فضيحة جديدة لفتفت لبنان

06-12-2006

فضيحة جديدة لفتفت لبنان

يبدو وكأن وزراء الأكثرية اللبنانية ونوابها يطلقون العنان لأفكارهم «الإبداعية» عندما يتسمّرون أمام صحافي أجنبي للإدلاء بتصريح إعلامي، فيخرجون من «تقيّتهم» السياسية التي تراعي التوازنات الطائفية المحلية اللبنانية، معتقدين بأن تصريحاتهم للصحف الأجنبية لن تقرأ في لبنان، فيفرجون عمّا في أساريرهم، ويشرعون في إطلاق تصريحات نارية طائفية حتى العظم.
آخر إبداعات الأكثرية، التصريح المزدوج الذي أدلى به وزير الشباب والرياضة اللبناني أحمد فتفت إلى صحيفتي «غلوب آند ميل» الكندية و«لوس أنجلس تايمز» الذي قال فيه «ان الحكومة اللبنانية برئاسة فؤاد السنيورة تقوم منذ 17 شهراً بتحويل قوى الأمن الداخلي إلى قوة مسلحة يصل عددها إلى نحو 24 ألف عنصر بدعم من دول غربية وخليجية عربية، بغرض حماية قوى 14 آذار، والإبقاء على سيطرتها السياسية في لبنان، في أي مجابهة محتملة مع قوى المعارضة».
ونقل الإعلاميان مارك ماكينون وميغان شتاك عن فتفت بعدما التقياه في السرايا الحكومية قوله «إن العمل على تفعيل قوى الأمن الداخلي بدأ بعيد نجاح ثورة الأرز التي انتهت بتأليف حكومة السنيورة». وقال فتفت للصحيفة إن دولة الإمارات «ودولاً عربية أخرى تنظر بقلق إلى زيادة النفوذ الإيراني في المنطقة من بينها السعودية ومصر والكويت، قدمت إلى قوى الأمن الداخلي مساعدات استخبارية». في اليوم نفسه الذي نشرت فيه «الأخبار» تصريح فتفت خرج عبر شاشة «نيو تي في» في مقابلة مع الزميل جورج صليبي لينفي جملة وتفصيلاً ما قاله للصحيفتين الكندية والأميركية، وشن هجمة على «الأخبار» الصحيفة «التي تعوّدنا على أخبارها»، معتبراً أنها تتجنّى عليه. وعندما بث تلفزيون «المنار» تقريراً عن الخبر أصدر مكتبه الإعلامي بياناً أشار فيه «إلى أن ما ورد عارٍ من الصحة جملة وتفصيلاً».
اتصلت «الأخبار»، لكونها معنية بالأمر بعدما اتهمها فتفت بالتلفيق، بالإعلامي الكندي ماكينون لتستفسر منه عن حقيقة الكلام الذي نسبه الى فتفت، فقال: «اتصل بي الوزير فتفت (أول من) أمس وطلب مني أن أسحب كلمة ميليشيا من عنوان المقال على موقع الإنترنت». وأكد «أن الوزير لم ينف أي كلمة من التقرير، لكنه مستاء من استخدام كلمة ميليشيا، وأنا لا أتحمل مسؤولية عنوان المقال لأنه من وضع رئيس التحرير. لكنني أؤكد أن ما جاء على لسان فتفت في المقال صحيح. كان شديد الصراحة معنا وتحدث بكل وضوح عن الجهود الحكومية لإعادة بناء قوى الأمن الداخلي بجهود من دول الخليج السنية لمواجهة الخطر الشيعي المتمثل بالنفوذ الإيراني عبر حزب الله».
وفي معلومات خاصة بـ«الأخبار» أن فتفت لم يكتف خلال المقابلة بالحديث عن إعادة بناء قوى الأمن الداخلي لمواجهة النفوذ الشيعي، بل ذهب إلى حد القول للصحافيين «إن الجيش اللبناني لا يأتمر بإمرتنا لأنه في يد الموارنة»!
تجدر الإشارة إلى أن النائب وليد عيدو كان قد سبق فتفت وأطل من على الشاشة الصغيرة لينفي ما قاله لصحيفة «نيويورك تايمز» عن «بيع الدم وشراء السلاح»، متذرعاً بأن «طريقة الكتابة كانت غير دقيقة ولا تعكس روحية التصريح ولا تأتي في سياقه الحقيقي». وأسف للتعامل الإعلامي مع التصريح، واعتبر أنه كان يجب أن يُسأل عن دقته. وعملاً بالنصيحة سألت «الأخبار» الإعلامي مايكل سلاكمان عن دقة ما نقله عن عيدو، فأكد أن الأخير «قال حرفياً، وبعصبية مفرطة، رداً على سؤال: كيف ستواجهونهم ولا تمتلكون السلاح؟، قال: نبيع دمنا ونشتري السلاح»!
كلام النهار مع «نيويورك تايمز» أو «غلوب آند ميل» أو «لوس أنجلس تايمز» لا تمحوه التصريحات الليلية عبر شاشات التلفزة المحلية، ولا التجريح بصدقية الوسائل الإعلامية التي تتقن العمل الصحافي... والترجمة أيضاً.

بسام القنطار

المصدر: الأخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...