نكبة العراق: 6 ملايين لاجئ ومهجر

أكد الجيش الأمريكي أنه يسيطر على 60 في المائة من غرب بعقوبة كبرى مدن محافظة ديالى، حيث دخلت عملية “السهم الخارق” أمس، يومها السادس بحصيلة متفاوتة طبقاً للجيشين الأمريكي والعراقي، وأعرب القائد الأمريكي للحملة عن شكوك في قدرة القوات العراقية على الاحتفاظ بالمنطقة نظيفة من المسلحين، في وقت يبحث الامريكيون عن نصر سريع وإنجاز، واعترف القادة العسكريون بأن المهمة صعبة. مع تحول القتال إلى حرب عصابات، ولقي 14 عراقياً حتفهم في هجمات متفرقة وقتل 3 جنود أمريكيين السبت، وأصدرت المحكمة الجنائية العليا التي تنظر قضية الانفال أمس، أحكاماً بإعدام 3 من المدانين بينهم علي حسن المجيد، والسجن المؤبد لاثنين وتبرئة سادس، في وقت اعلنت منظمة المهاجرين العراقيين أن أكثر من 6 ملايين عراقي باتوا الآن لاجئين ونازحين ومهجرين قسراً، وانتقدت عرقلة دول عربية دخول العراقيين إليها، فيما تحظر أخرى دخولهم نهائياً.

وقال البريجدير جنرال ميك بيدناريك القائد العسكري الامريكي لعملية “السهم الخارق” في ديالى إن قواته نظفت 60 في المائة من منطقة غرب بعقوبة من المسلحين، لكنه رأى أن القوات العراقية غير جاهزة لحفظ الأمن في المنطقة على المدى البعيد. وأشار إلى مقتل ما بين 60  100 مسلح واعتقال 60 آخرين من عناصر القاعدة. ووصف المهمة الجارية في المحافظة بالصعبة، لأن العدو يريد الموت ولكن بعد قتل أكبر عدد يستطيع الوصول إليه من الجنود الامريكيين. وأشار إلى أن القوات الامريكية وزعت مواد غذائية من الارز والطحين والمياه على السكان في بعقوبة حيث فرض حظر التجوال منذ بدء العملية الأمنية.

وتعرضت القوات الامريكية لهجمات متفرقة وهي تشق طريقها في غرب بعقوبة، وتعرقل عملها شبكة منازل تحوي شراكاً خداعية، وعبوات ناسفة مدفونة عميقاً في الطرقات.

وقال القائد العراقي للحملة اللواء الركن عبدالكريم الربيعي في مؤتمر صحافي إن خسائر القاعدة زادت على 57 قتيلاً، واعتقال ،46 وأشار إلى أن المقاتلين يجلون جرحاهم. وذكر أن “المسلحين” يتبعون اسلوب حرب العصابات غير النظامية، ويتسللون ويخرجون من مسرح العمليات. وشدد محافظ ديالى رعد التميمي على أن العملية الأمنية ليست مرتبطة بجدول زمني، بل بعنوان بسط الأمن وخلاص المحافظة من جميع الزمر المسلحة.

من جهة أخرى، قال رئيس منظمة المهاجرين العراقية محمد ادهام الحمد ل”الخليج” إن العراق يشهد كارثة انسانية اطرافها أكثر من 6 ملايين عراقي باتوا الآن لاجئين ونازحين ومهجرين قسراً. وذكر أن مخيمات النازحين والمهجرين باتت أكبر من أن يتجاهلها أحد، وأشار إلى انتشار امراض السل والنزلات المعوية وسط النازحين في مخيماتهم البائسة التي لا تصلح لايواء الحيوان ناهيك عن الانسان، وأكد أن هذه المخيمات تفتقر إلى الأمن وامدادات المياه النظيفة والأغذية والمستلزمات الطبية. وأشار إلى أن هذه المخيمات تتركز في مناطق الكرخ والرصافة والكارمية والراشدية والتاجي وابوغريب حول بغداد والرمادي والموصل وقصبات ديالى، فضلاً عن محافظات القادسية وواسط وبابل والكوت. وانتقد سلطات كردستان التي تمنع ميليشياتها من البشمركة النازحين العرب من دخول محافظات اربيل والسليمانية وكركوك. كما انتقد السعودية والكويت اللتين تمنعان دخول العراقيين، بينما تتشدد مصر في إجراءات دخول العراقيين. وامتدح لبنان حيث هاجرت عوائل مسيحية، واليمن الذي يسهل دخول واقامة العراقيين.

ودعا الحمد الجامعة العربية والأمم المتحدة ومنظمة العفو الدولية ومنظمة الهجرة الدولية والدول الحرة ذات الضمير للتدخل السريع لوقف الكارثة الانسانية في العراق.

المصدر: وكالات