الأسد يربط بين السلام ورحيل إدارة بوش ويستبعد لقاءه بأولمرت "بلامعنى"

20-06-2008

الأسد يربط بين السلام ورحيل إدارة بوش ويستبعد لقاءه بأولمرت "بلامعنى"

الأسد والسيدة أسماء خلال زيارتهما إلى مركز المعلوماتية في نيودلهي أمس.أكد الرئيس بشار الأسد، أمس، أنه من الأفضل للبنان وسوريا والفلسطينيين أن يخوضوا مفاوضات سلام مشتركة مع إسرائيل، لكنه أوضح أنه يعود للحكومة اللبنانية أن تقرّر الدخول في محادثات مع الدولة العبرية، مع مراعاة عامل وجود حدود مشتركة مع سوريا، رابطاً بين التسوية في المنطقة وذهاب الإدارة الأميركية الحالية التي «لم تهتم بالسلام».
وقال الرئيس السوري إنه من المبكر الحديث عن لقاء مباشر مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، مشدداً على أن هذا الأمر يمكن الحديث عنه حين الوصول للمرحلة النهائية من المفاوضات.
وأعرب الأسد، الذي يختتم زيارته إلى الهند اليوم، عن ثقته بإمكان دفع العلاقات السورية الهندية إلى الأمام، خصوصاً في مجالات الطاقة والفوسفات والمعلوماتية، مشدداً على ضرورة أن يقوم الطرفان بدور في تحقيق الاستقرار في المنطقة.
ودعا الأسد نيودلهي إلى تشجيع الإدارة الأميركية المقبلة كي تضع السلام ضمن أولوياتها، مبدياً تفاؤلاً أكبر بمستقبل المنطقة بعد أحداث الشهر الأخيرة التي «شكلت بصيص أمل».
وفي لقاء مع ممثلي الصحافة الهندية، قال الأسد إنه يشعر بـ«تشاؤم أقل قليلاً» مما كان يشعر به قبل أشهر، وذلك بعد المبادرة التركية للسلام بين سوريا وإسرائيل، والتوصل إلى اتفاق الدوحة، بعدما كان لبنان «على شفير حرب أهلية»، والتهدئة التي تم التوصل إليها بين حركة حماس والحكومة الإسرائيلية، مشيراً إلى أنّه بالرغم من قيام سوريا بدور مهم في المنطقة، إلا أنها «ليست اللاعب الوحيد».
في المقابل رأى الأسد أن عوامل أخرى تبعث على التشاؤم، خصوصاً في ضوء غياب رؤية لدى الإدارة الأميركية الحالية لإيجاد حل في العراق، مشيراً إلى وجود «بصيص من الأمل الآن، وهناك تغييرات إيجابية تجعل الصورة أكثر إيجابية»، لكنه حذر من أنه في حال لم يتم دعم هذه التطورات بالخطوات السليمة فإن الوضع في المنطقة يمكن أن يسوء مرة أخرى.
وحول المفاوضات مع إسرائيل، أوضح الأسد أنّ دمشق بدأت تفكر بالسلام منذ العام ,1974 إلا أن الأمر بقي مرتبطاً بـ«التفاصيل»، مشدداً على أن الأرض تبقى أمراً أساسياً بالنسبة لسوريا.
ورأى الأسد أن توفير البيئة المناسبة يسمح بتحقيق السلام، مشيراً إلى أنّ سوريا اشترطت منذ بدء المبادرة التركية أن يتم الإعلان عن الرغبة بالسلام أولاً، وهو ما فعله الجانب الإسرائيلي، ومن ثم الجانب السوري، ثم طالبت، عبر الأتراك، بأن يتعهد أولمرت لنظيره التركي رجب طيب اردوغان بإعادة الجولان، وهو ما جرى.
وسئل الأسد عن موقفه من دعوة إسرائيل لبنان إلى مفاوضات مباشرة، فقال إنّ الجانبين السوري واللبناني نسقا مواقفهما في محادثات السلام في أوائل التسعينيات، مشيراً إلى أن «الأمر يتوقف على الحكومة اللبنانية لتحدد كيف ترى اتفاق سلام مع إسرائيل»، لكنه أوضح أن «وجود الحدود المشتركة يؤكد أن هناك مصلحة مشتركة في العمل معاً»، وأنه من هذا المنطلق ثمة مصلحة فلسطينية أيضاً.
إلى ذلك، استبعد الأسد أي تحسن في العلاقات مع الولايات المتحدة بوجود الإدارة الأميركية الحالية، مشدداً على أنّ دمشق سعت لعلاقات جيدة مع واشنطن حتى في زمن قوة الاتحاد السوفياتي، لكن المبدأ في السياسة السورية كان «إلا نكون دمى بالنسبة لأي أحد»، موضحاً أن احترام مصالح الدول «لا يعني أننا يجب أن نعمل من أجل مصالحها».
وحول مدى استعداده لمصافحة أولمرت، أوضح الأسد أنّ ذلك مرتبط بالتوصل إلى المرحلة النهائية من المفاوضات، حيث إنّ الأرض هي الأساس، معتبراً أن هذا يمكن أن يناقش في تلك المرحلة.
وفي هذا الإطار، استبعد الأسد إجراء محادثات مباشرة مع أولمرت على هامش قمة «الاتحاد من أجل المتوسط» في باريس خلال الشهر المقبل، معتبراً أنّ «هذه المسألة ليست مثل احتساء الشاي».
وحول العلاقات القوية التي تجمع الهند بإسرائيل، وتأثيرها المحتمل على العلاقة مع سوريا، أكد الأسد أن باستطاعة نيودلهي أن تساعد في موضوع السلام، مشيراً إلى أنّ مصداقيتها تسمح لها بالقيام بدور مهم لـ«تشجيع الإسرائيليين على الجدية، وعبر مناقشة الموضوع مع الأميركيين بحيث يضعون السلام كأولوية». ولم يرفض الأسد، وفق هذه الاعتبارات، أن يقوم الهنود بدور مباشر إذا رغبوا بذلك، مشترطاً ألا يكون ذلك على حساب سوريا.
ولفت الأسد إلى أنّ دمشق تعمل منذ عامين على مساعدة الفلسطينيين من أجل تحقيق المصالحة الوطنية، بما في ذلك في المرحلة التي سبقت اتفاق مكة. وأكد أن سوريا ستواصل بذل كل الجهود الممكنة في هذا الإطار، مشيراً إلى لقاء محتمل بين رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل والرئيس الفلسطيني محمود عباس الشهر المقبل.
إلى ذلك، أيد الأسد حق إيران في امتلاك مفاعل نووي سلمي إذا كان وفقاً للشرعية الدولية، معتبراً أن ما يجري حالياً «مسألة سياسية».
وعن وجود خطط لتطوير حزب البعث، أوضح الأسد أن ذلك سيصبح ممكناً عند إقرار قانون جديد للأحزاب، ولفت إلى أنّ التأخير في طرح هذا الموضوع ارتبط بالتطورات الإقليمية، مشيراً إلى أن الأمر مرتبط أيضاَ بضرورة فهم تركيبة المجتمع العربي القائمة على ركيزتين هما القومية العربية والإسلام.
إلى ذلك، جدد الأسد التأكيد على رغبة الجانبين السوري والهندي في تجديد «العلاقات والروابط التاريخية» بين البلدين، مشيداً بالتأييد الهندي «التقليدي» للحقوق العربية والسورية منذ الاستقلال وحتى الآن. وأضاف أن ثمة دوراً إضافياً يحدده «صعود» الهند الحالي، خصوصاً في ضوء «التغيرات التي لا تؤثر فقط على منطقتنا وإنما على العالم».
وأعرب الرئيس السوري عن دعم دمشق لرغبة الهند في الانضمام إلى الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، مضيفا أن سوريا تدعم عموما التوجه الهندي لإصلاح الأمم المتحدة ومنظمات أخرى في هذا السياق.
ومن المتوقع أن يزور الأسد اليوم مركز أبحاث الفضاء الهندي وشركة برامج الكومبيوتر في مدينة بنغلور التي تتمركز فيها صناعات البرمجيات وتضم أكبر وادي سليكون في العالم.


زياد حيدر

المصدر: السفير  

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...