واشنطن ومنظور المسار الثلاثي للتعامل مع دمشق

08-10-2009

واشنطن ومنظور المسار الثلاثي للتعامل مع دمشق

الجمل: شهدت العاصمة الأمريكية واشنطن خلال الأسبوع الماضي زيارة نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد التي أجرى خلالها اللقاءات مع عدد من المسؤولين الأمريكيين في البيت الأبيض ووزارة الخارجية، وكالعادة سارعت دوائر اللوبي الإسرائيلي إلى التنديد بزيارة الدبلوماسي السوري واستخدامها مناسبة لبث المزيد من الذرائع وزرع الشكوك التي تهدف لعرقلة تطورات دبلوماسية خط واشنطن – دمشق.
* حملة اللوبي الإسرائيلي ضد زيارة المقداد:
كتب اليهودي الأمريكي ديفيد شينكر (الباحث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى وخبير اللوبي الإسرائيلي لشؤون سوريا ولبنان والأردن وفلسطين، وخبير شؤون الشرق الأوسط في مكتب وزير الدفاع الأمريكي السابق دونالد رامسفيلد) تحليلاً نشرته صحيفة ديلي ستار اللبنانية ونشره الموقع الإلكتروني الخاص بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى أشار فيه إلى النقاط الآتية:
• قدمت إدارة أوباما دعوة الزيارة منذ فترة ولكن توقيتها قصد أن يتزامن مع الآتي:
- يوم عيد الغفران المقدس لدى اليهود الذي يكون فيه جميع اليهود في البيت الأبيض والخارجية مشغولين بطقوس العيد.
- تفادي وجود المسؤولين اليهود العاملين في أروقة الإدارة الأمريكية.
• سعت إدارة أوباما منذ لحظة صعودها للبيت الأبيض من أجل التفاهم والتعامل مع دمشق، ومنذ الوهلة الأولى أبدت دمشق اهتمامها لتعيين دانييل شابيرو كبير مستشاري شؤون الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي الأمريكي وجيفري فيلتمان مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى (شابيرو يهودي وفيلتمان بروتستانتي).
• تفاهمت وتعاملت دمشق في بداية الأمر مع فيلتمان وشابيرو على أمل التفاهم والتعامل لاحقاً مع مبعوث السلام الأمريكي الخاص السيناتور جورج ميتشل الذي تفترض دمشق انه سيكون أكثر تعاطفاً.
• اقترح السفير السوري في واشنطن عماد مصطفى لاحقاً بأن يقوم الرئيس أوباما بنفسه بتحديد سياسة واشنطن إزاء سوريا عن طريق استخدام سلطته التنفيذية من أجل تجميد تنفيذ قوانين العقوبات الأمريكية التي ظلت تستهدف سوريا.
* واشنطن ومنظور المسار الثلاثي للتعامل مع دمشق:
أوضح ديفيد شينكر أن واشنطن حددت مساراً ثلاثياًَ لتعاملها مع سوريا بحيث يتضمن:
• مسار مبادرة أمن الحدود العراقية وتشرف عليه القيادة العسكرية الوسطى الأمريكية.
• مسار العلاقات السورية – اللبنانية ويشرف عليه فيلتمان.
• مسار عملية السلام ويشرف عليه المبعوث جورج ميتشل.
علق شينكر أنه برغم أن واشنطن حددت هذه المسارات إلا أن رد فعل دمشق تضمن عدم السعي لبث الخلافات وعدم تحديد سياسة محددة. وأضاف شينكر أنه يوجد تباعد وتباين صغير في الآراء السائدة في إدارة أوباما إزاء التعامل مع سوريا بحيث يمثل جانب الاتفاق الأكبر مقارنة بجانب الخلاف حول طبيعة سياسة دمشق وما هو مطلوب للمضي قدماً في التعامل معها.
* من هم اللاعبون الأساسيون في سياسة سوريا:
تطرق ديفيد شينكر في تحليله قائلاً أنه وبغض النظر عن جهود دمشق فإن اللاعبين الأساسيين في الإدارة الأمريكية إزاء سياسة سوريا ولبنان هم:
• دانييل شابيرو: كبير مستشاري مجلس الأمن القومي لشؤون الشرق الأوسط.
• جيفري فيلتمان: مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى والسفير الأمريكي السابق في لبنان.
• السيناتور جورج ميتشل: المبعوث لأمريكي الخاص للسلام في الشرق الأوسط.
أضاف شينكر قائلاً أن دنيس روس الذي كان أحد أبرز المؤثرين على صناعة قرار سياسة سوريا ولبنان داخل الخارجية الأمريكية تم نقله وتحويله ليعمل في مجلس الأمن القومي ولكن ما هو جديد في صناعة قرار سياسة سوريا ولبنان هو ظهور اثنين من اللاعبين الجدد وهم:
• الجنرال ديفيد بتراوس: قائد القيادة الوسطى الأمريكية.
• الجنرال رايموند أوديرنو: قائد القوات الأمريكية في العراق.
إضافة لذلك علق شينكر قائلاً أن الجنرال بتراوس أعرب عن تأييده الصريح لإجراء محادثات عالية المستوى مع دمشق أما الجنرال أوديرنو علق متهماً دمشق بأنها تساعد في تمرير المسلحين إلى العراق ولكن مع ملاحظة أن لا الإدارة الأمريكية ولا الخارجية الأمريكية قد سعى لاتخاذ موقف صريح ورسمي وواضح إزاء توتر العلاقات السورية – العراقية الذي حدث مؤخراً بسبب الانفجارات التي حدثت في بغداد ومطالبة بغداد لدمشق بتسليمها عدد من الذين سمتهم بغداد باعتبارهم متورطين في هذه الانفجارات.
عموماً نلاحظ أن حملة اللوبي الإسرائيلي ضد دمشق هذه المرة لم تعد تركز على الأوضاع الجارية في الشرق الأوسط مثل وقائع الملف اللبناني أو الملف العراقي أو ملف حزب الله أو ملف حركات المقاومة الفلسطينية وإنما أصبحت تركز على استهداف خط علاقات واشنطن – دمشق بما يزرع الشكوك في إدراك واشنطن لدمشق ويقوض من مصداقية التحركات السورية ومبادرات دمشق وواشنطن المتبادلة للتوصل إلى حل أزمات ملفات الصراع العربي – الإسرائيلي.


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...