي نتناوله.
واستعملت المواد الكاروتينية المكملة للغذاء بنجاح لمعالجة شكل من أشكال فقدان البصر يعرف باسم «الضمور البقعي المرتبط بالعمر» (AMD) – والذي يتسبب في تلف البقعة الصفراء الموجودة في الجزء الخلفي من شبكية العين. وتعتبر هذه الحالة، في الوقت الراهن، السبب الرئيسي للعمى في البلدان المتطورة.
إلا أن الباحثين كثّفوا في السنوات القليلة الماضية من دراساتهم لمعرفة ما إذا كانت هذه المواد قادرة على تحسين البصر لدى أولئك الذين لديهم بصر جيد فعلاً.
وأظهرت دراسة أجريت في العام 2013 على 150 شخصاً بصحة جيدة أن مستويات عالية من صبغة البقعة الصفراء في العين قللت من تأثيرات وهج الضوء، وأدت إلى استرداد العافية في وقت أسرع بعد التعرض إلى ضياء ساطع.
وأظهرت دراسة أخرى شملت 120 سائقاً بصحة جيدة أن تناولهم للمكملات الغذائية التي تحتوي على كاروتينات البقعة الصفراء قد حسّنت من إدراكهم للتباين في درجة العتمة والضياء إضافة إلى الوهج.
أما مواد اللوتين ـ وهو نوع من أنواع الكاروتين الموجود في العين - فقد بيّنت أيضاً أنها تؤدي إلى تحسن في حساسية الإدراك تجاه تباين العتمة والضوء لدى الناس الأصحاء الذين يقضون ساعات طويلة أمام شاشات الكومبيوتر.
ويقول جون نولان، البروفيسور في معهد «وترفورد» للتقنية في ايرلندا، والذي يجري دراسة حالية حول تعزيز الرؤية باستعمال هذا النوع من المواد: «يمكننا الحصول على تحسين وظيفة الرؤية بما يقرب من 15 إلى 20 في المئة لدى الأصحاء، ويعتبر هذا رائعاً حقاً».
ويضيف نولان أنه يمكن تحسين الرؤية بما يقرب من 30 في المئة عند المرضى المصابين بضمور البقعة الصفراء. ويستغرق الأمر ما بين ستة إلى 12 شهراً لكي يكون لهذه المواد دورها الفعّال والكامل.
إذا كانت الحال كذلك، فهل تحدث التأثيرات البصرية بأن تقوم ببساطة بتغيير ما تتناوله؟ بإمكانك الحصول على مواد الكاروتين دون تناول المكملات الغذائية، فالخضروات، والذرة، والبرتقال والبيض، كلها تحوي مواد الكاروتين.
إلا أن أجسامنا تحتاج إلى ما يقرب من 20 ميلغراماً يومياً لنحصل على المنافع البصرية المذكورة أعلاه، حسبما يقول الباحثون. ويصعب إنجاز هذا الأمر حتى مع اتباع نظام غذائي صحي.
وعلاوة على ذلك، هناك بعض الأدلة التي تربط مواد الكاروتين بعمليات حيوية أخرى تجري في الجسم: المهارات الحركية، السمع، الاستجابات المناعية والإدراك المعرفي.
وأشارت دراسات قليلة إلى احتمال وجود فوائد من تناول المواد الصبغية لتحسين الإدراك المعرفي.
ومع ذلك، تجدر الإشارة الى أن أكثر الدراسات حتى الآن قامت فقط بتحديد الاقتران ما بين الصبغات ووظائف الدماغ، إلا أن الآلية غير واضحة حتى الآن.


 (عن «بي بي سي»)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...