مستقبل إقليم كردستان بعد الانسحاب الأمريكي من العراق

05-11-2011

مستقبل إقليم كردستان بعد الانسحاب الأمريكي من العراق

الجمل: سعت حكومة إقليم كردستان العراقي لجهة القيام بتحركات دبلوماسية نشطة خلال الأيام الماضية، وفي هذا الخصوص فقد زار الزعيم مسعود البرزاني العاصمة الإيرانية طهران، وبعد ذلك سعى لزيارة العاصمة التركية أنقرا، فما هي طبيعة تحركات دبلوماسية أربيل إزاء أنقرا وطهران، وما هي تداعيات ذلك على التوازنات الإقليمية والدولية المتعلقة بمستقبل استقرار إقليم كردستان العراقي؟

* دبلوماسية أربيل الإقليمية: توصيف المعلومات الجارية
تقول المعلومات والتقارير بأن الأيام الماضية قد شهدت تحركاً دبلوماسياً كردستانياً مزدوجاً، على خط أربيل ـ طهران، وخط أربيل ـ أنقرا، وفي هذا الخصوص، أشارت التحليلات السياسية والدبلوماسية إلى أن حكومة كردستان الإقليمية العراقية، تسعى حالياً  لجهة معالجة الآتي:خريطة إقليم كردستان العراق
•    ملف علاقات أربيل ـ أنقرا: وتتمثل المشكلة الرئيسية في أن أربيل قد استغلت فرصة وجود قوات الاحتلال الأمريكي في العراق، لجهة القيام بإيواء ودعم إسناد حزب العمال الكردستاني التركي، والذي استطاع خلال الفترة الماضية تصعيد عملياته العسكرية ضد تركيا، والآن وبعد انسحاب قوات الاحتلال الأمريكي من العراق، سوف تتزايد المخاطر بفعل انكشاف الغطاء العسكري ـ الدبلوماسي الأمريكي عن أربيل.
•    ملف علاقات أربيل ـ طهران: وتتمثل المشكلة الرئيسية في أن أربيل قد استغلت فرصة وجود قوات الاحتلال الأمريكي في العراق لجهة القيام بإيواء ودعم وإسناد حزب الحياة الحرة الإيراني، والذي استطاع خلال الفترة الماضية تصعيد عملياته العسكرية ضد إيران، والآن، وبعد انسحاب قوات الاحتلال الأمريكي من العراق، سوف تتزايد المخاطر بفعل انكشاف الغطاء العسكري ـ الدبلوماسي عن أربيل.
هذا، وتقول المعلومات والتسريبات بأن تحركات أربيل إزاء طهران وأنقرا، قد جاءت بعد فشل جهود أربيل الأخيرة التي سعت إلى استثناء القوات الأمريكية الموجودة في إقليم كردستان العراقي من قرار الانسحاب من العراق، وهو أمر كانت أربيل تعوّل عليه بشدة لجهة إبقاء الدعم الأمريكي بما يتيح لأربيل الاستمرار في تهديد مناطق إقليم كردستان الإيراني، وإقليم كردستان التركي.

* تفاهمات مسعود البرزاني في طهران: ماذا تقول المعلومات
وصل مسعود البرزاني إلى العاصمة الإيرانية طهران في يوم 29 تشرين الأول (أكتوبر) 2011م، وقضى ثلاثة أيام، عقد خلالها لقاءات مع كبار المسؤولين الإيرانيين، تضمنت الآتي:
•    لقاء مع الزعيم آية الله علي خامنئي المرشد الأعلى للثورة الإسلامية.
•    لقاء مع الرئيس محمد أحمدي نجاد.
•    لقاء مع علي أكبر صالحي، وزير الخارجية الإيراني.
•    لقاء مع سعيد جليلي، الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني.
•    لقاء مع علي لاريجاني، المتحدث الرسمي باسم الحكومة الإيرانية.
وفي هذا الخصوص، تقول المعلومات والتسريبات بأن أجندة لقاءات مسعود البرزاني في العاصمة الإيرانية طهران، قد تضمنت الآتي:
•    انسحاب القوات الأمريكية من العراق.
•    العلاقات العراقية ـ الإيرانية.
•    تعاون أربيل ـ طهران في مكافحة إرهاب حزب الحياة الحرة الكردي الإيراني.
هذا، وأشارت التسريبات إلى أن طهران قد أكدت لمسعود البرزاني بأن توجهات السياسة الخارجية الإيرانية إزاء العراق، سوف تركز خلال الفترة القادمة على مبدأ وحدة الشعب العراقي ووحدة الأراضي العراقية، إضافة إلى وحدة الإرادة العراقية، ورفض أي تدخل خارجي ضد العراق.

* تفاهمات مسعود البرزاني في أنقرا: ماذا تقول المعلومات
وصل الزعيم مسعود البرزاني إلى العاصمة التركية أنقرا، أول أمس الخميس 3 تشرين الثاني (نوفمبر) 2011م، وفي هذا الخصوص فقد عقد اللقاءات الآتية:
•    لقاء مع الرئيس التركي عبد الله غول.
•    لقاء مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان.
•    لقاء مع وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو.رجب طيب أردوغان ومسعود البرزاني في أنقرا
هذا، وأضافت التقارير بأن زيارة مسعود البرزاني للعاصمة التركية أنقرا، قد تم التمهيد لها عن طريق زيارة نيخرفان البرزاني والذي عقد المزيد من اللقاءات والتفاهمات التمهيدية مع كل من وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو، ورئيس المخابرات التركية هاكان فيدان، ثم "سُمِح له بعد ذلك" بعقد لقاء مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، وحالياً تقول التسريبات بأن لقاءات مسعود البرزاني في أنقرا قد ركزت على الأجندة الآتية:
•    انسحاب القوات الأمريكية من العراق.
•    العلاقات العراقية ـ التركية.
•    تعاون أربيل ـ أنقرا في مكافحة إرهاب حزب العمال الكردستاني التركي.
هذا، وأشارت التسريبات بأن أنقرا قد أكدت لمسعود البرزاني بأن توجهات السياسة الخارجية التركية إزاء العراق سوف تركز خلال الفترة القادمة على ضرورة التعاون مع العراق، إضافة إلى الالتزام بدعم وحدة العراق، و ضرورة تحقيق الاستقرار والسلام عن طريق التعاون في مجالات مكافحة إرهاب حزب العمال الكردستاني.
لاحظ العديد من الخبراء والمحللين السياسيين، أن ما حصل عليه مسعود البرزاني في طهران وأنقرا كان شيئاً واحداً، الأمر الذي يشير بكل وضوح إلى أن الموقف الإيراني والموقف التركي، يعتمدان مقاربة واحدة، إزاء ملف الحركات المسلحة الكردية، وبكلمات أخرى، برغم الخلافات التركية ـ الإيرانية، إزاء ملف الحدث السوري، وملف مستقبل العراق، فإن موقف أنقرا وطهران، يتميز بالتطابق الشديد الرافض لوجود أي فعاليات كردية مسلحة داخل أراضي البلدين، إضافة إلى تحذيرات أنقرا وطهران الواضحة لأربيل من مغبة فعاليات حزب العمال الكردستاني المسلحة ضد تركيا، وفعاليات حزب الحياة الحرة المسلح ضد إيران.
اللافت للنظر في الموقف التركي، تمثل في تشدد أنقرا، فقد سعت أنقرا إلى عدم الاكتفاء بمطالبة أربيل بعدم دعم حزب العمال الكردستاني، بل تجاوزت ذلك إلى مطالبة أربيل بتوقيع اتفاقية تعاون مشترك لجهة القيام بعمليات مكافحة فعاليات حزب العمال الكردستاني، وفي هذا الخصوص فقد حذرت أنقرا مسعود البرزاني قائلة بأن تأكيدات أربيل بالتزام الحياد إزاء صراع حزب العمال الكردستاني ـ القوات التركية هي تأكيدات غير مقبولة. وذلك لأن الحياة إزاء الإرهاب هو أمر غير منطقي، طالما أن المطلوب في هذه الحالة حصراً هي أن تتعاون أربيل مع أنقرا في الحرب ضد الإرهاب!

الجمل ـ قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...