محاولة انقلاب في سورية: قصة وسيناريو وحوار مروان حمادة

09-06-2008

محاولة انقلاب في سورية: قصة وسيناريو وحوار مروان حمادة

الجمل: فوجئت الأوساط السياسية الإقليمية والدولية، بالتقرير الذي نشرته مجلة «دي فيلت» الألمانية والذي تحدث عن محاولة انقلاب فاشلة في سوريا، وكان الغريب في الموضوع أن توقيت نشر المجلة لتقريرها يأتي ضمن فترة تشهد فيها المنطقة بوادر انفراجة سياسية تتمثل في بدء المحادثات غير المباشرة السورية – الإسرائيلية بما قد يؤدي إلى حل الصراع السوري – الإسرائيلي لو توفرت شروط النجاح، وأيضاً التوقيع على اتفاق الدوحة الذي ترتب عليه انتخاب الرئيس اللبناني الجديد وفتح السبيل أمام تفاهم اللبنانيين لحل خلافاتهم التي طال أمدها.
* أبرز التسريبات الإسرائيلية:
نشر موقع فيلكا – إسرائيل الإلكتروني تقريراً استخبارياً أورد فيه النقاط الآتية:
• إن رواية الانقلاب الفاشل تم بثها بواسطة الوزير اللبناني مروان حمادة.
• بعد معرفة مروان حمادة لاتصال الرئيس ساركوزي بالرئيس الأسد ونية ساركوزي إرسال وفد فرنسي لزيارة سوريا قرر حمادة العمل لعرقلة الموضوع.
• يحمل مروان حمادة جواز السفر الفرنسي وتربطه علاقات واسعة بالأجهزة الفرنسية والتي ظل يقدم لها استشاراته باعتباره "مرجعية" في المنطقة وحالياً يتملكه شعور بعدم الرضا بسبب "تخطي" ساركوزي وقصر الإليزيه له، وقيام السلطات الفرنسية بمبادرتها إزاء سوريا دون علمه!!
• كتب حمادة نص خبر الانقلاب باللغة الفرنسية وأرسله إلى باسيل يارد –المعروف باستلام الرشاوى من سعد الحريري- في باريس.
• اتصل حمادة بأحد أصدقائه الفرنسيين الذي يعمل في جهاز الأمن الخارجي الفرنسي والذي بدوره اتصل بأحد الصحفيين الفرنسيين مؤكداً الخبر.
• لعب النائب اللبناني باسم السبع دوراً كبيراً في العملية ووصف التسريب الإسرائيلي باسم السبع بأنه سكرتير سعد الحريري لشؤون الإشاعات.
• تمت ترجمة الخبر إلى اللغة الألمانية في باريس وتم إرساله إلى صحفي ألماني تربطه علاقات مع ماكينة الحريري الإعلامية ومن أبرز إنجازاته السابقة:
* إصدار كتاب عن رفيق الحريري.
* إجراء مقابلتين صحفيتين مع المحقق الدولي –سيء السمعة- ديتليف ميليس بناءً على رغبة الحريري.
• تم نشر الخبر في وقت واحد في ألمانيا وفرنسا وبشكل يتزامن مع زيارة ساركوزي للمنطقة.
• أدى نشر الخبر بهذه الطريقة إلى إثارة غضب ساركوزي وقصر الإليزيه لجهة أن الخبر الذي تم تلفيقه قد يؤدي إلى تزايد شكوك السوريين بأن الفرنسيين متورطون في تلفيق الأخبار ضدهم، في الوقت الذي يتحدثون فيه عن رغبتهم في إرسال وفد من المبعوثين الفرنسيين إلى دمشق.
• أجرى أندريه باران السفير الفرنسي في لبنان اتصالاً عاجلاً بالوزير مروان حمادة أبلغه بالآتي:
* غضب الرئيس ساركوزي الشديد.
* تهديده بالكشف عن ملفاتها الأمنية.
* تهديده بالكشف عن دوره في التسريبات التي أضرت بوساطة وزير الخارجية كوشنير مع الأطراف اللبنانية والتي اعتبرها الفرنسيون تسريبات مسيئة لهم.
• تابع الإسرائيليون والأجهزة الإسرائيلية خبر الانقلاب الفاشل وتوصلوا إلى أنه خبر كاذب.
• اهتمام الإسرائيليين الشديد بسوريا هذه الأيام يعود إلى انخراطهم في محادثات السلام معها وبالتالي فهم مهتمون بمعرفة حالة الاستقرار السياسي التي تعيشها.
• أكد مصدر إسرائيلي بأنه لم يحدث أي شيء في سوريا وليس لأي من أجهزة الأمن الإسرائيلية أي معلومات عن حدوث أي اضطراب في سوريا.
هذا، واختتم المصدر الإسرائيلي تقريره مستخلصاً بأن خطة مروان حمادة قد فشلت قائلاً للوزير حمادة "هاردلك يا حمادة".
* مسرح الحرب النفسية ضد سوريا: إلى أين؟
استخدم بعض الساسة والإعلاميين اللبنانيين في العمليات النفسية وأنشطة البروباغندا السوداء ضد سوريا ليس أمراً جديداً وبالنسبة للوزير حمادة فإن محاولة اغتياله الفاشلة التي سبقت اغتيال رفيق الحريري كانت عملية نفسية الهدف منها التمهيد الدعائي والنفسي بما يهيء الأذهان لتقبل فكرة أن سوريا هي المسؤولة عن عملية اغتيال الحريري والتي تمت بالفعل بعد فشل محاولة اغتيال حمادة التي تمت برمجة فشلها بشكل مسبق ومخطط ومدروس يدركه الوزير حمادة جيداً أكثر من غيره.
تعاونت الأجهزة الفرنسية مع حامل الجواز الفرنسي الوزير حمادة واستخدمته مراراً وتكراراً ضد سوريا، والآن فقد جنت الأجهزة الفرنسية ثمرة تعاونها مع حمادة على غرار القول السائد "أعلمه الرماية كل يوم - فلما اشتد ساعده رماني".

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...