«واشنطن بوست»: قفزة في تسلح المعارضة تمويل خليجي مكثّف و«تنسيق» أميركي

17-05-2012

«واشنطن بوست»: قفزة في تسلح المعارضة تمويل خليجي مكثّف و«تنسيق» أميركي

أكدت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية المعروفة بقربها من الأوساط الاستخبارية، في تقرير لها أمس، أن المسلحين السوريين المعارضين بدأوا خلال الأسابيع الأخيرة تلقي أسلحة أكثر تطورا وبكميات أكبر مقارنة بالفترة السابقة، بتمويل من دول الخليج والتنسيق الجزئي من قبل الولايات المتحدة، وذلك نقلا عن ناشطين معارضين ومسؤولين أميركيين وأجانب. عنصران من «الجيش السوري الحر» يحتفلون بعد حرقهم لناقلة جند في مدينة الرستن التابعة لمحافظة حمص، قبل يومين (أ ف ب)
وذكرت الصحيفة أن مسؤولي الإدارة الأميركية شددوا على أن واشنطن لا تزود المعارضة المسلحة بالسلاح ولا تمول شراءها له، لكنها بدلا عن ذلك توسع اتصالاتها بالقوى المعارضة المسلحة «لتزويد دول الخليج بتقييم عن مصداقية المقاتلين والبنية التحتية للقيادة والقتال».
ونقلت «واشنطن بوست» عن مسؤول بارز في وزارة الخارجية الأميركية قوله، «نحن نزيد دعمنا غير التسليحي للمعارضة السورية، نواصل تنسيق جهودنا مع اصدقائنا وحلفائنا في المنطقة وأبعد منها للتوصل إلى أكبر تأثير لما نقوم به جماعيا». واعتبرت الصحيفة أن اتصالات الأميركيين بالمعارضة المسلحة وتبادل المعلومات مع الدول الخليجية يشكل نقلة في سياسة الإدارة الأميركية، مع تضاؤل الآمال في حلّ سياسي.
وأكدت الصحيفة أنه يتم تخزين الأسلحة في مناطق دمشق وادلب والزبداني، فيما نقلت عن ناشطين معارضين كانوا قبل شهرين يشتكون من نفاد الذخيرة، قولهم هذا الأسبوع إن تدفقا جديدا من الأسلحة بدأ يزداد، ويتم شراؤه من السوق السوداء في الدول المجاورة ومن عناصر في الجيش السوري، وذلك بعد قرار من السعودية، وقطر، ودول خليجيـة أخرى، بتقديم ملايين الدولارات من التمويل شـهريا.
كما قال عضـو اللجنة التنـفيذية لـ«الإخوان المسلمين» ملهم الدروبي، إن الجماعة قد فتحت قناة تزويد جديد للمقاتلين داخل سوريا، باستخدام موارد شخصيات ثرية وأموال من دول الخليج، بما في ذلك السعودية وقطر، فيما نقلت الصحيفة عن مسؤول بارز في المعارضة قوله إن «شحنات كبيرة من السلاح قد نقلت إلى سوريا. بعض المناطق أصبحت مليئة بالسلاح».
وأشارت الصحيفة أيضا إلى أن مسؤولين في الإدارة الأميركية اجروا محادثات في واشنطن هذا الأسبوع مع مندوبين أكراد، وشملت المحادثات ما سماه أحد المسؤولين الأميركيين بـ«الإمكانية النظرية لفتح جبهة ثانية ضد قوات النظام السوري شرق البلاد لحمله على تشتيت موارده العسكرية».
وفي سياق متصل، كشف عضو بارز في المجلس الوطني السوري، أنه في الأيام المقبلة سيرسل المجلس شحنة أسلحة إلى سوريا عن طريق تركيا. وقد جاء كلامه في وقت كشف رئيس المجلس برهان غليون أنه مصمم على التخلص من الفشل الذي استمر على مدى عام، من خلال تبني «إستراتيجية جديدة تنطوي على تسليح المعارضين داخل سوريا».
وبهذا التصريح يكون غليون قد تخلى عن رفضه السابق لعسكرة «الثورة»، مؤكداً أن تأييده تسليح مقاتلي الجيش السوري الحر أتى لأنه «ضاق ذرعا ببعض داعمي المجلس في الخارج».
إلى ذلك، سلّطت «واشنطن بوست» الضوء على نفوذ الإسلاميين المتنامي في سوريا، مشيرة في المقابل إلى أن «الإخوان» يسعون إلى التواصل مع دول الجوار السوري، ومن بينها الأردن والعراق ولبنان، وكذلك مع دبلوماسيين أميركيين وأوروبيين بهدف طمأنتهم إلى أنهم لا ينوون السيطرة على النظام السياسي السوري في المستقبل أو إقامة أي شكل من الحكومات الإسلامية.
كما أشارت الصحيفة إلى أن مسيحيي سوريا ما زالوا يقفون إلى جانب نظام الأسد «ليس حباً به، إنما خوفاً من حرب أهلية إذا تسلم المتمردون الحكم، أو في الحالة الأسوأ إذا وصل الإسلاميون إلى الحكم».

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...