الأسد ونجاد: مصالح واحـدة على طريق انتصارات أكبر

06-05-2009

الأسد ونجاد: مصالح واحـدة على طريق انتصارات أكبر

عكست تصريحات الرئيسين بشار الأسد والإيراني محمود أحمدي نجاد، في دمشق امس، تطابقا في وجهات نظر الطرفين تجاه مختلف قضايا المنطقة، ولاسيما في اعتبار الظروف الدولية الحالية برهانا على صحة رؤية البلدين السياسية. وقال نجاد ان القوى التي كانت تضغط على سوريا وإيران باتت في موقع من يطلب المساعدة، فيما شدد الأسد على أن العلاقات مع طهران تصب في مصلحة المنطقة واستقرارها.
واتفق الرئيسان السوري والإيراني في مؤتمر صحافي عقب لقائهما في قصر الشعب، على دعم المقاومة الفلسطينية بكل أوجهها، ودعيا إلى توحيد الصفوف الفلسطينية. كما اتفقا على مساندة الحكومة العراقية ولاسيما في جهودها لتحقيق المصالحة الوطنية، ونوها بالجهود التي تبذل لتطوير العلاقات الثنائية، بعدما ناقشا موضوع تقوية التعاون الثلاثي بين سوريا والعراق وإيران، ولاسيما في مجالات النفط والغاز والنقل.
وكان الرئيس الإيراني مدد زيارته إلى دمشق ليوم واحد بعدما كانت متوقعة لساعات فقط، كونها محطة توقف لرحلته باتجاه أميركا الجنوبية والتي ألغيت لأسباب قالت مصادر إعلامية إيرانية أنها متعلقة بانتشار وباء انفلونزا الخنازير في القارة. وعقد الجانبان اجتماعين، أحدهما موسع بحضور مسؤولين سوريين بينهم نائب الرئيس السوري فاروق الشرع ورئيس الوزراء محمد ناجي العطري، فيما تمثل الحضور الإيراني في رئيس اللجنة العليا المشتركة السورية الإيرانية محمد سعيد كيا ووزراء.

وبعد الاجتماع الموسع، عقد الرئيسان مؤتمرا صحافيا قال فيه الأسد ان «المتغيرات الدولية التي حصلت في الفترة الأخيرة، أثرت على العلاقات بين البلدين بشكل إيجابي»، مشيرا الى ان «الكثير من هذه المتغيرات ساهم في تثبيت صحة الرؤية السورية الإيرانية المشتركة تجاه المواقف التي كنا نتخذها في السنوات السابقة»
ورأى الاسد ان «العلاقة بين سوريا وإيران هي علاقة طبيعية وتأتي في سياق العلاقات بين دول المنطقة، رافضا تسميتها بـ«المحور». واعتبر ان هذه العلاقة هي لمصلحة دول المنطقة والاستقرار الذي ينشده البلدان، مضيفا انها تصب في سياق عمل الطرفين من أجل جعل المنطقة «مستقرة ومستقلة. مصيرها مرتبط بقرارها، وقرارها مصنوع بأيدي أصحابها وأهلها وقاطنيها».
وذكر الرئيس الأسد أن الجانبين بحثا في الموضوعين الفلسطيني والعراقي والعلاقات الثنائية. وأضاف أن الحوار «تركز حول كيفية دعم الشعب الفلسطيني في صموده ومقاومته بكل ما تعنيه هذه المقاومة من أوجه». واوضح «تطرقنا الى كيفية دعمه ودعم صموده من خلال توحيده»، معتبرا أن الشعب الفلسطيني «لا يمكن أن يقاوم وهناك انقسام على الساحة الفلسطينية». كما ذكر ان المحادثات تطرقت الى «كيفية فك الحصار» عن غزة.
وفي الموضوع العراقي، شدد الأسد على أن سوريا مرتاحة «للتطورات الأخيرة خصوصا انتخابات الإدارة المحلية التي حصلت مؤخرا وأعطت مؤشرات قوية وواضحة لتوجهات الشعب العراقي الذي يريد وحدة العراق». وأضاف ان الطرفين «متفقان حول ضرورة دعم الحكومة العراقية الحالية في جهودها لتحقيق المصالحة بين الشعب ومختلف الفصائل بهدف الوصول إلى انسحاب القوات الكامل وخروج آخر جندي محتل من العراق».
وجدد الأسد موقف سوريا «الثابت من موضوع الملف النووي الإيراني»، مشيرا الى أنه «من حق اية دولة في هذا العالم أن تتملك الطاقة النووية السلمية. هذا الحق تضمنه الاتفاقات الدولية المتعلقة بهذا الموضوع». وأضاف «أما الحديث عن طرح شكوك برنامج عسكري، فعلى الأقل على الجهات التي تطرح هذا الطرح أن ترينا ما الذي ستفعله أمام برنامج عسكري مطبق منذ عقود طويلة في إسرائيل.. انها عملية سياسية نحن نرفضها».
وسئل الأسد عن العلاقات الثنائية بين سوريا وإيران ومحاولات التأثير على هذه العلاقة، فقال «ان رؤية سوريا للعلاقة مع إيران استندت الى المبادئ والمصالح، ومن الطبيعي ان تكون هناك علاقات جيدة، فنحن أبناء منطقة واحدة وأمة واحدة وتجمعنا الكثير من الأشياء وبالوقت نفسه هذه المبادئ اجتمعت مع المصالح فكان من الطبيعي ان تقف سوريا مع إيران عندما قامت الثورة».
واضاف الاسد «ان إيران قدرت موقف سوريا خلال الحرب العراقية الإيرانية، ووقفت مع سوريا في السنوات الماضية خلال تعرضها لضغوط شديدة.. وإذا نظرنا الى القضايا التي مرت خلال العقود الماضية، وجدنا ان مصلحة سوريا وإيران كانت مصلحة واحدة»، معتبرا «ان كل هذه الأمور بنيت على رؤية بعيدة المدى بين سوريا وإيران».
من جهته، قال الرئيس الإيراني ان «جبهة المقاومة التي تقف أمام التدخل الأجنبي وهجوم الدول الأخرى للهيمنة على دول المنطقة انتصرت»، معتبرا أن الدول التي كانت ترغب بالهيمنة باتت تطلب مساعدة سوريا وإيران لحل مشاكلها.
واعتبر نجاد ان «ظروف المنطقة والعالم تنحو بوتيرة متسارعة نحو وجهة نظر إيران وسوريا»، مضيفا ان الدول التي مارست الضغط على سوريا وإيران «تعلن بوضوح أنها بحاجة لمساعدتهما لحل مشاكلها». كما رأى ان «الوئام والصمود هما سر النصر ونحن في بداية الطريق نحو النصر، وهناك انتصارات أكبر أمامنا». وأضاف «يجب الوصول إلى نقطة تمنع تدخل الأطراف الأجنبية». معتبرا أنه «ينبغي القيام بجهود جديدة لإصلاح النظام العالمي، القائم على مصالح الدول الكبرى».
وانتقد نجاد الوجود الأجنبي في المنطقة، قائلا «نحن نعتبر ان حضور المحتل والأجانب يؤدي الى الفلتان الأمني والى مشاكل عديدة لشعوب المنطقة». وتابع «لم يقدم لهم احد دعوة.. انهم ضيوف ثقلاء ويجب ان يغادروا.. نحن لا نتوقع منهم خيرا، وإذا أرادوا ان يقدموا الخدمات فليقدموا الخدمات لشعوبهم».
وفي الموضوع العراقي، قال نجاد «لدينا تفاهم كامل.. ونحن نرحب باستتباب الأمن ودعم الحكومة الشرعية في العراق.. حكومة مستقلة وبلد موحد لصالح كل بلدان المنطقة». وأضاف ان «جلاء القوات الأجنبية لصالح كل المنطقة وينبغي أن نقول أنه لصالح المحتلين أيضا».
أما على الصعيد الفلسطيني، فقال نجاد ان «دعم المقاومة الفلسطينية واجب شعبي وإنساني وسوريا وإيران متفقتان على هذا الأساس.. والمقاومة ستستمر حتى تحرير كل الأراضي المحتلة». واعترف بوجود معوقات لإيصال المساعدة للمقاومة وإلى غزة، موضحا «نحن نعرف أن إرادة الشعب في غزة هزمت الهجوم العسكري والحصار وستنجح في كسر هذا الحصار».
وحول اسرائيل، قال نجاد «نحن نرى في الصهاينة مركزا للجراثيم المهلكة». وأضاف «لقد خلقوا هذه الصهيونية للتهديد وللعدوان وللتعذيب وللإبادة، انهم يمارسون التمييز العنصري ولذلك فان دعم المقاومة الفلسطينية هو واجب أنساني وشعبي»، معتبرا انه «ولحسن الحظ، فان سوريا وايران متحدتان ومتفقتان الى جانب المقاومة وستكونان كذلك دائما». وتابع «نحن على ثقةأننا في بداية طريق الانتصار ونأمل أن نعيش مستقبلاً في منطقة لا يوجد فيها صهاينة».
والتقى الرئيس الايراني قادة الفصائل الفلسطينية في دمشق. وقال نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، ان وفد الحركة وعلى رأسه الامين العام للحركة رمضان شلح، شرح لنجاد «ظروف الحصار الذي يتم بمباركة من السياسة الأميركية، وجولات الحوار بشكل عام، وطبيعة الهجمة الإسرائيلية على قطاع غزة».

زياد حيدر

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...