خارطة طريق نوري المالكي لمنصب رئيس الوزراء العراقي

02-10-2010

خارطة طريق نوري المالكي لمنصب رئيس الوزراء العراقي

الجمل: تحدثت التقارير الإعلامية الصادرة مساء أمس وصباح اليوم عن اتفاق التحالف الوطني العراقي على القبول بتسمية المالكي ليتولى ولايةً جديدةً في منصب رئيس الوزراء العراقي: ما هي مصداقية قرار التحالف الوطني العراقي إزاء تسمية المالكي؟ وما هي العراقيل والتحديات الماثلة أمام نفاذ عملية التسمية والترشيح داخل البرلمان؟ وهل من مناورات جديدة قادمة في الساحة السياسية العراقية؟
* توصيف المعلومات الجارية: ما الذي حدث بالأمس؟
تقول المعلومات، بأن التحالف الوطني العراقي قد وافق بالأغلبية على قرار القبول بترشيح نوري المالكي لمنصب رئيس الوزراء العراقي، وفي هذا الخصوص أشارت التسريبات إلى الآتي:
• وافق على ترشيح المالكي داخل التحالف الوطني كل من التيار الوطني الذي له 40 نائباً إضافة إلى النواب التابعين نوري المالكيبمجموعة الجعفري، ومجموعة أحمد الجلبي ومجموعة العامري.
• اعترض على ترشيح المالكي داخل التحالف الوطني كل من مجموعة نواب المجلس الأعلى للثورة الإسلامية ومجموعة نواب حزب الفضيلة.
الجدير بالملاحظة هنا يتمثل في موقف العامري هو رئيس منظمة بدر التي تمثل الذراع العسكري-الأمني لمجلس الأعلى للثورة الإسلامية الذي يتزعمه عمار الحكيم، هو موقف ينطوي على مؤشرات تفيد لجهة حدوث خلافات في أوساط مجموعة النواب التابعين للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية بما يشير إلى احتمالات أن يحدث الانقسام داخل المجلس الأعلى بحيث يصبح الجناح العسكري-الأمني تياراً سياسياً شيعياً قائماً بذاته تحت قيادة العامري، وما تبقى من المجلس الأعلى للثورة الإسلامية يظل باقياً تحت سيطرة عمار الحكيم.
* خارطة طريق نوري المالكي لمنصب رئيس الوزراء العراقي
اتخذت خارطة طريق نوري المالكي باتجاه منصب رئيس الوزراء العراقي أبعاداً جديدة بعد قرار الأمس، وفي هذا الخصوص فإن الخطوات الجديدة القادمة سوف تتمثل في الآتي:
- دعوة البرلمان العراقي للانعقاد من أجل اختيار رئيس الوزراء الجديد.
- السعي لدعم عدد النواب الكلي المؤيدين لنوري المالكي، وعلى وجه الخصوص داخل التحالف الوطني وتحديداً مجموعة المجلس الأعلى للثورة الإسلامية وحزب الفضيلة.
- السعي من أجل الحصول على دعم الكتلة الكردية عن طريق عقد صفقة جديدة مع الثنائي الكردستاني الطالباني-البرزاني.
تشير المعطيات الجارية إلى أن حسم نوري المالكي للموقف داخل جلسة البرلمان العراقي القادمة سوف يتطلب الآتي:
• مدى قدرة نوري المالكي على الإبقاء بشروط تأييد الصدريين له.
• مدى قدرة نوري المالكي على صياغة صفقة متوازنة مع القوى الكردستانية.
• مدى قدرة نوري المالكي على إقناع واشنطن، والتي اشترطت ضرورة أن تتوافق كل الكتل العراقية الرئيسية الأربعة على الحكومة الجديدة.
سوف يواجه الزعيم نوري المالكي فترة عصيبة خلال الأيام القادمة، وذلك لأن الحصول على استمرارية التيار الصدري سوف يكون غير ممكناً إذا فشل نوري المالكي خلال الـ15 يوماً القادمة من استمالة عدد من نواب القائمة العراقية، وهو أمر معناه لا بد لنوري المالكي من التعامل بحيوية مع الخيارات الآتية:
- إقناع الزعيم إياد علاوي بضرورة المشاركة، وهو أمر صعب خلال هذه الفترة، وذلك بسبب شروط الزعيم علاوي العالية السقف.
- القيام باختراق وحدة القائمة العراقية، وذلك عن طريق إقناع، وربما إغراء بعض أعضاء الكتلة العراقية بضرورة الخروج على زعامة إياد علاوي.
الصعوبة الكبرى التي ستواجه نوري المالكي سوف تتمثل في مدى قدرته على إقناع رموز التحالف الكردستاني، وذلك لأن إغراءهم بمنصب الرئيس العراقي لم يعد يشكل ضرورة بالنسبة لهم وذلك لأن الثنائي الكردستاني الطالباني-البرزاني أصبحوا يرون بأن تخصيص منصب الرئيس العراقي للتحالف الكردستاني هو أمر مفروغ منه، وبالتالي ما هو مهم يتمثل في ضرورة أن تسعى الكتل العراقية إلى رفع سقف التنازلات المقدمة للتحالف الكردستاني، وهي تنازلات لن يكون أقلها ضم كركوك إلى إقليم كردستان العراق، وإذا وافق المالكي على تقديم أي تنازلات للأكراد حول كركوك، فإنه سوف يواجه عواقب وخيمة، سوف لن يكون أقلها سحب نواب التحالف الوطني العراقي لقرار تأييد المالكي، وهو أمر سوف يؤدي حدوثه إلى إعادة المالكي خطوتين للوراء، بعد أن تقدم خطوة، فهل يا ترى سوف يرتكب المالكي المحظور، بما يتيح نقل الكرة مرة أخرى إلى ملعب إياد علاوي؟ أم أن المالكي سوف يشق طريقه بقوة نحو مكتب رئيس الوزراء العراقي القابع في المنطقة الخضراء العراقية؟
يبدو أن قدراً كبيراً من أوراق اللعبة خلال الأيام القادمة سوف يكون في الزعماء الأكراد، والذين أطلقوا صباح اليوم بعض التصريحات التي تمهد لجهة ابتزاز المالكي وذلك من خلال إعلانهم القائل بأنهم يرفضون التورط في لعبة المحاور السياسية العراقية، وهو أمر معناه أن الأكراد يريدون اتفاق الكتل الأربعة، وهو ما أكدت واشنطن صبيحة اليوم عليه، فهل يا ترى سوف يتنازل المالكي لأطراف التحالف الكردستاني ويفوز بموافقة أمريكا، وتجسد دعم التحالف الوطني وتجسد منصب رئيس الوزراء؟ أم أنه سوف يجادل إدارة اللعبة بطريقة أخرى جديدة؟

 


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...