هل ينتهي صراع فتح وحماس إلى إنشاء إمارتين فلسطينيتين متنافرتين؟

25-06-2007

هل ينتهي صراع فتح وحماس إلى إنشاء إمارتين فلسطينيتين متنافرتين؟

الجمل:     يدور حالياً نقاش واسع حول مصير الأراضي الفلسطينية، وذلك بعد انتهاء الصراع في قطاع غزة بين فتح وحماس، على النحو الذي ترتب عليه هزيمة فتح وخروجها من القطاع، الأمر الذي ترتب عليه تقاسم فتح وحماس ما تبقى من أرض فلسطين، بحيث انفردت حماس (الإسلامية) بالسيطرة على قطاع غزة، وفتح (العلمانية) بالسيطرة على الضفة الغربية.

·       أبرز التلميحات حول مستقبل الأراضي الفلسطينية:

المعلومات التي ظهرت صباح اليوم في العديد من مراكز الدراسات، كانت تتناول مستقبل الأراضي الفلسطينية من منظور موحد الاتجاه، وتمثل ذلك في تحليلات دينس روس (المبعوث الأمريكي الخاص سابقاً للسلام في الشرق الأوسط)، ومارتن أنديك (السفير الأمريكي السابق في إسرائيل)، وديفيد ماكوفيسكي (خبير معهد واشنطن لشؤون الشرق الأوسط)، ونشرتها: صحف نيوريبابليك، الواشنطن بوست، مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية، ومعهد واشنطن).

الخطوط العامة التي تناولت بها تحليلات الخبراء ملف مستقبل الأراضي الفلسطينية تمثلت في الآتي.

-         القبول بسيطرة حماس على القطاع، وفتح على الضفة الغربية.

-         تشديد الضغوط على حماس، وإفساح مجال حرية الحركة لفتح.

-         تشديد الضغوط والعقوبات على قطاع غزة بما يؤدي في النهاية إلى قيام سيناريو (الدولية الفاشلة) بقيادة حماس، وفي الوقت نفسه تقديم المساعدات والدعم الى قطاع غزة بما يؤدي إلى قيام سيناريو (الدولة الناجحة) بقيادة فتح.

·       سيناريو (عودة الخيار الأردني) للضفة الغربية:

في حالة استقرار الأمر الواقع، بحيث تشكلت دولتان فلسطينيتان على الاراضي الفلسطينية، واحدة في غزة والأخرى في الضفة.

ويرى بعض الخبراء الأكثر تشدداً بضرورة أن يتم وضع الضفة الغربية تحت السيطرة الأردنية، وفقاً للصيغة التي تتناسب مع أمن إسرائيل، ويبرر هؤلاء الخبراء وجهة نظرهم، على أساس اعتبارات أن الوجود الأردني الإشرافي في الضفة الغربية سوف يمنع ويعرقل سيطرة الإسلاميين في المستقبل عليها.. ويجد هذا الرأي مساندة الكثير من الإسرائيليين في الوقت الحالي.

·       الخيار الأردني ومعطيات الخبرة التاريخية:

في الفترة من عام 1948 وفي عام 1967م، كانت الضفة تخضع للسيطرة الأردنية وذلك بموافقة البريطانيين وتواطئهم مع ملك الأردن، الذي لم يتردد في التمادي والقيام بالإعلان في عام 1950م عن قرارين، الاول هو إنهاء احتلال الأردن للضفة الغربية الذي استمر من عام 1948 وحتى عام 1950م، والثاني إعلان ضم الضفة الغربية للأردن.

وقد باشرت المملكة الأردنية منذ ذلك الحين إجراءات إدماج الضفة الغربية وسكانها نهائياً ضمن السيادة الملكية الاردنية، بحيث تم تغيير هويات الفلسطينيين بمنحهم هويات أردنية، وتخصيص 30 مقعداً في (البرلمان) الأردني للضفة الغربية، وذلك من أجل إدماج الفلسطينيين في العملية السياسية الأردنية، وكانت بريطانيا تبارك هذه الإجراءات وتدعمها.

اندلعت حرب 1967، واحتلت إسرائيل الضفة الغربية، وطوال هذه الفترة لم يهتم ملك الأردن بأمر إرجاع وتحرير الضفة. إضافة إلى أنه لم يتمسك أمام الإسرائيليين في مفاوضات اتفاقية السلام الأردنية- الإسرائيلية، لأنه يعرف ولأنهم يعرفون تماماً أنها ليست أراض أردنية تابعة للملك، وبأن والده الملك قبل السيطرة عليها  ضمن صفقة بينه وبين البريطانيين، بعد حرب 1948م.. لذلك لم تتطرق معاهدة السلام الأردنية- الإسرائيلية لموضوع الضفة الغربية، وفقاً لوجهة النظر الإسرائيلية القائلة بأن الأردن (لم يخسر شيئاً)، لأن الضفة الغربية التي احتلتها إسرائيل ليست أردنية بالأساس.

·       دولة فتح المرتقبة في الضفة.. فيدرالية أم كونفيدرالية أردنية:

قيام دولة فلسطينية مستقلة لا يجد القبول لدى الإسرائيليين، وما يريده الإسرائيليون في الوقت الحالي هو استخدام النظام الأردني في الدفاع عن أمن إسرائيل، وبالتالي فإن صيغة الفيدرالية ليست مناسبة للإسرائيليين، لأنها تعطي الأردن حرية السيطرة على الضفة الغربية، وصيغة الكونفيدرالية ليست مرغوبة أيضاً لدى الإسرائيليين لأنها تعطي الفلسطينيين حرية السيطرة على مصيرهم في الضفة الغربية، لذلك على الأغلب أن يتم الاتفاق بين الإسرائيليين والأمريكيين على القيام بفرض مهام محددة للأردن، بحيث تتضمن الإشراف على تطبيق الخطط الأمنية التي تقوم إسرائيل بوضعها، مع إعطاء إسرائيل حق المراجعة والمتابعة والرصد.

الارتباط الإسرائيلي- الأردني الجديد المتوقع حول الضفة الغربية سوف يأخذ شكل شراكة (غير متوازنة) بين الإسرائيليين والاردنيين، لأن اليد العليا في الأمور السيادية سوف تكون للإسرائيليين حصراً، بينما يختص الاردنيون بالمهام التنفيذية مثل اعمال الشرطة والاستخبارات والإشراف على انتخابات البلديات.

وعموماً، يقول الباحث الأمريكي ليون هادار بأن عبارة (الطريق إلى أورشليم يمر عبر بغداد) التي قالها جورج بوش بعد أن لقنتها له جماعة المحافظين الجدد، أصبحت عبارة تثير الأسى والكآبة لدى الأمريكيين بسبب الورطة الأمريكية الحالية في العراق.

وحالياً على ما يبدو فقد لقنت جماعة المحافظين الجدد الرئيس بوش عبارة جديدة هي (الطريق إلى أورشليم يمر عبر عمان).

يقول ليون هادار بأن اتفاقية السلام الجديدة مع الفلسطينيين التي خطط لها الإسرائيليون، لن تكون اتفاقية سلام إسرائيلية- فلسطينية، بل سوف تكون اتفاقية سلام إسرائيلية (أردنية- فلسطينية) وسوف لن تبدأ الإجراءات التمهيدية لهذه الاتفاقية إلى بعد التوصل إلى (اتفاقية أردنية- فلسطينية)، تقوم الأردن استناداً لهذه الاتفاقية بدور الوكيل الإسرائيلي المكلف بالإشراف على الضفة الغربية، بما يمهد السبيل أمام الاتفاقية النهائية.

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...