واشنطن تصر على رد من نتانياهو قبل لقاء «الرباعية»

18-03-2010

واشنطن تصر على رد من نتانياهو قبل لقاء «الرباعية»

رصدت إسرائيل في تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أول من أمس في شأن «التزام الولايات المتحدة أمن إسرائيل» و«الرباط الوثيق الذي لا ينفصم بين البلدين»، لهجة مخففة قد تمهد لتسوية الخلاف الناشب في أعقاب قرار وزارة الداخلية الإسرائيلية بناء 1600 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة «رمات شلومو» شمال شرق القدس المحتلة، وهو القرار الذي تم الإعلان عنه خلال زيارة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن إسرائيل، وتسبب في الأزمة بين حكومة إسرائيل والإدارة الأميركية، وسط أنباء عن احتمال أن يوفد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو إلى واشنطن مستشاره الخاص يتسحاق مولخو للقاء كلينتون والاتفاق على صيغة لإنهاء الأزمة، ليمهد بذلك إلى لقاء بين نتانياهو وكلينتون الأسبوع المقبل.

من جهتها، أفادت صحيفة «هآرتس» بأن واشنطن، كما جاء على لسان الناطق بلسان وزارة الخارجية روبرت غيبس أول من أمس، تصر على تلقي الرد الإسرائيلي على المطالب التي طرحتها على نتانياهو خلال مكالمة التوبيخ أواخر الأسبوع الماضي، في غضون يوم وقبل عقد اجتماع الرباعية الدولية في موسكو اليوم. وتتلخص المطالب في إعلان إسرائيل إلغاء قرار البناء المذكور، وفي القيام بـ «لفتات طيبة» تجاه السلطة الفلسطينية، وفي إعلان إسرائيلي صريح بأن المفاوضات مع الفلسطينيين ستتناول قضية القدس أيضاً، وفي تخفيف الحصار عن قطاع غزة.

وكان مكتب نتانياهو سارع مساء أول من أمس إلى الترحيب بتصريحات كلينتون والتأكيد أن إسرائيل «تثمّن عالياً الكلام الوديّ». وقال البيان إن «دولة إسرائيل تقدر وتثمن الكلمات الدافئة التي قالتها وزيرة الخارجية عن العلاقة العميقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل والتزام الولايات المتحدة أمن إسرائيل». وأضاف أن حكومة إسرائيل «أثبتت خلال العام الأخير التزامها السلام»، وعدّد الخطوات التي اتخذتها «وفي مقدمها خطاب نتانياهو في جامعة بار إيلان (موافقته على إقامة دولة فلسطينية)، وإزالة مئات نقاط التفتيش والحواجز في الضفة الغربية، ثم قرار الحكومة الإسرائيلية تعليق البناء في مستوطنات الضفة الغربية لمدة عشرة اشهر. وذكّر البيان بأن كلينتون اعتبرت في حينه قرار وقف البناء «غير مسبوق».

وكرر مكتب نتانياهو الادعاءات بأن الفلسطينيين هم الذين عرقلوا عملية استئناف المفاوضات من خلال وضع شروط مسبقة «على نحو لم يفعلوه طوال 16 عاماً»، أي منذ اتفاقات اوسلو. واتهم الفلسطينيين بشن «حملة لنزع الشرعية عن إسرائيل» في الحلبة الدولية «ويواصلون التحريض على الكراهية والعنف». وتابع ان «نتانياهو يدعو ثانية الفلسطينيين إلى الدخول إلى خيمة السلام من دون شروط مسبقة لأن هذه هي الطريق الوحيدة للتوصل إلى اتفاق يضمن السلام والأمن والازدهار لكلا الشعبين».

وعقد نتانياهو أمس اجتماعاً لـ «المنتدى الوزاري السباعي»، وهو أعلى هيئة حكومية في الدولة العبرية لبلورة موقف إسرائيل من مطالب كلينتون، وفي مقدمها إلغاء قرار البناء الجديد. وأوضحت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن نتانياهو لا يعتزم التنازل عن «حق إسرائيل في البناء في أرجاء القدس»، لكنها لم تستبعد أن يعلن تجميد قرار البناء في مستوطنة «رمات شلومو» الذي أشعل الأزمة مع واشنطن، وهو ما استبعدته صحيفة «إسرائيل اليوم» القريبة من نتانياهو.

وأفادت بأن الأخير يفكر في إيفاد مستشاره الخاص المحامي إسحاق مولخو إلى واشنطن للقاء كلينتون ومحاولة تسوية الخلاف، ما سيمهد للقاء بين نتانياهو وكلينتون الأسبوع المقبل على هامش مشاركة الأول في مؤتمر العلاقات الاسرائيلية - الاميركية «ايباك». وأضافت الصحيفة أن الاتفاق الجاري بلورته يتضمن إعلاناً إسرائيلياً بأن «لا تتكرر أعمال من شأنها إعاقة المفاوضات»، وإعلاناً آخر بأن إسرائيل مستعدة للخوض في المفاوضات غير المباشرة مع الفلسطينيين في القضايا الجوهرية، من ضمنها قضيتا القدس واللاجئين.

ولليوم الثاني على التوالي، أبرزت الصحف الإسرائيلية وقوف نواب الكونغرس من الحزب الجمهوري جبهة واحدة إلى يمين نتانياهو وانتقاداتهم الرئيس باراك اوباما على تشدده مع «الحليف الأبرز والأصدق للولايات المتحدة في الشرق الأوسط». وأضافت أن النواب اليهود في الحزب الديموقراطي يقفون في المقابل موقف المتفرج.

في غضون ذلك، كشفت القناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي مساء أول من أمس أنه في عز الأزمة على خلفية القرار الاستيطاني، نشرت وزارة الإسكان الإسرائيلية الأربعاء قبل الماضي وقبل مغادرة بايدن تل أبيب، مناقصتين لبناء 426 وحدة سكنية جديدة في مستوطنتي «نفيه يعقوب» و«هار حوماه» في القدس الشرقية.

أسعد تلحمي

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...